IMLebanon

هل من “مصطفى أديب 2″؟

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

كيف يُمكن للمساعي الغربية – الشرقية الحاصلة في الملف السوري، أن تنعكس على لبنان، حكومياً وأمنياً واقتصادياً؟

وهل يكفي الإسناد الروسي المستمرّ الذي يحظى به الرئيس المكلّف سعد الحريري لنجاحه في تشكيل “حكومة المهمّة”؟ وما هو سرّ هذا الإسناد “الشرقي”؟ وماذا لو أن الأمور والمعادلات تشعّبت كثيراً خلال الفترة المقبلة، الى درجة أنه بات مستحيلاً معها توقُّع نجاحه (الحريري)؟

رَجُل المبادرة؟

هل لا يزال الحريري رَجُل المبادرة الفرنسية رغم “التحديثات” الكثيرة التي شهدتها المنطقة، منذ تكليفه قبل أشهر؟ وهل هو قادر على الوصول بلبنان الى مشارف الخريف المقبل، بالإصلاحات المطلوبة دولياً، وبلا انهيار، إذا افترضنا أن تشكيل الحكومة سيتمّ خلال آذار الجاري؟

وماذا لو بات ضرورياً الإتّفاق على إسم مُحايِد لـ “حكومة المهمّة”، يقود المسار الإختصاصي؟ وهل تتقاطع بعض المصالح الأميركية والسعودية، مع مصالح بعض أطراف الدّاخل، في شكل يُطيح بالحريري لصالح “مصطفى أديب 2″، وفق حسابات معيّنة؟

زخم جديد

الملف اللبناني بات بحاجة الى زخم جديد. فالأوضاع تتبدّل في المنطقة والعالم، خلال دقائق وساعات، وهو ما يعني أن ما كان جيّداً قبل أشهر، قد لا يكون كذلك اليوم. والملف الحكومي لا يخرج عن تلك الدائرة، خصوصاً أنه يُعوَّل على “حكومة المهمّة” كثيراً.

فبموازاة أن المبادرة الفرنسية ثابتة، ولا يُمكن إدخال أي تعديل إليها، لكَوْنها مرسومة بدقّة، إلا أن ذلك قد لا ينسحب على الشخصيات التي من المُفتَرَض أن تطبّقها. ومن كانت حظوظه مرتفعة اليوم، قد تنخفض غداً، أو تنعدم في اليوم الذي بعده، خصوصاً إذا فشِلَت مسارات بعض التسويات الإقليمية – الدولية، خلال المرحلة القليلة القادمة.

واجهة

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “الحريري، سواء تمكّن من تشكيل “حكومة المهمّة” قريباً، أو لا، إلا أنه لم ينجح في العمل السياسي. وما يحصل حالياً على خلفيّة الملف الحكومي، هو الدليل الأكبر على ذلك، وسينعكس على مستقبله السياسي عموماً”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “الحريري تحوّل اليوم الى واجهة موضوعة لتعطيل تشكيل الحكومة، في انتظار أن تتوضّح معطيات كثيرة على مستوى المنطقة، إذ لا يمكن إطلاق يد العمل بالمبادرة الفرنسية، وبالإصلاحات، وبالتوجُّه الى “صندوق النّقد الدولي”، دون توضيحها”.

“ستاتيكو”

أكد المصدر أن “تشكيل الحكومة اليوم، يُشبه بمفاعيله عَدَم تشكيلها، لأن ظروف نجاحها لم تتوفّر بَعْد. وبالتالي، هو لن يغيّر في شيء على الإطلاق إذا حصل. وحتى ولو كانت حكومة اختصاصيين، غير سياسية، بالفعل، فإن الإنهيار الحاصل سيظلّ على حاله، ولن يتغيّر دون تحوُّلات جذرية إقليمية ودولية”.

وقال: “إذا حصلت متغيّرات خارجية فعليّة وجديّة، في وقت قريب، يُمكننا القول عندئذ إن تشكيل الحكومة الجديدة اقترب، وبات مُفيداً. فهذا هو المسار الذي سيمكّن الحريري من النّجاح في عمله على الملفات المالية والإقتصادية”.

وختم: “الإبقاء على “الستاتيكو” السياسي والأمني الحالي الجامد في المنطقة، رغم بعض التوتّرات التي تحصل هنا أو هناك، من حين الى آخر، يعني أن لا الحريري، ولا غيره، يُمكنه أن ينجح على طاولة مجلس الوزراء، في ظلّ تلك الشّروط والأجواء”.