IMLebanon

باسيل “زحفاً زحفاً” نحو الإليزيه

عدا عن بلوغ انفصام السلطة، حدّ توجيه الرئيس ميشال عون تحذيراً إلى من وصفه بـ”الجانب اللبناني” في المفاوضات مع شركة التدقيق الجنائي وكأنه رئيس جمهورية “الجانب الخصم”… يبدو أنّ باريس اقتنعت بأن الرهان على عون لبتّ معضلة التأليف لن يقدّم ولن يؤخر طالما القرار الفصل في قصر بعبدا هو لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي باتت الرئاسة الفرنسية تحمّله المسؤولية المباشرة عن تعطيل ولادة الحكومة، لأسباب تتمحور في جوهرها حول حاجته المُلحّة إلى “إثبات الوجود” بعد تقهقر حظوظه الرئاسية وتدهور شعبيته الحزبية والمسيحية.

وعليه، انتقلت عملية الدفع باتجاه استيلاد الحكومة اللبنانية من تبديد العقد السياسية إلى تذليل “العقد النفسية”، حسبما وصفتها مصادر مواكبة للملف الحكومي، موضحةً أنّ زيارة باسيل المرتقبة إلى باريس ستكون “إذا حصلت” بمثابة “جائزة ترضية” له، يعوّل على استثمارها في سبيل “إعادة تعويم نفسه دولياً بعد العقوبات الأميركية عليه، من خلال تصوير لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه “لقاء ندّي حاسم في مسار التأليف رغم أنه ذاهب في حقيقة المشهد “زحفاً زحفاً” نحو الإليزيه بعدما لم يوفّر وسيلة استجداء ولا وساطة لإقناع الفرنسيين بأن يقبلوا استقباله!”.

وإذ سعى رئيس “التيار الوطني” خلال الساعات الأخيرة إلى تعميم أجواء تتنكّر لوساطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وللجهود الحثيثة التي بذلها في سبيل تأمين زيارة باريس، جزمت مصادر معنية بترتيبات الزيارة بأنّ “ابراهيم هو الذي أبلغ باسيل بموعد الزيارة، وعقد معه ليل أمس اجتماعاً، بحضور مسؤول في “حزب الله”، لوضع اللمسات الأخيرة على أجندة المباحثات مع الفرنسيين”، مشددةً على أنّ شرط القبول بإجراء هذه المباحثات هو أن يحمل باسيل معه “موافقة مسبقة” على وقف التعطيل وقبوله بتأليف حكومة بلا ثلث معطل “وإلا فلا داعي للزيارة”.

وفي هذا السياق، كشفت المصادرعن  أنّ “رسائل حازمة” تبلغها باسيل خلال الأيام الأخيرة، سواءً من اللواء ابراهيم أو من سفير لبنان في باريس رامي عدوان، مفادها بأنّ الجانب الفرنسي جدي في مسألة فرض عقوبات على معرقلي التأليف في حال لم تتشكل الحكومة خلال الأسبوع الجاري، وبموجب هذه الرسائل لم يعد أمام باسيل سوى أن يحسم خياراته، على قاعدة أنّ “استقباله في الإليزيه يترتب عليه الامتثال الفوري للرغبة الفرنسية في ولادة الحكومة الإنقاذية والتخلي عن كل الحسابات السياسية والشخصية التي يضعها لعرقلة التشكيل”.

وفي حين نقلت أوساط سياسية معلومات مساءً تفيد بأنّ “حزب الله” غير متحمّس لعقد لقاءات في باريس، سواءً كانت أحادية أو ثنائية أو متعددة الأطراف، لأنه سينتج عنها “التزامات لن يكون بمقدور باسيل أو غيره من الأفرقاء اللبنانيين التنصّل منها فور عودتهم إلى بيروت”، لم تستبعد هذه الأوساط أن يحصل تعديل في مواعيد الزيارة الفرنسية إذا ما استشعر رئيس “التيار الوطني الحر” أنه غير قادر على استثمارها لمصلحته في مواجهة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي لا يستحسن فكرة عقد لقاء ثنائي مع باسيل في باريس يتجاوز الأصول الدستورية كون التأليف إنما يتم بالاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية حصراً، وعلمت “نداء الوطن” أنّ الحريري يتجه إلى زيارة الفاتيكان خلال الساعات الـ72 المقبلة.