IMLebanon

حلحلة موقتة للبنزين… ومشهد الذلّ باقٍ باقٍ!

كتبت باتريسيا جلاد في نداء الوطن:

بواخر المحروقات راسية في البحر بانتظار فتح الاعتمادات، المحطات توصد أبوابها بواسطة الدواليب والكراسي والأشرطة ورفع الخراطيم… “بتطلع الصرخة” لأيام قليلة، فيعمد مصرف لبنان الى فتح الإعتماد وتبادر الباخرة الى إفراغ حمولتها وتتحلحل أزمة البنزين لنحو أسبوع أو اثنين إلى حين انتهاء حمولة الباخرة، ولكن على مضض مع إبقاء التقنين من قبل أصحاب المحطات. وهكذا دواليك.

هذا هو المشهد الذي يجب ان نعتاد عليه، في ظلّ عدم إقدام الحكومة على اتخاذ قرار ترشيد أو رفع الدعم عن المحروقات، ووصول سعر البنزين الى 100 ألف أو 165 ألف ليرة، حسب تحرّك سعر برميل النفط عالمياً، ومحلياً سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وبذلك يكون اللبنانيون امام مطرقة رفع أو ترشيد دعم المحروقات ولهيب الأسعار، وسندان شحّ المحروقات واستمرار استعطاء 20 ألف ليرة من البنزين بعد انتظار المواطنين لساعات طويلة على ابواب المحطات.

الثلثاء كان يوم عطلة رسمية، تزامن معه شحّ في مادة البنزين بسبب عدم فتح مصرف لبنان الاعتمادات لباخرتين راسيتين في البحر، ما استدعى غالبية المحطات لرفع خراطيمها معلنةً أن البنزين غير متوفّر حالياً.

وبسبب عيد التحرير، لم يصدر جدول تركيب أسعار المحروقات، والأربعاء لم يصدر أيضاً بسبب الإضراب العام الذي نفّذه الإتحاد العمالي العام وإضراب موظفي القطاع العام، كما علمت “نداء الوطن” من المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه، ولم تفتح غالبية المحطات أبوابها بانتظار فتح الإعتمادات للبواخر الراسية في البحار.

وحول سبب إقفال اصحاب المحطات أبوابها واحتفاظ البعض منهم بمخزونه بدل تزويد المواطنين به، أوضح عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس لـ”نداء الوطن”، أن الأمر يعود الى “العطلة وشحّ مادة البنزين في خزانات المحطات، وعدم فتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان لتفرغ السفينتان حمولتيهما”. صحيح أن عدم رفع الدعم عن المحروقات بات مؤكّداً، ولكن فتح الإعتمادات لن يكون بالأمر الروتيني والسهل بل سيستغرق وقتاً. مؤكّداً أن “هذا الأمر للأسف يجب أن نعتاد عليه وسيدخل في إطار حياتنا اليومية”.

إلا أنه وبعد الظهر، أعلن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا انفراجاً في الأفق إذ أكّد أنه تمت الموافقة على فتح الاعتمادات للبواخر الموجودة في عرض البحر من قبل مصرف لبنان، وذلك بعد تدخل ومسعى من رئاسة الحكومة لتحويل الاموال للبواخر، والتفريغ بدأ مساءً والبنزين سيكون متوافراً في الاسواق اعتباراً من صباح اليوم.

الى ذلك من المتوقّع، كما اشار البراكس، أن يشهد جدول تركيب اسعار المحروقات الذي سيصدر، زيادة نظراً الى ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً الى 69 دولاراً وارتفاع سعر صرف الدولار محلياً اذ سجّل أمس نحو 13000 ليرة.

إذاً على وقع التباعد الزمني الحاصل في مسألة فتح الإعتمادات من قبل مصرف لبنان، واعتماد اصحاب المحطات سياسة التقنين في تلبية حاجات الزبائن، ستحافظ البلاد على المشهدية القائمة: محطات كثيرة تقفل أبوابها وتمتنع عن تزويد البنزين لتحافظ على مخزونها لأطول فترة ممكنة، ومواطنون عالقون في طوابير الذل على أبواب المحطات للتزود بالوقود.