IMLebanon

ضغط روسي على المعرقلين لتسهيل ولادة حكومة لبنانية

كتب عمر البردان في “اللواء”:

بدا لافتاً الحراك الروسي الذي يدعم الرئيس المكلف سعد الحريري، في مساعيه لتشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها العمل من أجل التخفيف من معاناة اللبنانيين جراء تراجع قدراتهم الشرائية على نحو غير مسبوق، بعد الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، دون أن تنفع كل القرارات في خفضه حتى الآن . وفي هذا الإطار تتجه الأنظار إلى الزيارة التي ينوي وفد من «حزب الله» القيام بها الإثنين المقبل إلى موسكو، بناء على دعوة رسمية من جانب وزارة الخارجية الروسية، في إطار مبادرتها لحل مأزق الولادة الحكومية، بعدما كان رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف التقى قبل أيام في أبو ظبي الرئيس الحريري، وجرى بحث في سبل إزالة العقبات من أمام تشكيل الحكومة .

وكشفت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، أن زيارة وفد «حزب الله» تأتي بناء على دعوة من الخارجية الروسية، بعدما كان الوزير لافروف وعد الرئيس الحريري، بأن بلاده ستقوم باتصالات مع الأطراف اللبنانية، سعياً من أجل تسهيل مهمته، سيما وأن موسكو أدركت من خلال الاتصالات التي قامت بها، أن فريق رئيس الجمهورية ميشال عون يقف عائقاً أمام تشكيل حكومة اختصاصيين تقوم بإنقاذ الوضع في لبنان . وهذا ما تم إبلاغه إلى مستشار الرئيس عون للشؤون الروسية أمل أبو زيد الذي زار موسكو قبل فترة . إذ طلب الروس ضرورة تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل حكومة لا يكون فيها الثلث المعطل مع أحد، في رد على ما كان يطالب به الرئيس عون و»التيار الوطني الحر»، بعدما اقتنعت الإدارة الروسية بوجهة نظر الرئيس الحريري من هذا الموضوع. وبالتالي فإنها تحاول الضغط على القوى اللبنانية المعرقلة، لتقديم تنازلات تساعد الرئيس المكلف على إنجاز مهمته .

وأشارت المعلومات، إلى أن تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في الوساطة التي يقوم بها، تتزامن مع المساعي الروسية التي نجحت حتى الآن في إقناع الرئيس عون وصهره النائب جبران باسيل في عدم المطالبة بالثلث المعطل، بعدما أبلغت إيران حليفها الروسي بأنها لا توافق على منح الثلث المعطل في الحكومة الجديدة لأي طرف، في إشارة إلى رئيس الجمهورية . وهو ما أبلغه الوزير لافروف إلى الرئيس المكلف، بعدما سبق وتبلغ النائب السابق أبو زيد الأمر نفسه في زيارته الأخيرة موسكو. وبالتالي فإن المسؤولين الروس سيبلغون وفد «حزب الله» الأمر نفسه، وأنه على الجميع العمل من أجل تعبيد الطريق أمام الرئيس الحريري لتشكيل حكومة بإمكانها الحصول على المساعدات التي يطلبها لبنان، من أجل تجاوزه للأزمات التي يواجهها .

وكشف زوار العاصمة موسكو أن هناك مخاوف تنتاب القيادات الروسية من خطورة الأوضاع في لبنان، إذا استمر تدهور الأوضاع على ما هو عليه، وهذه المخاوف جرى التعبير عنها أمام الشخصيات التي زارات العاصمة الروسية في الأيام والأسابيع الماضية، وهو ما سيسمعه وفد «حزب الله» في الأيام المقبلة، من أجل دفعه إلى الضغط على حليفه «العوني» لإزالة اعتراضاته على تشكيلة «التكنوقراط» التي يتمسك بها الرئيس الحريري، في إطار حكومة ال18 التي سبق وقدمها للرئيس عون، دون أن يتسلم منه ملاحظاته عليها حتى الآن .

وعلمت «اللواء»، أن موسكو والمجتمع الدولي، يدعمون توجه الرئيس المكلف لتشكيل حكومة مصغرة غير سياسية، لكسب ثقة الدول المانحة في تقديم المساعدات إلى لبنان في المرحلة المقبلة، لتمكينه من تجاوز تداعيات المشكلات التي يعانيها.وبالتالي فإنه يستبعد أن يصار إلى توسيع الحكومة الجديدة، لأن الرئيس المكلف يرفض ذلك، وهذا ما أبلغه إلى كل الوسطاء في الداخل والخارج، انطلاقاً من رؤيته الإنقاذية لما يمر به لبنان من أوضاع صعبة لم يواجهها في تاريخه . وعلى هذا الأساس يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تزخيماً لحركة الاتصالات المتصلة بعملية التأليف، على طريق ولوج نهاية سعيدة للأزمة الحكومية، إذا قدر لهذه الاتصالات أن تحقق أهدافها .