IMLebanon

تدويل البطريرك أم تدويل السيد؟

كتب سمير سكاف في “اللواء”:

يوضح بطريرك الموارنة مار بشاره بطرس الراعي أن طلبه تدويل الأزمة اللبنانية ينطلق من عدم إمكانية وصول اللبنانيين الى الاتفاق، ومن عدم إمكانية تشكيل حكومة بالحد الأدنى. ولكن ما هو واقع هو إن تدويل الراعي ما يزال في مرحلة الطلب والتمنيات، في حين أن تدويل السيد حسن نصرالله هو واقع مستمر منذ سنوات طويلة بخيارات إقليمية لا تقتصر حصراً على مصلحة لبنان!

تدويل «السيد» عسكري وتدويل البطريرك ليس تحت الفصل السابع!

إن تدويل «السيد» مفروض على اللبنانيين، في حين أن تدويل البطريرك ما يزال خياراً يمكن تجنبه فيما لو أراد أهل السلطة وضع لبنان على سكة الخروج من الأزمة، ما هو مستحيل في الواقع! أدى تدويل «السيد» الى إدخال لبنان في محور «الممانعة» الذي يشمل إيران وسوريا في عداء لكل الدول العربية، وفي عداء لأميركا (لا خلاف لبناني على العداء لإسرائيل) وفي مواجهة مع الأوروبيين وفي قبول التدخل الروسي في سوريا وفي اعتبار القرار اللبناني كجزء من القرار الإقليمي. هذا المحور الإيراني – السوري، الذي أعلن الوزير السابق بيار رفول منذ أيام إنتماء الرئيس عون إليه صراحة، كطرف مع بعض اللبنانيين ضد اللبنانيين الآخرين!! كما أدى تصرف أهل السلطة، ومن ضمنهم حزب الله الى مبادرة «تدويلية» هي المبادرة الفرنسية التي ما تزال تعاني وتعاني… في حين أن تدويل البطريرك المحتمل هو أممي وليس «محاوري»، ولا يدخل في إطار العداء لأي كان. والأهم، هو أن الفارق يكمن في أن تدويل «السيد» هو عسكري أدخل لبنان ويُدخله في صراعات عسكرية وحروب إقليمية في حين أن الهدف من تدويل البطريرك هو الوصول الى السلام. فالبطريرك يطالب بمؤتمر سلمي وليس بقرار أممي تحت الفصل السابع.

لن يسمح تدويل السيد بما أسماه «مزحة» تدويل البطريرك! وهو مستعد لمواجهته. ولكن «السيد» لا يسهم بالحل وسيستمر بتدويله للأزمة بسلاح إيراني ومالي إيراني ومصالح إقليمية ومساهمة في حرب اليمن وفي تدريب من يواجه السعودية وفي تغيير النظام في البحرين… ولا شك أن تدويل «السيد» هذا هو في كثير من الأحيان لا يتوافق مع مصلحة لبنان.

إن تدويل «السيد» يجعل لبنان ورقة تفاوض على طاولة الآخرين، في حين أن تدويل البطريرك يستعيد الورقة الدولية الى طاولة اللبنانيين! من جهة أخرى، لا يمكن للبنان الخروج من أزماته المالية والاقتصادية مع استمرار عداء «السيد» والحزب لمعظم الأشقاء العرب! إن مدخل الحل هو «تعريب» المصالحة، وتدويل المصالحة الايرانية – العربية!

استحالة الحل اللبناني

قد تفرض التدويل السلمي!

الأفق مسدود، والخيار اللبناني – اللبناني يبقى الأفضل إذا كان ممكناً! ولكن معظم اللبنانيين أصبح يشارك البطريرك الراعي رأيه في أن هناك استحالة لبلوغ هذا الحل الداخلي. الأمر الذي سيجعل تدويل الأزمة في لبنان، «الدولة الفاشلة»، قراراً دولياً مفروضاً على الراعي ونصرالله وعلى اللبنانيين جميعاً، في ظل قرار الاغتيال الجماعي للّبنانيين من قبل أهل السلطة، الغارقين في التقاسم المذهبي والتحاصصي. فالسؤال المهم في «جهنم» هو ليس من سيكون «راعي» التدويل؟ بل هل يمكن الخروج من جهنم من دون «تدويل الراعي»؟!