IMLebanon

الانفجار الاجتماعي يقترب… ولا جديد حكوميًا

لاحظت مصادر سياسية انحسار فاعلية الاتصالات المحلية لإعادة تحريك عجلة تأليف الحكومة الجديدة، برغم كل محاولات الترويج لمبادرة يعمل على تسويقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لدى مختلف الاطراف المعنيين بعملية التشكيل.

وتعتبر المصادر انه ازاء تعثر الاتصالات والمحاولات المحلية لتحقيق اختراق في عملية تشكيل الحكومة، يبدو ان المعالجات لازالة العراقيل امام ولادة الحكومة اصبحت خارجية وتتولاها كل من فرنسا وروسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وايران ودول الخليج العربي، ولاحظت المصادر بأن هذا التنسيق والتشاور بين هذه الدول التي لها حضور فاعل بالمنطقة وتحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف اللبنانيين، بات يشكل عامل ضغط قوي على الاطراف في لبنان وتحديدا الذين يعرقلون تشكيل الحكومة وعلى الاخص منهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفريقه السياسي.

وهذا الضغط الذي يتلاقى مع اتصالات متواصلة تجريها روسيا مع ايران وحزب الله، بالتوازي مع الحراك الذي يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الاطراف السياسية بالداخل ومع الخارج وتحديدا مع الدول المؤثرة والصديقة للبنان لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية قد يعطي نتيجته لاحقا،لاسيما وان البطريرك باشر اتصالاته مع العديد من العواصم لتحديد مواعيد لزيارات يقوم بها لاحقا لتقوية ودعم الجهود للبحث في المبادرة التي اطلقها بالدعوة لمؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية.

وشكلت فرصة زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى بيت الوسط للتباحث في كيفية الخروج من المأزق وسط معلومات عن ليونة أميركية تجاه تمثيل “حزب الله” في الحكومة العتيدة.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” ان الانطباع السائد في حركى تأليف الحكومة، هو ان العمل لا يسير بالسرعة المطلوبة وكأن الإشارات المطلوبة للانطلاق نحة البحث الجدي لم تتوافر بعد.

ورأت المصادر نفسها أن الانفجار الاجتماعي يقترب بعد رفع الاسعار وانعكاسات سعر الصرف مشيرة إلى ان أصداء كلام وزير الخارجية الفرنسي تتردد لكن الحل لم يتبلو واللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لأي نقاش حكومي لم يعرف مصير موعده بعد.

واوضحت ان الحركة في الشارع يرجح لها ان تتعاظم كلما ضاقت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اكثر، ولفتت إلى ان الظروف باتت أكثر قساوة ودعت إلى ترقب التحركات الخارجية وانعكاساتها على الملف الحكومي بطريقة او بأخرى.

وسط ذلك استمر فريق بعبدا في السجال سواء على المستوى الروسي أو حتى العربي، بما في ذلك المستوى المحلي، مع التأكيد على عدم حدوث أي تقدم.

ولم يخف مصدر نيابي أن فريق بعبدا لن يكون منزعجاً إذا اعتذر الرئيس الحريري عن التأليف ويغمزان من قناة حزب الله لجهة دعم ترشيحه لتأليف الحكومة.

ومع تجاوز سعر صرف الدولار الـ11 الف ليرة أمس، وعلى وقع تحركات شعبية وتظاهرات سلمية في بيروت وقطع بعض الطرقات فترة بسيطة من الوقت، بقي الجمود الحكومي مسيطراً على الوضع العام، ويكفي ما قاله النائب علي حسن خليل بعد جلسة المجلس، أمس، وبعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري يوم الاثنين الماضي: من أنه لا شيء يبشر بحكومة قريبة، وأنا لا أنعى إنما لا بد من العمل على انتظام العمل داخل المؤسسات. لكن الرئيس نبيه بري في متابعة دائمة للمساعي وهو قلق جداً من تعاطي القوى السياسية مع تشكيل الحكومة، وهو في صلب النقاش المفتوح حتى الوصول إلى تشكيل الحكومة.

لكن مصادر مطلعة على تحرك اللواء عباس إبراهيم الذي لم يلتقِ بعد الحريري، أكدت لـ”اللوء” أن “المسعى مستمر وكل خطوات اللواء إبراهيم مدروسة ويسودها التكتم حتى لا تفشل مساعيه”. وقالت: “الأجواء إيجابية برغم كل شيء لأنه لا توجد عقبات داخلية كبيرة. لكن المفروض الإسراع في تشكيل الحكومة حتى لا ينهار الوضع أكثر، ولحفظ لبنان من السقوط نهائياً لأن البلد أهم من كل المناصب ويجب ألّا يكون التقاتل على المناصب والحصص بل على مصلحة البلد”.

وحسب مصادر أخرى متابعة، أن الرئيس بري سيعمل على خرق الجمود وتليين المواقف وتحقيق التقارب.

وهو على اتصال دائم بالحريري، ومطّلع على مواقفه ومعطياته التي تفيد بأن لا تعقيدات خارجية تعيق تشكيل الحكومة.