IMLebanon

مايسي عبود: مشهدي الجريء يخدم أحداث المسلسل

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

تقدّم الممثلة الشابة مايسي عبود أدواراً جريئة ذات أبعاد إنسانية، فبعد شخصيّة “رومي” في “بردانة أنا” ها هي تطلّ اليوم بدور “لمى” في “راحوا” ويلقى العمل أصداءً متعددة وآراءً متنوّعة، خصوصاً إزاء بعض المشاهد “الجريئة” التي تقدمها. “نداء الوطن” التقتها وكان هذا الحوار.
تقدّمين دوراً جريئاً في “راحوا” في ظلّ تعليقات سلبية حول بعض المشاهد.

البعض انتقد هذا الموضوع، خصوصاً المشهد الشهير الذي يُظهر جانباً من العلاقة الزوجية بين لمى وحسيب. لكنني أعتبر أنه كان ضرورياً لإظهار “القرف” الذي تعيشه الزوجة. فلماذا علينا الإختباء وراء إصبعنا في الدراما؟ يجب أن نعكس جوانب الأطر المجتمعية كافة بكلّ شفافية وجرأة ولكن من دون أن نخدش عين المشاهد.

أحسسنا بذلك لدى رؤية تعابير وجهك.

الحمدلله أنّ الرسالة وصلت، فالمشهد مزعج، لكنّه يسلط الضوء على وجع هذه الفتاة وحزنها على وضعها الحالي. لكن لا أعلم لماذا اتّهم الجمهور المشهد بأنه “over”، علماً أن كلّ من ينتقده يشاهد أعمالاً أجرأ بكثير عبر “نتفليكس” وغيرها من المنصّات والمواقع الإلكترونية! حتى القبلة، استقصدتُ أن تظهر عفويّة على الشاشة، فمن منّا لا يقبّل من يحب على فمه أو يضمّه بقوّة؟ مع الاشارة، الى أنني ارفض تجسيد أيّ مشهد لا يخدم الأحداث والوقائع!

هل أردتِ توصيل رسالة لكلّ إمــــــــرأة تعاني من الإغتصاب الزوجي؟

بالطبع. كلّ زوجة مجبرة على العيش مع رجل لا تحبّه رأت نفسها في لمى وشعرت بمعاناتها و”قرفها”. لذا عمدتُ الى توصيل هذا الإحساس كعزاء لمن تعيش هذه المعاناة لوحدها. لا يمكن أن نقدّم مسلسلاً يُبقي المشاهد في الـ”Comfort zone” لأنّ مجتمعه يفرض عليه ذلك، بل يجب التفاعل مع بعض المشاهد إيجاباً أو حتّى سلباً، بما يرضي خلفيّاته ومعتقداته أو يتعارض معها. لا يجوز الهروب من الواقع في الدراما المحلية بعد اليوم!

ألا تخافين من الإنتقاد؟

كلا. لا يمكنني تقديم مشهد غير مقتنعة به وبمفاعيله في تعزيز الأحداث وتطويرها. لكنّ الممثل يعرف حدوده في نهاية المطاف وهناك فارق بين الجرأة والوقاحة لما يعرض على الرأي العام.

هل ظلمت لمى أهلها أو ظلمهــــــــــــا المجتمع؟

لمى أخطأت لكنّ أهلها ظلموها لعدم السماح لها بالتعبير عن نفسها بحريّة أو الافصاح عن مكنونات نفسها إنطلاقاً من الحماية الكبيرة التي أمّنوها لها، خصوصاً أنها وُلِدت بعد 13 عاماً من الإنتظار. كذلك، لم تتعرّف على الحياة إلّا عندما وقعت بحب شادي واكتشفت معه طعم الحرية في كنف الحب الأول. لذا انجرفت الفتاة البريئة بعواطفها. تبقى طريقة تربية الأهل ضرورية وأساسية لبناء مستقبل اولادهم، إذ لا يجب قمعهم بل إعطاؤهم الحرية المناسبة لعيش الحياة واختبارها. وإن وقعوا، على ذويهم أن ينتشلوهم من الحفرة ويدعموهم.

أنت إنتقائية بأدوارك؟

أحب تجسيد الأدوار غير السطحية، بل العميقة والمركّبة. ففي رومي بمسلسل “بردانة أنا” عمدتُ الى تقديم دور مدمنة المخدّرات لتسليط الضوء على ابعادها ومشاركة الناس طريقة تفكيرها. تكمن المشكلة دوماً بحكم المجتمع على الناس بدل تفهّمهم، إحتوائهم وتقديم الدعم اللازم لهم.

كيف تقيّمين واقع الدراما المحلية؟

أعتبر أنّ بعض الأعمال تفوق الأخرى جمالاً ونجاحاً، فالموضوع مقترن بالإنتاج، الإخراج، الكتابة والممثلين.

ألا تخافين من الوقوف أمام ممثلين مهمّين ككارين رزق الله وبديع أبو شقرا وطوني عاد ومارينال سركيس؟

دعموني دوماً منذ بداياتي، خصوصاً أننا عملنا كفريق واحد. تجدر الإشارة الى أنّ مشهدي الأول في عالم الدراما كان مع كارين في مسلسل “مش أنا”، وكانت متعاونة معي وداعمة لي بشكل لا يُصدَّق. كذلك، يسديني بديع ابو شقرا دوماً النصائح البنّاءة لتطوير أدائي وأستفيد كثيراً من خبرته! لقد اعتدتُ على جوّ الإلفة والمحبة والتضامن بين فريق العمل.

ما الدور الذي تحلمين بتجسيده؟

أنا أمارس رياضة الفنون القتالية. أحبّ تقديم شخصية تمارس هذا النوع من الفنون وتواجهها عقبات عدة في حياتها. فأنا أعشق التحدّي في كلّ عمل أقدّمه وأعمد الى التغيير والتجديد باستمرار.

أتفكّرين بالهجرة؟

كلا، إذ أدرك أنّ هذه المرحلة ستمرّ وتنتهي، فضلاً عن أنني أسست لحياتي المهنية في هذا الوطن. لا مانع لديّ من السفر الى البلدان العربية للمشاركة بأعمال درامية لكنّي في نهاية المطاف أعمد الى العودة للبنان. أحبّ بلدي وتقديم الأدوار بلغتي اللبنانيّة.

كيف استفدتِ من مرحلة الحجر المنزلي؟

وجدتُ الوقت الكافي لنفسي، فقرأت بعض الكتب، مارستُ الرياضة، طبختُ بعض المأكولات وعشتُ مع أهلي مجدداً بما أننا لا نسكن تحت سقف واحد. بالمقابل، أنا شخصيّة منتجة لذا اشتقت الى الحياة العادية و”عجقة” الشغل والعمل.

لكنّك أصبتِ بـ”كورونا”!

نعم، كذلك أمي وقريب من العائلة. لذا خفت عليهما كثيراً وأعدت حساباتي في بعض الأمور الحياتية.

لو معك عصا سحرية ما الـــذي تغيّرينه؟

ألغي الطائفية، خصوصاً أنّ مفاعيلها تنعكس سلباً على مجتمعاتنا وهي العامل الرئيس لاندلاع الحروب. فلبنان جميل جداً ولكن أحلم أن يعيش أولادي في وطن من دون طائفية!

ما النصيحة التي توجّهينهــا لكلّ موجوع في الوطن؟

تحلّوا بالأمل والصبر، واعلموا أنّ الغد أفضل من اليوم.