IMLebanon

باسيل يفرغ “الحياد” من مضمونه ويتمسّك بسياسته الهجومية

تمسك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي تتهمه بعض القوى السياسية بأنه سبب رئيسي في عملية عرقلة تشكيل حكومة جديدة، بنهجه الهجومي، في وقت مرت ذكرى 14 آذار على لبنان، وسط استعصاء سياسي مع استمرار التدهور الاقتصادي والمالي.

في الذكرى الـ 16 لانتفاضة 14 آذار، بدا لبنان، أمس، كأنه في حالة استعصاء شاملة؛ فلا السياسيون راغبون أو حتى قادرون على تقديم أي حلول لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية تعيشها البلاد في تاريخها الحديث، ولا الشارع قادر على تحقيق أي اختراق.

وكان لافتاً أمس الإشارات، التي أرسلت إلى الجيش وتذكيره بالموقف، الذي اتخذه الجيش قبل 16 عاماً، عندما قرر السماح لآلاف اللبنانيين بالتدفق إلى ساحة الشهداء، وهي الأحداث التي أدت الى زلزال في ذلك الوقت غيّر المشهد السياسي بالكامل.

إلى ذلك اختار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ذكرى «14 آذار» لعقد المؤتمر السياسي للتيار وإطلاق ورقته السياسية.

ورأى مراقبون ان كلمة باسيل تفرغ مبدأ الحياد، الذي يدعو إليه الراعي، من مضمونه، فقد ربط باسيل الحياد بتوافق داخلي وموافقة خارجية، ودعا ضمنيا الى تحييد حزب الله وسلاحه من هذا المبدأ، على قاعدة أنه لا يمكن الحياد في قضية الصراع مع إسرائيل.

وفي هذا السياق، قال باسيل إن «الحياد مفهومٌ له أصوله وقواعده في القوانين الدولية، وهو يقتضي توافقاً في الداخل وقبولاً من الجوار وموافقةً دولية»، مضيفا «فإن التيار، الى حينه، يريد تحييد لبنان والاتفاق بين اللبنانيين على مفهوم واحد: يعني مفهوم عدم انغماس لبنان في قضايا لا ارتباط له ولمصالحه بها، بل تأتي عليه بالضرر دون اي فائدة، دون ان يعني هذا المفهوم الغاء دوره او حياده عن القضايا التي تطاله وتضرّ بمصلحته او تلك المتعلّقة بالصراع مع اسرائيل».

وقال مراقبون ان باسيل يعيد طرح مفهوم النأي بالنفس في مواجهة طرح الراعي بالحياد، متناسيا ان النأي بالنفس فشل بانخراط حزب الله الواسع بالحرب السورية وبقدر اقل في حرب اليمن.

ووسط الضغوط والانتقادات التي توجه للتيار، دعا باسيل محازبيه الى الصمود والى اعتماد سياسة هجومية بدل الدفاعية، في كلام فهم منه ان التيار ليس بوارد تقديم تنازلات سياسية من اي نوع، بما في ذلك تنازلات قد تسمح بتشكيل حكومة جديدة.

وقال في هذا السياق: «لقد عانى التيار ظلماً كبيراً جرّاء اتهامه زوراً بما ليس هو فيه، وذلك بسبب سياساته في استعادة الحقوق (من الخارج وفي الداخل)، ورفض التوطين ومحاربة الفساد والخروج عن الرتابة التي عانت منها حياتنا الوطنية، وكسر قيودها؛ وبهذا لا يكون التيار في موقع الدفاع عن النفس، بل عليه ان يكون في موقع الهجوم على الذين ارهقوا البلاد على مدى الثلاثين عاماً المنصرمة، والتذكّر دوماً انّ التيار والحق والحقيقة متلازمون، ولا بدّ لنضال الحق ان ينتصر».