IMLebanon

“حلم دُمّر بلحظات”… نيكول الحجل تكشف تفاصيل موت طفليها 

جاء في النهار:

حين نشرت الإعلامية نيكول الحجل تلك الصورة الشهيرة مع تغريدة إعلان موت ولديها، لم تقل حينها كلّ شيء. مرّ الوقت على جرح العُمر، فازداد لهيباً وحرقة. تختار الأم المفجوعة زميلها مالك مكتبي لترتاح بعض الشيء من ثقل الوجع. تعاطف الملايين مع إعلانها موت ولديها وتورّط الطبيب في هذه المأساة، بإخفائه معلومات والتشخيص الخاطئ. ثم أطلت، بعد وقت، وعودتها إلى تقديم نشرات الأخبار بعد غياب، في “أحمر بالخط العريض”، لتقول كلّ شيء.

يدرك مالك مكتبي كيف يحاور الأعماق الحزينة. حمّلته الحلقة مسؤولية، لئلا يخدشها أو يزيد أوجاعها. أتت إليه بمثابة الرغبة في العلاج، ولأنه “ممنوع على أي أم أن تعيش ما عشته”. أخبرته أنّ “حلم رؤية وجه ابنها وابنتها دُمِّر في لحظات”، وحدّثته بغصّة عن هذه مأساة وعذاباتها.

في استوديو البرنامج (“أل بي سي آي”)، وأمام المُشاهدين، استعادت المرأة الطافحة بمشاعر الأمومة لحظات الكابوس: “استيقظتُ وكان سريري ممتلئاً بالدماء، وشعرت بالدماء تسيل مني”، مشيرة إلى أنّ “العلاج الخاطئ من الطبيب أدّى للحمل بأربع أطفال، وقد خضعتُ لعملية تطويق عنق الرحم”، مؤكدة أنّه “من واجبات الطبيب إخباري بخطر الولادة المبكرة وتداعياتها”، علماً أنّ الطبيب المعالج كان صديقها وكانت تزوره من نحو الـ10 سنوات.

تتابع: “قلتُ لربي: أتحمل أوجاعاً جسدية، لكن لم أعد قادرة على تحمّل الألم النفسي. كلما رأيتُ نقطة دماء (ينقصف عمري)”، مؤكدة: “كان في استطاعتنا تفادي كلّ هذه الأوجاع في منتصف الحمل، لو كنتُ مع طبيب يجمع بين العلم والأخلاق”.

ترفض نيكول الحجل وضع ما حصل معها في خانة القضاء والقدر. وتضيف ساردةً ما جرى: “أخبرني الطبيب أنّه كان لديه مشروع صيد في اليوم التالي، وهو بعيد ساعة ونصف ساعة عن المستشفى. كنت أحاول الاتصال به خلال حدوث الطلق والتحضير للدخول إلى غرفة العمليات. المشهد لا يفارقني. كنتُ نائمة في غرفة الولادة، والأضواء تبدو كمشهد من الأفلام. الشيء الوحيد الجميل حولي، كان سرير الأطفال. وعند النفس الأخير دخل الطبيب، فغمرته وصرخت: بترجاك خلصني”.

وبحرقة تُكمل: “كانت لدي أسئلة: هل بكى طفلاي كما يبكى باقي الأطفال عند ولادتهما؟”، مشيرة إلى أنّه تحت الضغط، كان زوجها يوقّع على ورقة عدم إنعاش الأطفال، “وعندما استفقتُ من العملية، كانت المرة الأولى التي أرى فيها زوجي يبكي. لم أرَ طفلاي، ونصحني بطريقة سلسلة ألّا أراهما”، مضيفة أنهما دُفنا في جوار منزلها وقد تمّت المراسم مع الأب والكاهن، ولم تستطع بعد زيارتهما، رافضة الإفصاح عن اسمهما، مكتفية بالقول أنها وزوجها اختارا لهما اسمين جميلين.

تتابع: “التقط الصبي جرثومة مني ولم يقاوم أكثر من ساعات، وبقيت البنت على قيد الحياة، إلا أنها لم تصمد. رحتُ أقنع نفسي: ليه الله بدو يعطيني ولدين وياخدن؟”، مؤكدة أنّها مؤمنة، ولعلّ الله لا يريد قدومهما إلى الحياة لأسباب هو يدركها.

ثم تكمل: “عندما خرج من غرفة العمليات، قال الطبيب: لم أعد مسؤولاً عن الطفلين، ولن أكمل العلاج”، مؤكدة أنه “لا يستطيع نزع المسؤولية عنه، وعليه مسؤولية أخلاقية، ويجب عليه شرح الأسباب التي أوصلت حالتي إلى هنا”.

وعن سبب عدم تغييرها الطبيب، أجابت: “كانت لديّ ثقة كبيرة فيه، وليس من السهل تغيير الطبيب النسائي في فترة منتصف الحمل”. وإذ رفضت الإفصاح عن اسم الطبيب المذنب، أكدت أنّ لبنان كان وسيبقى مستشفى الشرق والأطباء اليوم يقومون بعمل جبار، مفضّلة اللجوء إلى القضاء: “أحضر ملفّي الذي أصبح كاملاً بعد استشاراتي خبراء في هذا الموضوع، ولديّ كل الاثباتات”.