IMLebanon

سوق القصّابين في بعلبك مُقفل: لا مدعوم ولا من يحزنون

كتب عيسى يحيى في نداء الوطن:

لم تسلم لقمة الفقير من تحكّم مافيات التجّار بها، حيث أصبحت مرهونةً بالذلّ والإنتظار على أبواب السوبرماركت وأمام محطات الوقود بالطوابير، وشفقة تجّار الماشية والمزَارِع لتسليم القصّابين اللحوم المدعومة وبيعها لمن إستطاع إليها سبيلاً.

لا يشبه سوق القصّابين في بعلبك هذه الأيام وفي هذا الشهر ما كان عليه في السابق، فالزحمة في فترة الظهيرة خلال شهر رمضان، وتسابق الناس على شراء اللحوم على أنواعها من العجل البلدي والخواريف المعلّقة، وإعداد الصفيحة البعلبكية التي تفوح رائحتها مع إقتراب موعد الإفطار في أرجاء السوق، وانهماك الناس في حملها وإيصالها ساخنة إلى المائدة، وذبح اللحّامين مجدّداً في اليوم الواحد بسبب نفاد اللحوم، كل ذلك أصبح في خبر كان.

أقفل سوق القصابين في بعلبك أمس أبوابه أمام الناس ليسجّل أصحابه إعتراضاً على الطريقة التي توزّع فيها العجول المدعومة من وزارة الزراعة، ويستلمها بعض اللحامين الكبار بإسم بعلبك، ويبيعونها بأسعار السوق العادية والتي وصل فيها سعر كيلو لحم العجل إلى 70 ألفاً والغنم إلى 120 ألفاً، أو توزيعها على اللحامين المقرّبين، فيما يجلس المواطنون يتفرّجون على حقوقهم تضيع بين التجّار والفجّار، وتُسرق من أمام أعينهم وأفواه أولادهم البضائع والمواد الغذائية واللحوم والمحروقات التي هي حقّ مكتسب، وتُهرّب إلى الداخل السوري “على عينك يا دولة ويا فقير”.

يشير علي ع. أحد اللحّامين في سوق بعلبك لـ”نداء الوطن” الى أنّ قرار الإقفال اتّخذ بعدما شاهد القصّابون بأمّ اعينهم كيف توزّع اللحوم المدعومة على البعض ويحتكر إستلامها اشخاص معروفون ويبيعونها وِفق الأسعار العادية، فيما المواطنون يبحثون عن أرخص الأسعار للشراء،  واللحوم إن توفرت فبأسعار مدعومة لا تكفي حاجات المدينة وأهلها، لأنّ العجول المدعومة توزع أسبوعياً وهذا لا يمكن أن ينجح، فكيف نبيع المدعوم ليوم واحد وباقي أيام الأسبوع ماذا نفعل”؟

لا يمكن أن يمرّ الحديث عن الأبقار واللحوم المدعومة من دون ذكر صاحب أحد أكبر مزارع تربية المواشي وإستيرادها أ. س. المعروف بالإسم والمتحكّم بتسليم العجول المدعومة إلى اللحامين، وهو يمتنع عن تسليمهم بالرغم من تسلّمه المدعوم، ولا يقبل أن يبيع العجول إلا إذا قبض الثمن بالدولار. وعليه، كان يقصد القصّابون السوق السوداء لتأمين الدولار للشراء ولكن الوضع اليوم لم يعد يحتمل. ويشير أحد اللحامين الى أنّ هذا التاجر كان يبيع المدعوم للحامين وِفق سعر السوق. ولأنّ أ. س. شأنه شأن سائر التجّار فلا أحد يردعه وهو الذي لديه باع طويل في التسبّب بالأذى البيئي في بلدة حوش الرافقة بسبب إقامته معملاً لتخمير “روث البقر” والتسبّب للاهالي بأذى صحّي من دون أن تتم محاسبته إضافةً إلى تلويث مجرى نهر الليطاني.

ودخلت بلدية بعلبك أمس على الخطّ، وأجرى رئيسها فؤاد بلوق إتصالاً بوزير الزراعة وإتفق على ان يسلّم أ. س. صباح أمس البقر المدعوم للحّامين، من دون أن يتحقّق الأمر. وامس، عُقد اجتماع في مديرية العمل البلدي في بعلبك، للبحث في المسألة، حضره رئيس البلدية والموزّع ديب نخلة ومدير العمل البلدي لـ”حزب الله” في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، واتفق على تسليم نخلة أصحاب الملاحم البقر المدعوم في مسلخ بلدية بعلبك، وبيع الكيلو للمستهلك بسعر حدّه الأقصى 45 ألف ليرة، على أن يبدأ التسليم الخميس المقبل، وستعمل البلدية على مراقبة التزام الملاحم السعر المتّفق عليه.