IMLebanon

“جبهة” موحدة لمجموعات حراكية تحضيراً للانتخابات النيابية

كتب عمار نعمة في “اللواء”:

لا يملّ ناشطو الساحات من التحركات التي تتخذ شكلا معهودا ممن تبقى من مجموعات الحراك، يتمحور على الاحتجاج على الارض سواء في مضمون القضايا المرفوعة أو لناحية البرنامج الهدف الذي بات معهودا.

ومن الملاحظ ان عطلة نهاية الاسبوع باتت محطة شبه دائمة لرفع الصوت كما تنوي المجموعات اليوم، ومثلما لجأ بعض الناشطين أمس في قصر العدل. ففي التحرك الأخير، وجّه الناشطون «لا» عالية ضد عرقلة التحقيقات طوال الأشهر الماضية في جريمة المرفأ التي تستمر جرحا نازفاً حتى اللحظة من دون بوادر للمحاسبة في المأساة.

وقد كان مقررا للتحرك الذي تنظمه مجموعة «القصاص الآن» ان يتم في الذكرى الشهرية الثامنة للمأساة، لكن ظروف البلاد مثل منع التجول هي التي أرجأت التحرك امام قصر العدل، لكن ما حصل أمس هو تأكيد على منع اي محاولات لعرقلة التحقيق وفضح المتدخلين من اصحاب النفوذ والسياسة في القضية.

نزلت المجموعات التي لم تترك الشارع حتى اللحظة وهي مجموعات شبابية وطلابية واكثرها اصرارا «المرصد الشعبي لمحاربة الفساد» ومعه «ثوار بيروت» و”شباب المصرف” وآخرون من متضامنين مع القضية ومجموعات أخذت على عاتقها متابعة قضية المرفأ، على حد وصف المحامي علي عباس.

ولعل قضية المرفأ تختصر كل ما يكرهه هؤلاء ويمقته كثيرون من فساد وإجرام في السلطة المُتحاصص عليها. لذا فالعنوان هو «عرقلة التحقيق جريمة إضافية!»، ما يشير الى لا ثقة الناس بتحقيق السلطة في الجريمة، والدعوة الى استقلالية السلطة القضائية وهي الخطوة بالغة الاهمية وغير المُستغنى عنها لخرق تدخل السياسيين.

لذا يدعو عباس الى مواجهة الحماية لمرتكبي الجريمة وكل المتواطئين كما المقصرين. وهو يشير الى ان شيئا جديا لم يظهر في التحقيق منذ تعيين القاضي بيطار، على ان الوقت كفيل للدلالة على موقفه المقبل، واذا ما كان سيرضخ عند اية عرقلة، او انه سيكمل طريقه لفضح المتدخلين.

تحرك اليوم

وتجتمع اليوم مجموعات أخرى مع ناشطي أمس، وهي مجموعات ايضا لم تترك الشارع، منها ما ولد من بداية الانتفاضة ومنها ما تلاها، ومن ابرزها اسماء باتت مألوفة للناس مثل «لحقي» و«الكتلة الثورية» و»حماة الدستور» و«تحالف وطني» وغيرها..

وعلى رغم اجتماع الجميع تقريبا على هدف الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات التشريعية الاستثنائية التي ستدعو الى انتخابات نيابية تُحدث التغيير المنشود، فإن اختلافا يظهر يتخذ منحى سياسيا يتعلق بالأولويات. وقد يكون شكل ذلك يتخذ أساسا الطابع السياسي حيال سلاح «حزب الله».

وليست الجبهة التي يعمل عليها النائب سامي الجميل ومن يؤيده سوى دليلا على هذا الخلاف. فهو حصل على ايجابية من قبل جهات ترى في مسألة السلاح مشكلة كبيرة مثل حزب «سبعة» وان كان هذا الحزب شكل نواة للانتفاضة وتحرك مرارا قبل تاريخ 17 تشرين وهو ما يسجل له. والى جانب «سبعة»، ثمة قوى انضمت الى تلك الايجابية ولعلها جهات حديثة نوعا ما في «الثورة» مثل «عامية 17 تشرين» و»ريبلز» و»السياديين»، وعلم ان الحديث يتخذ طابعا جديا مع نواب سابقين ومنهم من استقال اخيرا من المجلس.

ولعل الخلاف على الاولويات هو بين «السلاح» من ناحية، والمسألة الاجتماعية ورفض منظومة السلطة اولا من ناحية ثانية. ولهذا السبب يرفض المتحركون الذين عهدهم الشارع استقبال احزاب الحكم في الانتفاضة ومنهم بطبيعة الحال «الكتائب» الذي كان شريكا كبيرا منذ زمن بعيد في السلطة وشكل أحد اسباب ازمة اللبنانيين.

وبالنسبة الى عباس فإن «الكتائب» جزء من المنظومة «التي لا نتحالف معها وهم كغيرهم من احزاب السلطة وليتعرضوا الى المحاسبة ولتُثبت براءتهم».

قد تكون المجموعات التي اقتربت من الجميل أكثر استفادة من تجربة «الكتائب» في الحكم ما سيفعل في التحضير للانتخابات. لكن لدى القيادي في المرصد والانتفاضة ما يخبره عن مرحلة حالية من التفاوض مع مجموعات معنية بالتحضير لتلك الانتخابات. وهو يشير الى النية في اقامة جبهة كبيرة وموحدة للانطلاق في كل المناطق اللبنانية للتحضير لذلك الموعد.

وتتنوع المشارب الجغرافية لهؤلاء، فمنهم المتحركين في العاصمة بيروت، وغيرهم من هم في صلب تحركات طرابلس وعدد كبير يأتي من بعلبك والهرمل وزغرتا وحاصبيا، كما ثمة مناصرون في الجنوب مثلا في النبطية وصور، ودائما تحت الشعار المستقطب «كلن يعني كلن».

هنا يبرز السؤال حول امكان التغيير من دون اقامة تحالفات موضعية مع احزاب الحكم والسلطة ولو «على القطعة». لكن عباس يلفت الانتباه الى ان المهم هو ايصال الرسالة والهدف ليس النيابة فقط.

يُعول هؤلاء على ان تكبر الجبهة مع الوقت وان يشوبها التنظيم لتشكل فعلا سياسيا معارضا. وقد شرع هؤلاء في تنسيق مع «الحزب الشيوعي» والنائب أسامة سعد وغيرهما للتوصل الى «آلية نعمل عليها ولم تنضج حتى الآن».

ولعل هذا الامر يشير الى حراك شيوعي جديد بعد ان كان يُنظر الى الحزب سابقا بأنه يتعامل مع المجموعات بمرجعية فوقية، لكن يبدو ان الامر قد تغير وبات الشيوعي في الجنوب مثلا، وهي المنطقة حيث نفوذه الاكبر، ينسق يوميا مع المجموعات وان كان يتحرك احيانا بمعزل عنها مثلما ان لتلك المجموعات هامشها ايضا في التحرك الذاتي.