IMLebanon

مفاوضات فيينا.. لبنان أمام تشكيل حكومة “بروفا”؟

كتب انطوان الفتى في “أخبار اليوم”:

لا بدّ لمساعي تشكيل حكومة جديدة أن تتكثّف، رغم أن ذلك يحصل وسط إحدى أسوأ المراحل في تاريخ العلاقات الإقليمية – الإقليمية، والدولية – الدولية، والإقليمية – الدولية.

الحكومة ضرورية، من ضمن ورقة مَهَمَّة، وببرنامج محدّد. ولكن ما يرشح من معطيات على مستوى العلاقات الإقليمية – الدولية مؤخراً، يفيد بإمكانية أن نكون أمام “حكومة مُختبَر”، وليس “حكومة مهمّة”، في مرحلة تحتاج الى استعادة مناخ الثّقة بين أكثر من جهة، محليّة وإقليمية ودولية، قبل أي شيء آخر.

تأخير

نحن نحتاج الى حكومة في أي حال، وسريعاً. ولكن التأخير المتكرّر جرّنا الى تعقيدات إضافية، والى استنهاض خيارات أفضل الممكن، والعمل بالتراضي.

فما هو التغيير الذي يُمكن أن تحمله الزيارات اللبنانية الى الخارج، التي يُحكى عنها مؤخّراً، إذا حصلت؟ وهل من معنى لتلويح فرنسا بعقوبات فرنسية وأوروبيّة على مُعرقلين لمسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، إذا استقبلت باريس هذا المسؤول اللبناني أو ذاك، بما قد يُستثمَر داخلياً لتعويم هذا الطّرف السياسي أو ذاك؟

كلّ أوراقهم

شدّد مصدر واسع الإطّلاع على أن “كلّ ما يُحكى عن زيارات لبنانية الى العاصمة الفرنسية لا يزال في خانة الأجواء، ولا يُمكن البتّ به بالكامل، فيما تتبدّل المعطيات خلال ساعات”.

ووضع في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” تلك الزيارات “في إطار التلويح الفرنسي مؤخّراً بفرض عقوبات، وهو ما يجعل باريس تستقبل هذا المسؤول اللبناني أو ذاك، بعدما استنفدوا كلّ أوراقهم”.

خطوة ناقصة

وأكد المصدر أنه “خلافاً لكلّ ما يُشاع، فإن باريس لم توجّه دعوات لأي مسؤول سياسي لبناني لزيارتها، بل إن بعضهم طلب ذلك. ولكن تحديد موعد لفلان سيفتح المجال لتكرار الأمر نفسه مع آخر، وإلا ستحصل مشكلة”.

وقال:”انطلاقاً ممّا سبق، تُفيد بعض الأجواء الفرنسية التي لم تكتمل بَعْد، حتى الساعة، بأن أي زيارة لرئيس “التيار الوطني” جبران باسيل ستؤول الى توسيع الحلقة الفرنسية، والى فتح فرنسا أبوابها لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري باريس أيضاً، في شكل يلتقي مع واقع الزيارات المتكرّرة للرئيس المكلّف سعد الحريري باريس أيضاً، ولكن شرط تحقيق خرق حكومي هذه المرّة. ففرنسا ما عادت مستعدّة للقيام بأي خطوة ناقصة”.

فيينا

وأشار المصدر الى “توجّهَيْن يتحكّمان بالملف اللبناني في الخارجية الفرنسية حالياً، أحدهما يقول إن فرنسا تواصلَت مع “حزب الله”، وبالتالي ماذا يمنعها من التحدّث الى باسيل مجدّداً، وذلك وسط رأي آخر يقول إنه (باسيل) سيزور فرنسا ضمن إطار منحها تسهيلاً حكومياً في لبنان مقابل تخفيف العقوبات الأميركية عليه، ومكاسب أخرى ربما. وبالتالي، هو (باسيل) ما عاد متحدّثاً بملف رئاسة الجمهورية، بل انّه يدوّر زوايا الحكومة، ويرفع تصلّبه في شأنها، في فرنسا، مقابل الحصول على مكاسب، وذلك بدلاً من التسهيل داخلياً، دون أي مقابل”.

ولفت الى أن “ما يطغى على جوّ تلك الزيارات، إذا حصلت، هو أنها قد تخرج عن حصريّة الحديث عن الملف الحكومي اللبناني، لتصل الى حدود مناقشة ماذا سيكون عليه موقف لبنان وموقعه، ضمن مسار فيينا الجديد بين الغرب وإيران، مستقبلاً. وفي هذا الإطار، قد نكون أمام تشكيل حكومة “بروفا” في لبنان، بانتظار تبلوُر هذا المسار”.

السّلاح

وعن دور “حزب الله” في هذا الإطار، أكد المصدر أنه “طالما أن لا أحد يقترب من ملف سلاحه، ومن “الاستراتيجية الدفاعية” في المرحلة الراهنة، فهو (“الحزب”) لن يُمانع أي زيارة لفرنسا، ولا حصول خرق حكومي، وتشكيل حكومة”.

وأضاف: “انتظار نتائج مسار فيينا الجديد بين الغرب وإيران، هو واحد من الأمور التي قد تنعكس على زيارة باسيل فرنسا، إما على صعيد تأجيلها، أو على مستويات أخرى، إذ إن الجميع ينتظر النتائج في هذا الإطار. وهذا بدوره قد يؤخّر تشكيل الحكومة اللبنانية أيضاً”.

وختم: “الساعات القادمة تبلوِر الأمور أكثر، وتوضح الكثير من النّقاط. ولكن لا بدّ من الإشارة الى أن تلك الحركة تعني في مكان ما، أن العقوبات الفرنسية والأوروبية على مسؤولين لبنانيين، باتت جاهزة بالفعل، وذلك بموجب التحذيرات الفرنسية في هذا الإطار”.