IMLebanon

انسداد الأفق الداخلي سرّع التدخل الروسي

كتب عمر البردان في “اللواء”:

لم تفض كل الوساطات الداخلية التي بذلت حتى الآن، إلى أي تقدم يذكر على صعيد إزالة العقبات أمام ولادة الحكومة التي لا تزال في علم الغيب، بعدما تم إجهاض كل المبادرات التي قام بها وسطاء وسعاة خير من أجل إخراج التشكيلة العتيدة من المأزق. ولا يبدو بعد المواقف الأخيرة التي أعلنها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أن العقد في وارد الحلحلة، لا بل على العكس فإن المعطيات تشير إلى أن هناك صعوبة في دفع فريق رئيس الجمهورية إلى تقديم تنازلات، تساعد على الخروج من هذا الانسداد الذي وصلت إليه عملية التأليف. وهذا ما دفع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى وقف وساطته، بعدما أدرك أنه غير قادر على إحداث أي خرق في ظل بقاء المواقف على حالها.

وقد بدا واضحاً أن معضلة التأليف لا زالت مستعصية على الحل، طالما أن فريق العهد، يشترط تسهيل الولادة الحكومية، بتلبية شروطه التي لا يبدو الرئيس المكلف مستعداً للقبول بها، مهما تعرض لضغوطات. وقد أبلغت مصادره «اللواء»، أن “لا تقدم جدياً تم إحرازه بعد كل جولات اللقاءات التي عقدت في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية الذي يتمسك بشروطه، ولا يبدو أنه مستعداً لملاقاة الرئيس المكلف في وسط الطريق، للتوافق على الحكومة الجديدة التي باتت مطالباً جامعاً لإخراج لبنان من مأزقه”.

وتشير، إلى أن “المشكلة ليست في لقاء الرئيس المكلف بالرئيس ميشال عون، وإنما في مدى استعداد الأخير، للاقتناع بأن مصلحة البلد تقتضي تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة، لا يكون ثلثها المعطل بيد أي فريق”، ومشددة على أن “الرئيس المكلف لن يحيد عن حكومة ال18 وزيراً، كونها تشكل باباً واسعاً لاستعادة الثقة العربية والدولية بلبنان ومؤسساته”.

وتكشف المصادر، أن «الرئيس المكلف وفي كل الجولات الخارجية التي يقوم بها، كان حريصاً على إطلاع المسؤولين في الدول التي زارها، على مشروعه من خلال الحكومة التي سيشكلها، من أجل القيام بالمهمة الإنقاذية الملقاة على عاتقها في ظل الظروف الصعبة التي يمر با لبنان»، مشددة على أنه «الرئيس الحريري لمس كل الدعم لمشروعه الذي يواجه عقبات داخلية، يريد أصحابها الضغط من أجل فرض حكومة خاضعة لشروطهم التي لا تتناسب مع طلبات المجتمع الدولي في تشكيل حكومة غير خاضعة لسلطة السياسيين الذين يحاولون استنساخ تجربة الحكومات السابقة التي ساهمت في إدخال لبنان في النفق، وما أحدثه ذلك من خسائر جسيمة على مختلف المستويات».

وفي موازاة التحرك الداخلي الذي لم يؤت ثماره حتى الآن، برزت زيارة وفد «حزب الله» إلى موسكو برئاسة رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد الذي التقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، بحضور موفد الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، حيث كان بحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وقد استحوذ الملف الحكومي على حيّز لا بأس به من المحادثات. بحيث أكد الوزير لافروف وفقاً لما رشح عن اللقاء، على موقف بلده الثابت في دعم الجهود التي يقوم بها الرئيس الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين موثوقة، وتضم شخصيات مشهود لها بالكفاءة، دون أن يحتكر أي طرف ثلثها المعطل، في إشارة إلى رفض موسكو الواضح حصول فريق الرئيس عون أو غيره على هذا الثلث، لتفادي مصادرة القرار الحكومي، ولطمأنة الدول المانحة من أجل تقديم المساعدات إلى لبنان لإخراجه من مأزقه.

وكشفت المعلومات، أنه وبعد زيارة موسكو، سيقوم «حزب الله» وبناء على طلب روسي بمحاولة إقناع رئيس الجمهورية وصهره، بوجوب السير في حكومة ال18 التي سلمها الرئيس المكلف إلى الرئيس عون، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام إجراء بعض التعديلات على الحقائب والأسماء، لكي تصبح التشكيلة مقبولة من الأطراف الأساسية، وهذا ما سيسمح بإمكانية توقع ولادة قريبة للحكومة، في وقت تردد أنها قد ترى النور قبل نهاية الشهر الجاري، بعدما بات من غير الممكن أن يطول الانتظار، بعدما أوشك الوضع في لبنان على الانفجار، وباتت الأمور مرشحة للخروج عن السيطرة في أي لحظة إذا استمر هذا المنحى الانحداري.