IMLebanon

اللحوم المدعومة تظهر في صيدا… والمواد المدعومة تختفي

كتب محمد دهشة في نداء الوطن:

بقيت أزمة اللحوم المدعومة تؤرق الصيداويين مع حلول شهر رمضان المبارك. شهدت انفراجاً من دون معالجة نهائية، بالرغم من الجهود التي بُذلت على مختلف الجبهات الرسمية والسياسية والاقتصادية، فيما شكا القصّابون من تسلّم كمّيات قليلة منها وبـ”القطارة” وعلى قاعدة “كلّ يوم بيومه”.

ويؤكّد رئيس نقابة القصابين في صيدا علي الدرّة لـ”نداء الوطن” أنّ القصّابين يشكون من ضآلة كمية اللحوم المخصّصة للمدينة والتي تقلّ كثيراً عن كمّية الاستهلاك المعتادة، والسبب احتكار اللحوم المدعومة من قبل التجار، مشيراً الى أنّ “الامر اصبح بهدلة امام قلّة الكميات أو استنكاف القصّابين عن الشراء بسبب النوعية وحسابات الربح والخسارة”.

وما لم يقله الدرّة كشفه أحد اصحاب الملاحم لـ”نداء الوطن” الذي أكّد “أنّ نوعية المدعوم تغّيرت وبات نحيلاً وأشبه بالستوك، بعدما كان مليئاً باللحوم ومختلفاً، والأهمّ أنه بات يباع للقصاب كما هو من دون جَرم الدهون وبالتالي يتكبّد البعض خسائر وتكون اللحمة رقيقة أو قاسية”، مشيراً الى أنّ “بعض اصحاب المزارع يذبحون النوعية الجيدة ويبيعون النحيف والقاسي مدعوماً”، قائلاً: “انه التفاف على الازمة بطريقة اخرى، لذلك يستنكف القصّابون عن الشراء على طريقتهم”، خاصة بعدما حدّدت بلدية صيدا سقف مبيع الكيلو المدعوم بالجملة للقصّابين في مسلخ المدينة البلدي بما لا يتجاوز 29 ألفاً، على أن يباع بالمفرّق للمواطنين في الملاحم ومحال القصابة بما لا يتجاوز 45 ألفاً، في وقت وصل فيه سعر كيلو اللحمة غير المدعوم الى ما بين 60 – 65 ألف ليرة وِفق النوعية”.

في مسلخ بلدية صيدا استؤنفت عملية تسليم اللحوم بالسعر الرسمي المدعوم للقصّابين واللحامين في المدينة بعد الاقفال والاعتراض، وأثمرت الإتصالات التي أجرتها النائبة بهية الحريري على خط أزمة اللحوم المدعومة تأمين حصّة صيدا الكافية منها، وعدم حصر عملية تزويد اللحامين بها بتاجر واحد.

بينما تساءل الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد عن اسباب تغييب المواد المدعومة ولا سيما المواد الغذائية الأساسية، عن رفوف السوبرماركت والمحلات التجارية، بينما هي متوافرة بأسعار السوق السوداء، قبل أن يجري اتصالاً بمدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر طالبه خلاله بتوفير المواد المدعومة لمنطقة صيدا، وبتفعيل الرقابة على الأسعار.

وما قاله سعد عاشه ميدانياً ابناء المدينة الذين لاحظوا اختفاءً كلّياً لكلّ انواع واصناف المواد الاستهلاكية والغذائية بشكل لافت عن المراكز التجارية والسوبرماركت، وحتّى بعض البديل عنها، مترافقاً مع ارتفاع اسعار مختلف السلع الاخرى وبشكل مضاعف مع شهر رمضان المبارك.

ويقول المواطن فؤاد المغربي وهو يجهد بالبحث عن اصناف مدعومة من الارز والسكر والحليب داخل احد السوبرماركت: “للأسف كأنّك تبحث عن سراب، فيما تنشر وسائل الإعلام يومياً صوراً لكمّيات كبيرة من الأكياس الفارغة المرمية على ضفاف الأنهر، أو في أماكن أخرى، ليتبيّن أنّها كانت تحوي مواد مدعومة، وقد جرى التخلّص من الأكياس لإخفاء معالم الجريمة”، قبل أن يضيف بغضب: “يجب محاسبتهم ومعاقبتهم”.