IMLebanon

حراك لعون وفرنسا مع تراجع الحديث عن اعتذار الحريري

كتب غاصب المختار في “اللواء”:   

تعود اليوم الحركة السياسية العامة الى مسارها الطبيعي بعد عطلة الفطر المبارك، وإن كانت العطلة قد شهدت تطورات سياسية محدودة، تمثلت برسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الخطية الى الرئيس ايمانويل ماكرون تتناول التطورات الاخيرة والعلاقات اللبنانية الفرنسية. والاتصال الذي تم بين الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية المصرية سامح شكري، تناولا خلاله «تطورات الوضع المتأزم في لبنان وجهود الرئيس الحريري لتشكيل حكومة قادرة على الخروج بلبنان من الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعاني منه». فيما يستمر الحديث عن تحريك الرئيس نبيه بري مبادرته مجدداً هذا الاسبوع، ولو من باب جسّ النبض منعاً لتعطيلها قبل الخوض في تفاصيلها وإجراء الاتصالات اللازمة لشرحها وتسويقها. فيما تراجع الحديث بشكل نهائي عن احتمال إعتذار الرئيس الحريري وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قالت مصادر متابعة لموقفه انه لن يقبل بالتكليف ولن يكرر تجربة تكليفه وتشكيله الحكومة عام 2011 في هذا الظرف لأكثر من سبب سياسي وغير سياسي.

نقلت رسالة عون الى ماكرون السفيرة الفرنسية آن غريو، التي سبق وزارت خلال العطلة ايضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في إطار مسعاها لترطيب الاجواء بين فرنسا وبعض القوى السياسية التي استثناها وزير الخارجية جان إيف لودريان من لقاءاته خلال زيارته الاخيرة الى بيروت.

واوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان رسالة عون تتناول التطورات الجديدة بعد زيارة لودريان وهي رسالة متابعة واستكمال لمحادثات الوزير الفرنسي. وفضّلت المصادر عدم الكشف عن تفاصيل الرسالة قبل وصولها الى الرئيس ماكرون من باب البروتوكول واللياقة، لكنها اوضحت ان الرسالة تشرح كل التطورات التي حصلت بعد زيارة لو دريان ومواقف الرئيس عون منها، لا سيما على صعيد تشكيل الحكومة.

ونفت المصادر التحليلات والتكهنات بأن الرسالة بديل عن إيفاد الرئيس عون موفداً منه الى باريس للقاء ماكرون، مشيرة إلى اعلان القصر الجمهوري، أن رئيس الجمهورية «لم يكن أصلاً في وارد إرسال موفد الى باريس، لمتابعة زيارة الوزير لودريان لبيروت، وأن موقف الرئيس عون واضح وأبلغه الى لودريان خلال وجوده في بيروت».

اما حول لقاء جنبلاط والسفيرة غريو، فذكرت مصادر الحزب التقدمي، ان جنبلاط ابلغها «أن المبادرة الفرنسية باتت بحاجة الى دفع جديد وربما الى مقاربة مختلفة، لتتمكن من إحداث خرق والعبور نحو حكومة جديدة قادرة على إنقاذ البلد». ودعت المصادر الفرنسيين «الى وضع الإصبع على الجرح وتسمية المعرقلين بالأسماء بدلا من سياسة تعميم تساهم عن قصد أو غير قصد بتضييع الحقيقة».

على الخط الحكومي، لم يحصل اي تطور دراماتيكي بإنتظار جديد الرؤساء عون وبري والحريري، وما ينجم من تطورات اوروبية تجاه لبنان، وتطورات اوضاع المنطقة في ضوء التصعيد في غزة والمفاوضات الاقليمية الجارية وراء الابواب المغلقة. لكن مصادر المعلومات تفيد ان لا جديداً حتى يوم امس، بإنتظار عودة الحريري من ابوظبي اليوم او غداً، وكل ما يُنشر ويتم تسريبه مجرّد اجتهادات وتحليلات بلا معطيات دقيقة. فالأمور متوقفة عند النقاط التي انتهى اليها اللقاء الاخير بين عون والحريري، بالرغم من الحركة المصرية الناشطة تجاه القوى اللبنانية والدول المعنية بالشأن اللبناني من فرنسا الى السعودية وسواهما، والتي تهدف إلى حث الاطراف كافة على سرعة تشكيل الحكومة.