IMLebanon

الشّعب يتّجه إلى “حمّام دمّ”… ترحيل عرب إسرائيل إلى لبنان؟

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

أوقِفُوا الضّحك على الناس، والحديث عن أسبوع حاسم أو مفصلي، ولا تعِدُوهُم بما لا تملكونه.

فالأطفال أنفسهم يُدركون جيّداً أن الآتي الى لبنان هو أسوأ من الذي مرّ، وأننا نتّجه الى وضع شديد الصّعوبة، حتى ولو تمّ تشكيل حكومة لبنانية اليوم قبل الغد. وبالتالي، فإن المواد الغذائية والبنزين والأدوية، وسائر الأساسيات، تتّجه نحو مزيد من الشحّ مستقبلاً.

حياة مستحيلة

لا بلد طبيعياً في العالم، ينجح في انتزاع وضع دولي شرعي، إلا إذا كان مُسَيْطِراً على حدوده، بنسبة كبيرة. فهذه هي الحكومة، وطاولة مجلس الوزراء، والرئاسات الأولى والثانية والثالثة، والإنتخابات النيابية. وهذا هو “ألف باء” الإصلاحات، قبل أي شيء آخر.

وبما أن ضبط الحدود، هو أمر مستحيل، فإن الحياة في لبنان ستكون مستحيلة.

المصدر الوحيد

شدّد مصدر واسع الإطّلاع على “ضرورة أن تلتزم أي حكومة لبنانية جديدة بشروط أساسيّة، حتى تتمكّن من أن تكتسب مصداقية دولية، ومن استجلاب الدولارات الى لبنان مجدّداً”.

وأكد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “الشّرط الأوّل، هو وجوب إقفال الحدود اللبنانية مع سوريا. ولكن تنفيذ هذا الشّرط هو شبه مستحيل، في ظلّ “غضّ النّظر” عن عصابات التهريب، واستحالة إقفال المصدر الوحيد لدخول السلاح غير الشرعي الى لبنان”.

“صفر”

وأوضح المصدر:”إذا اتُّخِذَ قرار إقفال الحدود مع سوريا على طاولة مجلس الوزراء، فسيتسبّب ذلك بأحداث كتلك التي حصلت في 7 أيار عام 2008. وهو ما يعني أن أي حكومة جديدة، لن تتّخذ قراراً في هذا الشأن، لأنه سيتسبّب بحمّام دم”.

وقال:”الدّعم الدولي للبنان، لا يخرج عن إطار الدّفع الدولي باتّجاه ضرورة إقفال الحدود اللبنانية – السورية، فيما أي حكومة ستُشكَّل، لن تكون هوامشها في التحرّك بالملفات الحدودية، وفي منع عمليات التهريب المفضوحة، من مواد غذائية، وأدوية، ومحروقات، ومخدّرات، وغيرها… أكثر من “صفر”.

ساحات المنطقة

ولفت المصدر الى أن “الشّرط الثاني لنجاح أي حكومة لبنانية جديدة، هو أن تكون قادرة على سَحْب “حزب الله” كلياً من ساحات المنطقة، سياسياً وعسكرياً. وهذا شبه مستحيل، لأن قرار “الحزب” مرتبط بإيران، باعتراف منه هو نفسه”.

وأضاف:”مجرّد أن تقوم الحكومة بإقفال الحدود، يعني أنها حصرت “حزب الله” في الداخل. ولكن قرار “الحزب” ليس داخلياً، ولذلك لن يوافق على الإنضمام الى الحضن الدولي من خلال حَصْر عمله بلبنان. وهذا الوضع يُلزِم الحكومة الجديدة بخطوات معيّنة، لتفتيت سيطرة “الحزب” على الدولة. وهو ما لن تقوم به الطبقة السياسية اللبنانية”.

دولة يهوديّة

وأشار المصدر الى أن “الشرط الثالث، يتعلّق بقدرة الحكومة الجديدة على ترسيم الحدود البحرية الجنوبيّة مع إسرائيل، من خلال القنوات الأميركية والدولية. ولكن دخلت عوامل إقليمية جديدة مؤخّراً، قد تنعكس على لبنان، وعلى مستقبل اقتصاده أيضاً”.

وشرح:”بعد التّصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، باتت تل أبيب تنظر الى عرب 1948 على أنهم أخطر عليها، من أي كيان آخر، من حيث الرؤية العبرية الاستراتيجية. فمن النّاحية الديموغرافيّة، سيفوق عدد هؤلاء، عدد اليهود في إسرائيل، بعد سنوات قد لا تكون طويلة. فضلاً عن أنهم سيحسمون نتائج الإستحقاقات الإنتخابيّة الإسرائيلية مستقبلاً، وسيغيّرون وجه إسرائيل كدولة يهودية”.

ترحيل؟

ودعا المصدر الى “التنبُّه من احتمال أن تحوم مساعي إطلاق عمليّة السلام الإسرائيلي – الفلسطيني، وحلّ القضيّة الفلسطينية، حول أفكار وطروحات تتعلّق بترحيل قسم من عرب 1948 الى لبنان. فهذه النّقطة قد تدخل ضمن الحلول التي تُرسَم للمنطقة”.

وختم:”كلّ تلك الملفات ستقع على كاهل الحكومة اللبنانية الجديدة، التي لن تكون قادرة على التحرّك تجاه أي شيء. فالمشكلة الحكوميّة ليست داخليّة كما يُقال، وهي ستُحَلّ في النّهاية بتشكيل حكومة غير إنقاذية، بل حكومة بلا تأثير، لأن لا أحد سيتعاون معها من بين الدول المؤثّرة حول العالم”.