IMLebanon

“أمل”: لا قرار بإرباك الساحة اللبنانية

كتبت ماجدة عازار في “نداء الوطن”:

على وقع التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل والفلسطينيين ومن بينهم حركة “حماس”، واستعار المواجهات والصدامات العنيفة بين الطرفين بالرغم من الجهود الدولية المبذولة عبثاً لوقفها، حطّ وفد من قيادة حركة “حماس” في المكتب السياسي لحركة “امل”، في زيارة لافتة في توقيتها ومضمونها، وفي البيان الصادر عنها، وقد حمل ابعاداً ودلالات عدّة.

الاجتماع الذي عقد بين الطرفين ضمّ عن “حماس” ممثّلها في لبنان احمد عبد الهادي ونائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه ومسؤول العلاقات اللبنانية ايمن شناعة، وعن “أمل” رئيس المكتب السياسي جميل حايك وأعضاء المكتب محمد جباوي وبسام كجك والدكتور طلال حاطوم.

وجاءت الزيارة لوضع قيادة “أمل” في صورة ما يجري فعلياً في فلسطين المحتلة، وتخللها توافق القيادتين على مقاربة صورة المشهد السياسي والمقاوم فيها، علماً ان دور “أمل” ومواقف رئيسها نبيه بري من قضية فلسطين في لبنان والخارج هي خير تعبير عن مواقف الحركة بكل مستوياتها القيادية والتنظيمية، و”حماس” تدرك ذلك، وقد اعتبرت قيادتها “أنّ خيار المقاومة قد تظهّر في القرار في الهبّة الفلسطينية دفعة واحدة وانخراط جميع الفصائل في الملحمة البطولية والمواجهات ضدّ الكيان الاسرائيلي على مساحة فلسطين المحتلة”، على ما تشير مصادر “أمل”، التي أكّدت “أنّ معادلة جديدة ترسم اليوم مصحوبة بتغيير جديد في قواعد الاشتباك، وما الارباك العسكري والسياسي الحاصل في الكيان الصهيوني الا اكبر دليل على انه لم يكن يتوقّع هذا الردّ”. ودعت “كل احرار العالم الى الوقوف الى جانب هذه القضية المحقة”.

وأبدت مصادر “أمل” لـ”نداء الوطن” اعتقادها بـ”أن لا قرار لدى اللبنانيين او الفلسطينيين بإرباك الداخل اللبناني”، مشيرة الى “أنّ الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني لا تعني ابداً ارباكاً للساحة الداخلية اللبنانية، وهذه الوقفات شأنها شأن سائر الوقفات التي تشهدها دول العالم”، لافتة الى “أنّ “أمل”، التي شاركت في الوقفات التضامنية في منطقة الحمرا في بيروت وفي برج البراجنة وغيرها من الوقفات التضامنية، لن تألو جهداً في التعبير عن تضامنها المستمرّ مع الفلسطينيين وقضيتهم المحقّة، وفي كثير من الدول في العالم كانت هناك وقفات تضامنية شعبية معبّرة، بغضّ النظر عمّا اذا كانت هذه الدول تؤيد “حماس” او غيرها ام لا”.

وذكّرت مصادر “أمل” بأنّ رئيسها نبيه بري “لطالما جهد في السعي لتوحيد الصف الفلسطيني ولم يترك مناسبة لا محلية ولا دولية او عربية الا وطرح فيها القضية الفلسطينية وأثارها في اكثر من منتدى عربي او عالمي، وبذل جهوداً في سبيل توحيد الصف الفلسطيني، فالثابتتان الاساسيتان اللتان يجب أن ترتكز اليهما القوة الفلسطينية والعربية هما الوحدة ثم المقاومة، وهذا ما تم التركيز عليه خلال كل لقاءات حركة “امل” مع سائر الفصائل الفلسطينية، فمن كانت اسرائيل عدوته فهو ليس بحاجة الى أعداء، وتوحيد الصف الفلسطيني أمر ضروري، وما يحصل الآن قد أثبت أنّ القضية الفلسطينية اكبر من وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني اليوم بكل مكوناته السياسية والدينية يشارك في المواجهات”.

واعتبرت مصادر “أمل” أنّ “اللقاءات التي أسست من اجل توحيد الصف الفلسطيني بدأت بوادرها بالظهور بحيث أن المساحات المشتركة بين الفصائل الفلسطينية، على تنوّعها، صارت أوسع، ممّا يؤسس لمرحلة جديدة مختلفة في صورة الصراع العربي ـ الاسرائيلي”.

وكان البيان الصادر عن “أمل” و”حماس” حمل تأكيداً “على انتصار قوة الحق الفلسطيني على حق القوة الصهيوني الذي انكشف امام الرأي العام العالمي بما يرتكبه من مجازر وحشيّة وقمع متمادٍ بحق الاطفال والنساء والعزّل، وتدمير المؤسسات والمنازل والاعتداء على الاعلام لكبت الاصوات التي تفضح جرائمه بما يمثل من ارهاب دولة منظم يتم بتخطيط مسبق من المستوى السياسي للكيان الصهيوني الغاصب وبتنفيذ أدواته العدوانية العسكرية، ما يستوجب تحركاً فورياً للمنظمات الانسانية والمؤسسات الدولية لمحاسبته على ما اقترفه من مجازر”. واعتبر “ان الركيزتين الاساس هما: الوحدة والمقاومة، ويجب ان تكونا دائماً ثابتتين في مسيرة استعادة الحق الفلسطيني وتحرير كامل التراب الفلسطيني واوله القدس”، واكد “أن القضية الفلسطينية هي البوصلة الحقيقية للامة والنموذج الامثل لنضالات الاحرار في العالم”، واعتبر “ان الملحمة البطولية اعادت رسم خارطة الطريق بقوة المقاومة وصمودها، وفضحت زيف التفوق الصهيوني، ووضعت قواعد جديدة للمستقبل مبنية على اساس معادلة الردع الذي يواجه العدو في كامل الارض المحتلة، ويتحصّن بوحدة الموقف، وأعادت بناء الحاجز النفسي مع العدو الصهيوني الذي حذر امام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر من إسقاطه…”