IMLebanon

جيل تفجير بيروت يقرع طبول الحرب!

كتب سمير سكاف في “اللواء”:

بعد 46 سنة على بداية حروب لبنان والحروب عليه، لا قدرة للّبنانيين على الدفع باتجاه حرب جديدة في غياب أي إمكانية لتمويلها، داخلياً أو حتى خارجياً! خاصة مع انهيار الليرة. إذ أن شراء الأسلحة يجب أن يكون بالفريش دولار أو يورو أو ما شابه. وهو غير متوفر مع أفرقاء الداخل ولا يلقى حماساً من الخارج. وحده حزب الله يملك السلاح القادر على افتعال حرب داخلية. ولكن مسؤولوه يصرّحون على الدوام أنهم يرفضون خوض أي حرب داخلية جديدة!

في «13 نيسان» تنذكر وما تنعاد!

إن أبرز دروس الحرب في لبنان في ذكرى بدايتها في 13 نيسان 1975، أن أحداً لا يريد العودة إليها. فالكل يجمع: «تنذكر وما تنعاد»! ولكن شبح الفوضى الأمنية يهدد بنزيف حاد لشهداء جدد ولضحايا كثيرة ما لم تستيقظ همة وإرادة شعب للحياة، ليستجيب الله لصلوات الأمهات فيه!

حرب عالمية في يوم واحد!

أصبح جيل حرب ال 1975 عجوزاً! فمن كان بعمر الشباب أصبح متقاعداً. ومن كان طفلاً أصبح، أو يتحضر ليصبح جَداً! وأجيال ما بعد العام 1990 لم تعرف الحروب كثيراً باستثناء حرب تموز والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، و اليوم البغيض في 7 أيار مع غزوة حزب الله وحلفائه لبيروت بالسلاح. ولكن هذا الجيل استطاع التعويض بحدث مستقل فاق كل آلام الحرب. ألا وهو تفجير بيروت في 4 آب 2020 عند الساعة 6:07 مساء. 206 ضحايا و6.000 جريح و300.000 متضرر و8 ملايين مواطن ومقيم متألم و7 الى 8 مليار شخص مصدوم في العالم من هول أكبر انفجار (تفجير) غير نووي في التاريخ، والانفجار الثالث في التاريخ بعد قنبلتي هيروشيما وناكاساكي! إن تفجير بيروت هو حرب عالمية في يوم واحد!

حرب الجيل الجديد

ولكن جيل تفجير بيروت يجب أن يتحضر لحرب غير تقليدية. وهي حرب قيامة الوطن، بالقوة، واستعادة الثقة والخروج من جهنم لبلوغ الأرض في مرحلة أولى، قبل أن يصل الى دولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية. ويجب أن تشمل هذه الحرب، مواجهة ضد الفساد وضد طبقته الحاكمة، والحفاظ على ما تبقى من ثروات لبنان بهدف تكاثرها، واستعادة الأموال المنهوبة، وخاصة التي تم تحويلها الى الخارج. الحرب على الفساد قد تخلف عدداً من الضحايا تفوق ضحايا الحرب. وتبقى الحرب الكبيرة هي بين اليأس والافلاس والهجرة من جهة وبين الغد المشرق (بصعوبه) والازدهار والصمود في الوطن من جهة أخرى!