IMLebanon

طرح حكومة أقطاب سابق لأوانه والتحرك الحكومي مجمد

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

هل كتب للحكومة في لبنان إلا تبصر النور ام كتب للبنان البقاء اسيرا لازمة مفتوحة من دون حلول؟ يجوز السؤالان هنا وتجوز الأجوبة ايضا من فشل أي محاولة إلى فقدان الثقة بين المعنيين إلى ضياع الفرص وغير ذلك.  لكن ما هو اهم من كل ذلك  أنه في ظل التأخير الحاصل في قيام حكومة فاعلة ومنتجة لن يتاح للبلد أي مجال في تنفس الصعداء لا بل فإن الأيام الآتية تنذر بالأسوأ.

في القريب العاجل كان التعويل قائما على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلا أن جاء بيان المستقبل وتلاه بيان القصر الجمهوري . وفي هذا السياق يقر متابعون بأنه لم يكن هناك من داع لصدور بيان شديد اللهجة من المستقبل لاسيما أن رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل لم يقل ما يستدعي الرد وشن الهجوم على رئاسة الجمهورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك ، وفي المقابل ثمة من يرى أن ما صدر عن التيار الأزرق ليس سوى عبارة عن قلوب مليانة.

أليس السؤال مشروعا في ما خص محركات التأليف وحركة الوسطاء.  ما يستشف حتى الآن أن التهدئة مطلوبة قبل أي إدارة أي محرك أو حتى الدخول في مروحة جديدة من الاتصالات.

وترى أوساط سياسية مطلعة عبر اللواء أن هناك بدأ من يسأل عما إذا كان فريقا التأليف على استعداد التجاوب مع مبادرة التشكيل ام لا وهل أن الموانع التي من تشكيل الحكومة في المرة الأولى انتفت حتى تنطلق المساعي مجددا ؟وهل أن قصة الوزيرين المسيحيين هي العقدة؟

لم يعد في الامكان الحديث عن دوافع  مشجعة ولا حتى عن ذلك القطار الذي انطلق ليصل إلى مساره الصحيح . فماذا بعد؟ وكأن العودة إلى الانتظار أصبحت المصير المحتم؟ بالأمس اطل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي من قصر بعبدا وسواء قصد ام لم يقصد الحديث عن حكومة أقطاب إلا أن كلمته فتحت الباب ام سلسلة تكهنات ليس آخرها هل أن حكومة كهذه تؤلف وهل أن شروطها متوفرة وهل تم نعي مبادرات قيام حكومة اختصاصيين. ما قاله البطريرك الراعي هو قراءة وفكرة حكومة الأقطاب لا مكان لها من التصريف .وهنا تلفت مصادر مواكبة للملف الحكومي عبر اللواء إلى أن طرح البطريرك هو طرح سياسي لكن من المبكر الحديث عنه لأن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يعتذر كما أن التوجه لا يزال قائما لتأليف حكومة مهمة من اختصاصيين وغير سياسيين لأن حكومة الأقطاب تسقط  مواصفات حكومة الاختصاص من غير الحزبيين كما وردت في مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،  ومعلوم أن حكومة الأقطاب مؤلفة من رؤساء الأحزاب.

وتفيد المصادر إن هذا الطرح لا يزال مجرد فكرة قابلة البحث إنما حتى الآن لا دلائل على جهوزية السير بها طالما أن رئيس مجلس النواب لم يعلن انتهاء مبادرته أو فشلها كما أن البطريرك الراعي أخذ على عاتقه الحديث مع رئيس المجلس من أجل ايجاد أي باب للحلحلة وبالتالي لا يمكن القول أن مبادرة الرئيس بري سقطت ولن تسقط ما لم يعلن عكس  ذلك وهو لم يقل ما يؤشر إلى  أنه لم يعد لها أي دور.

وتشير الى ان ما صدر في مواقف بعض الأطراف  يدل على الاستمرار في تأييده جهود رئيس المجلس مؤكدة أن هناك جمودا في التحرك لكن ما من سقوط لأي مبادرة.

وتعتبر أن ما حصل مؤخرا أدى إلى ارتجاج سياسي جمد التحرك لكنه لم يعلقه أو يلغه وهنا لا بد من انتظار ما إذا كان البطريرك الراعي سيعمد إلى تفعيل تحرك بري .وفي المقلب الآخر، تطرح علامات استفهام عن التحرك الجديد المطلوب وعما إذا كان هناك من  تبدل ما في بنود المبادرة أو غير ذلك . والمسألة هنا منوطة بما هو مقبل من الأيام ومدى حصول أي عوامل جديدة.