IMLebanon

الجوع يطرق أبواب سجن رومية

كتب رضوان مرتضى في “الاخبار”:

يشكو نزلاء سجن رومية المركزي من قرار إدارة السجن بمنع الأهالي من إدخال الطعام لأبنائهم. بات «رومية» السجن الوحيد في لبنان الذي يُحرَم سجناؤه من هذا الحق. ويضع هذا القرار السجين أمام خيارَين: الأول تحمّل رداءة طعام السجن المعروف بـ«الأروانة»، والذي وإن رضي السجناء بتحمله، فإنّ الكمية التي تُقدّم منه ضئيلة؛ أو الوقوع تحت رحمة أسعار حانوت السجن المركزي التي تفوق الأسعار الموجودة في معظم السوبرماركات في لبنان. فضلاً عن أن أسعار السلع بين اليوم والآخر تختلف بشكل كبير. يقول سجناء لـ«الأخبار» إنّ إدارة السجن خفّضت كميات الطعام التي كانت توزّع قبل الأزمة، مشيرين إلى أنّ الكمية التي توزع اليوم تُعادل رُبع الكمية التي كانت توزّع قبل الأزمة الاقتصادية. إذ توزّع ثلاث علب من الجبن لجناح يُسجن فيه ٧٠ شخصاً. أما بالنسبة إلى الأسعار، فقد زوّد السجناء «الأخبار» بنسخ عن الفواتير التي يشترون بها حاجياتهم، فتبيّن أنّ كرتونة البيض داخل حانوت سجن رومية المركزي أغلى بعشرة آلاف ليرة لبنانية عن الخارج. فضلاً عن بيع حانوت السجن مواد غذائية تنتهي صلاحيتها خلال أسبوع.

قرار منع الأهالي من إدخال الطعام لأبنائهم السجناء اتّخذته إدارة السجن المركزي بذريعة وقف تهريب الأهالي لأبنائهم أغراضاً ممنوعة، وهو ما كان يحصل سابقاً على الرغم من التفتيش الذي تتولّاه القوى الأمنية. وقد اتّصل عدد من السجناء بـ«الأخبار» لتقديم اقتراحات لإدارة السجن للتخفيف من أوجاعهم جراء الوضع المزري الذي يعيشونه نتيجة الغلاء الكبير في أسعار السلع في حانوت السجن، بالتزامن مع اشتداد خناق الأزمة الاقتصادية على أهالي الموقوفين والمحكومين (لا بد من الإشارة إلى أن الغالبية الساحقة من السجناء تنتمي إلى الطبقة الأكثر فقراً).

وفي الرسالة التي حمّلها السجناء لـ«الأخبار»، طلبوا من الجمعيات الخيرية والإنسانية ونقابتَي المحامين، المساعدة في شتى السبل الممكنة، ثم توجهوا إلى دار الفتوى على وجه الخصوص، مناشدين مفتي الجمهورية والمشايخ المسارعة بالالتفات إلى أوضاع السجناء التي تتفاقم. واقترحوا «تنظيم حملة تبرّعات عينية ونقدية» لمساعدتهم في شراء الاحتياجات الأساسية لمواجهة الجوع، ولا سيما تلك التي تعجز الحكومة عن تلبيتها على أبواب شهر رمضان. كذلك تحدث السجناء عن أنّ بعض المستشفيات رفضت استقبال سجناء نتيجة عدم دفع المستحقات من قبل الدولة اللبنانية، كاشفين أنّ قسماً من التغطية التي كانت توفّرها الدولة، بات اليوم السجين مطالباً بتأمينها. كما تحدثوا عن انقطاع أنواع من الدواء في صيدلية السجن.