IMLebanon

هل يهزّ الحريري الطاولة أو… يقْلبها؟

كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في “الراي الكويتية”:

على أهمية «الصورة» المستعادة، أمس، لوفديْ لبنان وإسرائيل يجتمعان للمرة الخامسة، برعاية أممية ووساطة أميركية في مقرّ قيادة قوة «اليونيفيل» في الناقورة في إطار استئناف المفاوضات حول الترسيم البحري، فإنّ «الرادارات» الداخلية انهمكتْ في التقصّي عن مناخاتٍ لاحتْ في أفق الملف الحكومي عشية وصول وزير الخارجية الفرنسي جان ايف – لودريان لبيروت وشكّل محورَها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يبدو على مشارف رسْم خطوط جديدة لـ«المعركة» المفتوحة بوجهه وتحديد «منطقةٍ حمراء» لم يكن ممكناً الجزم هل هي من باب «هزّ الطاولة» أو التمهيد لقلْبها بوجه الجميع في الداخل وبعض الخارج.

وفيما كانت التقديرات والمعطيات المتوافرة عن زيارة لودريان الذي يصل بعيد منتصف ليل الأربعاء، تشير إلى أن ما بعد محطة رئيس الديبلوماسية الفرنسية لن يكون كما قبْلها على صعيد «الإجراءات» التي ستتخذها باريس رداً على إفشال مبادرتها المتعلقة بتشكيل الحكومة، فإن مؤشراتٍ برزت في الساعات الماضية إلى أن محطة الوزير الفرنسي ربما لن تكون مفصلية فقط لجهة انكشاف مصير المسعى الذي كان الرئيس ايمانويل ماكرون أطلقه من بيروت وتالياً إمكان انتقال الاليزيه إلى «التدابير الزاجرة»، بل أيضاً على مستوى الشقّ اللبناني من المأزق الحكومي وتحديداً مسار التكليف في ضوء وضْع اعتذار الحريري على الطاولة للمرة الأولى منذ تسميته في أكتوبر الماضي.

ورغم أن أي مؤشرات حاسمة لم تبرز حيال إمكان اعتذار الحريري، إلا أن مجرّد التلميح إلى هذا الخيار من قريبين من الرئيس المكلف سواء بصيغة مصادر أو قياديين في تيار «المستقبل»، يُعتبر أمراً بالغ الدلالات وسط اعتبار أوساط سياسية أن هذا التلويح يمكن قراءته على أنه واحد من أمريْن:

-الأول أنه بوجه لودريان بعد المعلومات المتضاربة عن جدول لقاءاته في بيروت وما أفيد عن أنها تقتصر على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

-والثاني أن التلويح بالاعتذار يعبّر عن «تفكير» جدّي بين محيطين بالحريري بأن هذا الخيارَ قد يكون الأنسب في هذه المرحلة «الانتقالية» على صعيد المنطقة و«الحارقة» على المستوى اللبناني لأي شخصيةٍ ستغامر بتلقُّف «كرة نار» الانهيار ومحاولة وقْفه بإجراءاتٍ مؤلمةٍ وقد تكون «قاتِلة» على مشارف انتخاباتٍ نيابية (بعد نحو سنة)، وأن زيارة لودريان وعدم مقابلتها من الأطراف المعرقلة بأي تنازلاتٍ قد تشكّل فرصة «لانسحابٍ» يضع الجميع في الداخل أيضاً أمام مسؤولياتهم عن إضاعة ما اعتبره الحريري مراراً «فرصة ذهبية» للإفلات من الارتطام المروع.