IMLebanon

نيكولا مزهر: الإنهيار الإقتصادي يهدّد الدراما المحلية

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

يجسّد نيكولا مزهر دوراً مركّباً وصعباً في مسلسل “راحوا” الذي يُعرض على شاشة الـ”MTV”. هو انتقائيّ بأدواره، حذر ومتميّز في كلّ شخصيّة يؤديها. “نداء الوطن” تواصلت مع الممثل الشاب وكان هذا الحوار.

كيف تقيّم دورك في مسلسل “راحوا” خصوصاً وفي الدراما عموماً ؟

أجسّد فيه شخصية “وسام” المركّبة ذات التناقضات المتعدّدة وهو من أصعب الادوار التي أديتها. ستتطوّر الشخصية تباعاً مع تسلسل الأحداث ليكون دوري علامة فارقة في مسيرتي المهنية. وأود التنويه الى أن “راحوا” عمل لبنانيّ بمتياز إنتاجاً، إخراجاً، كتابةً وتمثيلاً. أنا إنتقائي بأدواري. أرفض الظهور في كل الأعمال التي تُعرّض عليّ، بل أختار الشخصيات المناسبة بمسؤولية وموضوعية، خصوصاً أنني خرّيج مسرح. وقد أكون رقماً صعباً، فبعد غيابي عن الشاشة لسنتين بقيت مكانتي محفوظة على الساحة الدرامية. وبرأي إن لم تقدِّر نفسك أولاً وتثق بمكانتك، لن يقدّرك أحد حينها!

كيف تقيّم وضع الدراما المحلية؟

الوضع صعب جداً. نحن مهدّدون بهبوط مستوى الدراما المحلية بسبب انهيار الوضع الإقتصادي في البلاد وانعكاسه سلباً على الترويج للمسلسلات. فغالباً ما تعمد المحطات الى شرائها من المنتجين بمال المعلنين ولكنّ الإعلانات أضحت قليلةً جداً. بالمقابل، عزّز وجود المنصات الإلكترونية والـ”Platforms” انتشار الدراما المحلية وأصبح بإمكان المنتج المحلّي تخطّي حدود الوطن بفضلها.

ما رأيك بوضع الدراما العربية المشتركة؟

أنا من أوائل الذين شاركوا في الـ”Pan Arab” عبر مسلسل “إتهام”. كانت التجربة من الأنجح وحققنا من خلالها إنتشاراً عربياً واسعاً. أنا مستعد لتكرار هذه المشاركة شرط عدم الاستخفاف بالممثل اللبناني فضلاً عن تقديم سيناريو يخدم مشاركة ممثلين من جنسيّات مختلفة في العمل ويجمعهم في أطر درامية مشتركة، حينها نقدّم عملاً ناجحاً يدخل البيوت العربية كافة.

هل عتّمت الدراما المشتركة على الممثلين اللبنانيين؟

سمحت الدراما المشتركة للممثلات اللبنانيات بدخول البيوت العربية لكنّها عتّمت على الممثلين اللبنانيين. لكنّ اللوم يقع على هؤلاء، فحين يكون الممثل نجماً محلياً ويقبل بدور صغير في الأعمال المشتركة يكون قد اسنتقص من قيمته كممثل قوي ومهم ولكن لا يمكننا لومه بعد مكوثه لعامين من دون عمل. لذا أضحت المعادلة ممثلة لبنانية تتشارك البطولة مع زميل لها من جنسية أخرى.

ما الدور الذي تحلم بتجسيده؟

أتطلّع دوماً الى تقديم الأدوار الصعبة والمركّبة التي تتطلّب جهداً في الأداء. أبحث عن الشخصيات التي تستفزّني وتدفعني للغرق في تفاصيلها.

هل من جديد بعد “راحوا”؟

عُرِضت عليّ أدوار كثيرة، لكنني إنتقائي بطبعي ولا أشارك بتجارب تمثيلية أكون غير مقتنع فيها. أنا راضٍ عمّا قدّمته طوال هذه السنوات ولن أفرّط بالنجاح الذي حققته.

أتفكّر بالهجرة؟

كلّ يوم أفكّر فيها ولكن سرعان ما أبدل رأيي. نحن مرتبطون بوطننا ونحبّه كثيراً. أعرف أنّ سبل العيش أفضل في بلاد الغربة لكنّ “مش عم تزبط معي”. أعتب على السياسيين الذين يديرون البلد ويتسبّبون بتردّي الأوضاع فيه على المستويات كافة، لكنّ لعبتهم اصبحت مفضوحة اليوم. نحن بحاجة الى تغيير النظام برمّته. نعيش في مبنى متصدّع يجب هدمه وإعادة بنائه. لا تجوز مراكمة الأخطاء بعد اليوم خصوصاً أنّ عوامل عدة تسهم في توسيع الهوّة بين الناس كالطائفية وتحريك الأحزاب لشوارعها. من الضروري سدّ الفجوة عبر محاربة الفساد والسرقات والتهريب.

نفهم منك أنّ ثورة “17 تشرين” لم تحقّق أهدافها؟

نحتاج الى مرحلة إنتقالية لتحقيق الأهداف وبأن توحد الثورة قيادتها ومطالبها. طالب الثوار برحيل الزعماء لكن من سيحكم البلاد من بعدهم؟

ما الذي تعلّمته من “كورونا”؟

تعلّمت الصبر وتسلّحتُ بالقوة لمواجهة العقبات على دروب الحياة. اتّخذتُ كل إحتياطاتي ولم أصب بالجائحة حتى الآن، الحمدلله. أعتبر أنّ “كورونا” حرب عالمية ثالثة يجب تخطّيها بأقل أضرار ممكنة. استفدتُ من هذه المرحلة عبر العودة الى الذات وممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع العائلة.

هل ستتلقّى اللقاح؟

بالطبع، أنا من الأوائل الذين تحدّثوا عن أخذ اللقاح وتلقّيتُ انتقادات عدة بهذا الخصوص. أثبتت الدراسات فعاليته في مواجهة الجائحة، حتى وإن أُصبنا بها لن تكون حياتنا مهدّدة. “كورونا مش مرجلة” ويصيب الفئات العمرية كافة لذا علينا حماية أنفسنا وتعزيز مناعتنا المجتمعيّة لنتمكّن من معاودة حياتنا… فالوقت يمضي ونحن نخسر في كل القطاعات يوماً بعد يوم. مع الاشارة الى أنّ والدي تلقّى الـ”astrazeneca” بالرغم من كلّ الجدل الذي لفّه.