IMLebanon

اعتذار الحريري خيار وارد

كتبت أنديرا مطر في “القبس الكويتية”:

أنجزت الجولة الخامسة من مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل على وقع توافق روسي أميركي أوروبي على إنجاز الترسيم باعتباره حاجة ملحة لكلا الطرفين ولشرق المتوسط عموماً.

وترافقت عودة لبنان إلى التفاوض مع حالة غير مسبوقة من التشرذم السياسي والتردي المالي والاقتصادي، إضافة إلى حرمان الوفد اللبناني المفاوض من «سلاح قانوني»، يتمثل بمرسوم بديل عن المرسوم 6433، يتم إيداعه لدى الأمم المتحدة.

الحريري.. الاعتذار ليس مستبعداً

توازياً مع تحرك ملف الترسيم يتجه المسار الحكومي إلى مزيد من التعقيدات، عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، برز في الساعات الأخيرة كلام عن خيارات قد يلجأ اليها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لكسر الجمود، مترافقا مع «نصائح» من جهات سياسية بالاعتذار قبل “ان يُضحى به”.

إذاً، خيار الاعتذار بات وارداً بعد 6 أشهر على التكليف، تخللها عدد من جولات التفاوض لم تفض إلى أي تنازلات من قبل الفريق الرئاسي. لكن لا شيء محسوماً بعد بانتظار ما ستؤول إليه مباحثات لودريان، وقياس مدى تأثير العقوبات الفرنسية الموعودة في تذليل العقد باتجاه “تسوية الأمر الواقع”.

مصادر مطلعة على أجواء تيار المستقبل نقلت انزعاج الحريري من تسريب مقصود باستثنائه من لقاءات لودريان، واعتبرت أن هذا الأمر فيما لو صح، يعني أن الفرنسيين باتوا يعتبرون الحريري أحد معرقلي عملية التأليف، شأنه شأن جبران باسيل. في وقت لم يعدم الحريري وسيلة لإنجاز التشيكلة الحكومية وفق المبادرة الفرنسية، والتي أعدها بعد شهر من التكليف وأودعها لدى رئيس الجمهورية الذي يحتفظ بها في الدرج، لا يوقعها ولا ويناقشها.

إشارات ودعوات

وابعد من الساحة اللبنانية وتجاذباتها، ثمة أمر مستجد عربياً لا يلعب لمصلحة الحريري. وفق المصادر تتوالى الإشارات عن تقارب خليجي – إيراني وخليجي – سوري قد يمهد لإنهاء حرب اليمن وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ترافقت مع تداعي أوركسترا منظمة إلى دعوة الحريري للاعتذار قبل فوات الأوان. وفي الإطار نصح الوزير السابق وئام وهاب الحريري «بكل محبة ومن دون أي غايات سياسية بالاعتذار وإفساح المجال لغيره لتشكيل حكومة» لأن هناك «حديثا عن قرار كبير باستبعاده»، متحدثا عن تطورات كبيرة على الخط السوري الخليجي ستترك انعكاساتها على المنطقة ولبنان وقبل عيد الأضحى القادم.

علوش: أسبوع حاسم

وفي السياق، أشار القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش إلى أن الحريري يدرس خيارات لكسر الجمود، لافتاً إلى أن «الخيارات مفتوحة في حال اعتذر الحريري، ومرحلة الترقب لن تطول، ومن المفترض أن يكون هذا الأسبوع حاسماً».

واعتبر علوش أن العقوبات لن تكون مؤثرة «إلّا إذا كانت هناك جوائز ترضية». وأضاف «لسنا بحاجة إلى زيارة لودريان من أجل تشكيل الحكومة لكن العرقلة لا تزال على حالها».

تحقيقات مرفأ بيروت

في سياق آخر، يتعلق بملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، سطر المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار اليوم 13 استنابة قضائية إلى دول تملك أقمارا صناعية فوق لبنان طالباً تزويده بما تملك من صور لموقع المرفأ، وذلك في إطار استكمال التحقيقات التي يقوم بها، بالتوازي مع التوجه للاستماع الى شهود جدد لم يسبق أن مثلوا من قبل للإدلاء بإفاداتهم.