IMLebanon

مهلة نصرالله “المفتوحة” سقطت: “يا أبيض يا أسود”!

“هناك من يمنع تشكيل الحكومة ويريد أن يقفل البلد ويتسلّم مفاتيحه”… رسالة واضحة من البطريرك الماروني بشارة الراعي كادت أن تسمي الأشياء بأسمائها لجهة اتهام الشريحة الأكبر من اللبنانيين “حزب الله” بأنه “المايسترو” الأساس لعرقلة التأليف من خلف “بارافان” العهد العوني وتياره. وبهذا المعنى جاء تصويب الراعي أمس على “سياسة الشعب المحروق” التي ينتهجها أهل الحكم “الغارقون في لعبة جهنمية”، وربطه المباشر بين “قهر وإذلال” اللبنانيين وبين “لعبة المحاور الإقليمية التي قضت على علاقات لبنان العربية والدولية وضربت سمعته”، ليضع بذلك الإصبع على مكمن الاستنزاف الحقيقي للدولة ومقدراتها، بعد اتساع رقعة القناعة الوطنية بكون “حزب الله” هو من يقف خلف إجهاض الحلول وترسيخ الانهيار الشامل على أرضية الجمهورية الثانية، توصلاً إلى غرس “اللبنة الأولى” على أنقاضها لمشروع “المؤتمر التأسيسي” الرامي إلى إقامة جمهورية ثالثة تتسلم فيها الدويلة القائمة مقاليد الدولة القادمة.

وليس بعيداً عن هذه القناعة، تُدرج أوساط مواكبة للملف الحكومي رفض الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة تقييد عملية تأليف الحكومة بسقف زمني محدد وتشديده على وجوب ابقاء المهلة “مفتوحة” أمام محاولة إنجاح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خانة السعي إلى “إتاحة أوسع مجال ممكن أمام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل للاستمرار في سياسة التصدي لمحاولات التأليف”. غير أنّ كلام نصرالله هذا، بحسب الأوساط نفسها، أدى إلى “رد فعل عكسي” لدى كل من عين التينة وبيت الوسط، سرعان ما أسفر عن إسقاط مناورة “المهل المفتوحة”، تحت وطأة مسارعة بري إلى شنّ هجمة سياسية وإعلامية مرتدّة ضد العهد وتياره، وإدارة الرئيس المكلف سعد الحريري محركات “الاعتذار” فارضاً بذلك مهلة زمنية محددة لا تتجاوز أيام هذا الأسبوع ليحسم “حزب الله” خياره “يا أسود يا أبيض” من عملية التأليف.

وعلى هذا الأساس، رأت المصادر أنّ الأسبوع الجاري سيكون بمثابة “المحطة المفصلية” لمبادرة بري ولتكليف الحريري على حدّ سواء، لا سيما وأنّ “خيط الاعتذار بات مرتبطاً عضوياً بانتهاء هذه المبادرة وإعلان فشلها”، موضحةً أنّ “الرئيس المكلف يبدو في مجالسه مقتنعاً بعدم جدوى الرهان على إحداث أي تغيير في ذهنية التعطيل المستحكمة بأداء عون وباسيل”، ومن هذا المنطلق كثف مشاوراته مع المجلس الشرعي الأعلى ورؤساء الحكومات السابقين لوضعهم في أجواء خياراته ورسم معالم خطواته اللاحقة.