IMLebanon

باسم مغنية: مطالب الشعب سُيّست وأدعو إلى تغيير النظام

كتبت مايا الخوري في “نداء الوطن”:

بعدما أنهى تصوير مسلسل “قارئة الفنجان”، الذي يُعرض قريباً عبر منصة “شاهد”، يصوّر الممثل اللبناني باسم مغنية المسلسل الرمضاني “للموت” في ظل تدابير وقائية صارمة تتخذها شركة “إيغل فيلمز” لاستكمال الأعمال الدرامية رغم جائحة كورونا والمصائب الإقتصادية التي تخنق الوطن والمواطن. عن جائحة كورونا والقطاع الدرامي والثورة تحدّث باسم مغنية إلى “نداء الوطن”.

خسر الممثل اللبناني باسم مغنية والده بعد إصابته بفيروس “كورونا”، وكان الوداع وداعاً أليماً بالنسبة إليه لأنه على حد قوله غادر باكراً فيما كان يتمنى لو عاشا سنوات أطول معاً. ويقول في هذا الإطار: “أصبّر نفسي وأتحلّى بالإيمان بمشيئة الله، إنما مقولة الإعتياد على الفراق غير صحيحة. إذا كان الإنسان مقرّباً من أهله، يصبح الأمر صعباً جداً، ففي كل لحظة نستذكره بالخير ونتذكّر أشياء معيّنة وأماكن معيّنة جمعتنا”.

وعن ردّة فعله تجاه تلقي نوابٍ للقاح من خارج المنصّة، يلفت إلى أن ما غرّد به ليس نقمةً على الوضع السياسي والسياسيين وأفعالهم الوقحة فحسب، بل كردّ فعل نابع من قلب محروق على فقدان الوالد، قائلاً: “لو تلقّى والدي اللقاح لربما بقي حيّاً. إلى ذلك ينتظر مواطنون كثيرون اللقاح لأن وضعهم الصحيّ دقيق، فيأتي من يتلقح من خارج المنصة وبتوقيت غير صحيح”.

ويوضح أنه لا يريد ظلم النواب كلّهم، لأن بعضهم تسجّل عبر المنصة فجاء التوقيت مناسباً، فيما أخذ آخرون اللقاح عن غير حقّ ومن درب أناس يحتاجون فعلاً إليه. على كلٍ لم أتأثر بالطريقة التي تلقّحوا فيها، أي “الديلفري”، لأننا معتادون على عدم إحترام السياسيين للقانون”.

وعن رأيه بالفنانين الذين جاهروا برفضهم اللقاح، يقول: “حين أعبّر عن رأيي أكتب بموضوعية. لست مخوّلاً أو مؤهلاً لإبداء الرأي بموضوع اللقاح وعمّا إذا كان يُفترض تلقيه أم لا. ثمة أطباء متخصصون وأكفّاء مثل الدكتور روي نسناس والدكتور عبد الرحمن البزري يتحدثون دائماً عن ضرورة التلقيح. في النهاية يبقى قراراً شخصياً”.

وعن نشاط القطاع الدرامي رغم الإقفال العام في البلد والظروف الصحية، يلفت إلى أن شركات الإنتاج المهمة ظُلمت هذا العام، لأن جميع القطاعات تعود فوراً إلى عملها بعد فتح البلد إلا القطاع الدرامي حيث يتوقف المسلسل نهائياً إذا لم يُنفّذ خلال المُهل المحددة للتصوير والعرض. ويضيف: “بعدما إنتهينا من تصوير مسلسل “قارئة الفنجان”، نصوّر مسلسل رمضان 2021 “للموت”، شبه محجورين في إهدن حيث يستقر فريق العمل خاضعاً دورياً لفحص PCR”.

مغنية الذي حقق تجارب ناجحة في مصر، إضطر أخيراً الى الإعتذار عن بطولة مسلسل إلى جانب ممثلة مصرية مهمّة جداً، فيقول: “منذ عام 1998 كانت التجارب في مصر ممتازة على صعيدي الخيارات والنتيجة. حالياً، بسبب الظروف التي يفرضها فيروس كورونا، ومنها عدم إمكانية التنقل بين بلدين، إضطررت إلى الإعتذار خصوصاً بعدما التزمت بالكلمة مع شركة “إيغل فيلمز” في مسلسل “للموت”. كانت فرصة مصرية جميلة لكنها جاءت في ظروف صعبة”.

بعد مسيرة 25 عاماً كُللت بنجاحات كثيرة وإخفاقات أحياناً، يرى أنه اكتسب نضجاً أثّر في قراراته ومنحه القوّة نتيجة رفضه عروضاً كثيرة. معتبراً أن شخصيته القوية هي التي عززت صموده في الوسط الفني. ويقول: “إذا لم يتّخذ الفنان موقفاً معيّناً فقد الإحترام ولا يُحسب له حساب في الوسط. شخصياً، أعتبر أن الماديات مهمّة جداً لكنها لا تقدّم شيئاً، لأن الأهم هو تطوير المسيرة المهنية مع المحافظة على المستوى الذي انطلقت منه منذ سنوات. أنا ممثل أكاديمي، تخصصت في الجامعة حيث علّمت أيضاً، وأطمح في حصد ما زرعت في المهنة، ولا يتحقق ذلك بوفرة الأعمال، بل بنوعيّة الخيارات”.

تعرض منصة “شاهد” مسلسلات درامية حصريّة بإنتاج ضخم ومُتقن نشاهدها في عرض ثانٍ عبر الشاشة، برأيك هل ستحتلّ مكانة الإنتاج التلفزيوني؟ يجيب: “لا مشكلة في عرض مسلسل على “شاهد” أو “نتفليكس” ومن ثم على الشاشة، لأن جمهورهما مختلف وفق الأعمار والإهتمامات. طالما تقدّم المنصّات إنتاجات ضخمة وتختار المنتجين والمخرجين والممثلين المهمّين، سيُرفع شأن الدراما اللبنانية ويُعزّز نوعيّتها”. لافتاً إلى أن ما يهمّ المنصّات فعلاً هو نوعية العمل ومستوى الأداء والمُنتج الجيّد بغض النظر عن أسماء النجوم. وبالتالي حاز الممثلون اللبنانيون الشباب على فرصتهم بالإنتشار، ما ينعكس إيجاباً على الدراما اللبنانية خصوصاً أن الجمهور العربي سيعتاد على اللهجة اللبنانية المحكية من خلال الأعمال العربية المشتركة”.

وعلى صعيد تنوّع أدواره، يشير إلى أن شخصيته تؤدي دوراً في هذا الإطار، لأنه اتخذ قراراً منذ 10 سنوات بألا تكون أدواره متشابهة ومتكرّرة، ما يدلّ إلى نضج وإصرارٍ. مضيفاً: “طبعاً ليس كل ما أقدّمه عظيماً إنما على الأقل أفتّش على شيء جميل وجديد. ثمة شخصيات تنجح أكثر من سواها، وشخصيات يحبها الجمهور أكثر، وهناك من يحبّ العمل أكثر من الشخصية بحد ذاتها”.

وعن واقع القطاع الدرامي في لبنان، يأسف لاستخفاف المسؤولين به وتجاهلهم لأهميته رغم أنه أساسي وواجهة المجتمع والوطن، ووسيلة للتسويق، وبالتالي يمكن أن يكون مردوده المعنوي والمادي كبيراً للبنان. فالفنّ بعامة مرآة المجتمع ومن ضمنه الدراما. لذا نشكر المنتجين المؤمنين بهذا القطاع وأهمّهم “الصبّاح” و”إيغل فيلمز” على صعيد الأعمال العربية المشتركة، والمنتجين “إيلي معلوف” و”مروان حدّاد” المؤمنين بالقطاع المحلي واللذين يصارعان من أجل الاستمرار”.

باسم مغنية لم يسلم من جريمة 4 آب، لأن منزله الواقع في بيروت تضرر مادياً، فيرى بأن الأضرار المادية التي أصابت المدينة تعوّض فيما الأثر النفسي الذي ينسحب على الوطن كله صعب جداً، بعد مرور عامٍ مشحون في البلد. هذا الإنفجار هو من أضخم الإنفجارات في العالم، مادياً ومعنوياً على حدّ سواء، حيث انعكس كآبة على اللبنانيين ولا يزال. متمنياً أن تصل التحقيقات إلى نتيجة تبرّد قلوب اللبنانيين بعامة والمتضررين بخاصة، فنشعر ولو لمرّة أننا اكتشفنا الحقيقة.

وعن كيفية خروجنا من هذه الأزمات، ردّ “متى التزم المواطن فعلاً بمبادئه، ولم يبعها مقابل المال”. مضيفاً: “للأسف 70 أو 80 % من الشعب اللبناني ينزل إلى الشارع مطالباً بتحقيق مطالب جماعية لكن فجأة تصبح لديه مطالب أخرى”.

وكشف عن تلقيه عرضاً مادياً في مقابل النزول إلى الشارع، فيقول: “عند إنطلاق الثورة شاركت عفوياً كسائر اللبنانيين، لكن المطالب المحقّة سُيّست واتخذّت بُعداً آخر. حافظ جزء من الثورة الشعبية على التحرك العفوي والمطلبي المحقّ، فيما أصبح الجزء الأكبر منتمياً إلى تيارات وأحزاب تدخّلت في الثورة فشوّهتها. أدعو إلى تغيير النظام فيكون هناك واحد جديد يحفظ حق الشعب والمواطن بالعيش بكرامة فلا يكون مسيّساً أو ذا محور”.