IMLebanon

مبادرة بري “سالكة” عند الحريري… وباسيل “بالمرصاد”!

عند مفترق “كوع خطر” بين بعبدا وبيت الوسط، يعمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على تنظيم “حركة السير” أمام عبور التشكيلة الوزارية في الاتجاهين، ناصحاً بالتروي ومحاذرة “الانزلاق” نحو المجهول تحت وطأة أي “دعسة ناقصة أو زائدة” على طريق المزاحمة الرئاسية واحتدام الخلاف حول “أفضلية المرور” باتجاه السراي الحكومي بين “تشكيلات” رئيس الجمهورية ميشال عون و”تشكيلة” رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

عملياً، خطت مبادرة بري أمس أولى خطواتها الملموسة عبر جلسة “عصف فكري” عقدها مع الحريري على مدى ساعتين لسبر أغوار “الممكن وغير الممكن” في عملية تقريب المسافات المتباعدة بينه وبين عون حيال معالم التشكيلة الحكومية وتركيبتها وخريطة توزيع الحقائب والتسميات فيها، فكانت الأجواء “إيجابية” حسبما نقلت مصادر عين التينة، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ الأمور “سالكة” مع الرئيس المكلف و”قد لمس الرئيس بري منه حماسةً كبيرة لتذليل العقبات أمام التأليف ولم يستشعر أي ميل لديه للاعتذار كما تردد إعلامياً”. وهو ما أكدت عليه أوساط مواكبة للأجواء الحكومية، واضعةً الأنباء السارية عن اعتذار الحريري في خانة “البروبغندا الممنهجة” التي يدير ماكينتها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لا سيما وأنّ تسريباته الإعلامية ليلاً إثر لقاء “الخليلين” أوحت بأنه يقف “بالمرصاد” لأي مساعي حلحلة ولأي مبادرة أو وساطة قد ينتج عنها تشكيل حكومة برئاسة الحريري.

وكما في “ميرنا الشالوحي” حيث سُربت أنباء ليلاً تُسخّف نتائج اجتماع بري مع الحريري على اعتبار أنّ “الأجواء والأفكار” التي نقلها “الخليلان” إلى باسيل بيّنت أنّ “عملية التشكيل ما زالت متعثرة”، كذلك في قصر بعبدا تعاملت المصادر الرئاسية ببرودة مع لقاء “عين التينة” مؤكدةً أنه “لا يوجد أي جديد طرأ على الملف الحكومي، والرئيس عون لم يتبلغ شيئاً مستجداً ولم يتم تحديد أي موعد بعد لاستقبال رئيس المجلس النيابي ولا الرئيس المكلف”.

وفي المقابل، كشفت المعلومات المتوافرة عن اجتماع بري مع الحريري أنه بحث في “المعالم الأساسية” لتشكيلة 24 وزيراً من الإختصاصيين من دون ثلث معطل لأي فريق فيها، وساد نقاش حول “الهواجس والأفكار المطروحة لتبديدها على قاعدة أنّ البلد لم يعد يمتلك ترف التأخير في تشكيل الحكومة”، وفق ما نقلت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، وعلى هذا الأساس طرح رئيس المجلس على الرئيس المكلف جملة أفكار ومقترحات حول تركيبة الـ”888” مع التباحث في “الحلول المتاحة لمسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في التشكيلة بالتعاون مع بكركي، فرحّب الحريري بأي تعاون من هذا القبيل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي وأكد انفتاحه على صيغة الـ 24 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين ومن دون ثلث معطل، لكنّ التوجس بقي حاضراً إزاء إمكانية عدم قبول رئيس الجمهورية بهذا الحل، فاستمهله بري للتشاور مع “حزب الله” وعون وباسيل، وليضعهم في صورة الاقتراح والعودة بجواب واضح حياله. وفي المقابل استمهل الحريري بري 24 ساعة ليعود إليه بتصوره الكامل حيال التركيبة الوزارية وصيغتها بعد التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين”.

وبينما عُلم أنّ الحريري يعتزم تكثيف مشاوراته مع فريق عمله وكتلته النيابية وتفعيل قنوات اتصالاته للخروج بقراره النهائي، أفادت المعطيات بأنّ اتصالات متقاطعة على أكثر من خط نشطت خلال ساعات الليل، على أن تستكمل اليوم، لتحديد ما إذا كانت الأمور ستسلك منحى إيجابياً يفضي إلى تقديم الرئيس المكلف “تشكيلة محدّثة” لرئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين، بحيث ستكون الساعات الأربع والعشرون المقبلة حاسمة في تحديد الاتجاهات الحكومية بين “الأبيض والأسود”.

وفي حال استمر الكباش الرئاسي، خلص رؤساء الحكومات السابقون إثر اجتماعهم بالحريري أمس إلى تثبيت معادلة “لا اعتذار ولا تنازل”، بينما تحدثت أوساط سياسية عن عدم استبعاد خيار الاعتذار نهائياً في حالة وحيدة وهي “الاتفاق على المضي قدماً نحو تشكيل “حكومة انتخابات” إذا استمر التعثر في عملية تشكيل الحكومة الانقاذية”، كاشفةً أنّ الفرنسيين باتوا ينظرون إلى مسألة تأليف حكومة انتقالية تدير عملية الانتخابات التشريعية وتكون مؤلفة من وزراء غير مرشحين للاستحقاق الانتخابي بوصفها “الخطة باء”، وسط “همس” بدأ يدور في بعض الأروقة حول تكليف الرئيس تمام سلام مهمة تشكيل مثل هذه الحكومة، في حال قرر الحريري الاعتذار عن عدم التأليف.