IMLebanon

صفعة لماكرون و”تفوو” لجبران

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

بعد الصفعة التي وجّهها داميان تاريل (28 عاماً) للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منطقة دروم، الثلثاء الماضي، سألت:

ماذا حلّ بتاريل بعدما قبض عليه مرافقو ماكرون؟ هل داسوه بنعالهم؟ هل جرجروه؟ هل أدموا وجهه؟ هل كسروا بعضاً من أضلعه؟ لا شيء من كل هذا. أمرٌ غريب. أحيل إلى التحقيق سريعاً وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة 18 شهراً، منها 14 شهراً مع وقف التنفيذ. حسم خاص.

وسألت أيضاً: هل جنّ جنون الرئيس المُهان؟ هل دعا أنصاره للرد على كل من تسوّل له نفسه التطاول على رئيس التيار الماكروني الحرّ؟

لم يتصرّف فخامة الرئيس ماكرون بانفعال، بل عمل على التخفيف من خطورة ما تعرّض له بالقول “إنها أفعال منفردة صادرة من أشخاص عنيفين للغاية” ولم يصدر عن مكتبه الإعلامي أي بيان.

أيمكن تخيّل حدوث أمر مماثل مع رئيس أو ملك أو أمير عربي؟ الأرجح أن المعتدي لن تتاح له فرصة الحصول على محاكمة عادلة. لن يصل إلى المحكمة. المرافقون سيتكفلون بإرساله في ثوان إلى ملاقاة ربّه قبل أن يتسنّى له الإغتسال. حلم رائع أن يتمكن مواطن من صفع رئيسه لسبب وجيه.

وسألت نفسي أيضاً:

تُرى أيها كانت ستكون أشد إيلاماً (معنوياً) على أي مسؤول: الصفعة أو الـ “تفوو” أو “فقشة” البيضة على الجبين اللجين لا سمح الله؟

ماكرون استوعب الصفعة من مهووس نزق معجب بهتلر وجبران لم يستوعب الـ”تفوو” العفوية التي صدرت عن مواطنة صالحة تُدعى ياسمين مصري. قالت ياسمين ما يقوله آلاف المهذبين يومياً للمسؤولين السياسيين، وفي مقدمهم ولي العهد جبران باسيل المتهم أميركياً ولبنانياً بالفساد، وهو من كبار المحاضرين في مكافحة الفساد ومن مشرّعي القوانين لمحاربته. تحية لـG.B

قالت ياسمين ما رسمه بيار صادق.

قالت أقل ما يُقال. وما توقعته من باسيل أن يرد على الإهانة بترفّع وأن يصدر بياناً يعلن فيه تفهّمه لغضب الناس، باعتبار أن الـ”تفوو” جاءت في سياق طبيعي، أو على الأقل كان على الصهر أن يتجاهل الحادثة العابرة. لكنه بالعكس، أوعز إلى مرافقيه العتاعيت بالتصرف. فتصرفوا. وبدلاً من الطلب إلى المحبّين التعالي عن الصغائر، طلب من جميع مناصريه “والمسؤولين والمنتسبين الى التيار الوطني الحر عدم السكوت إطلاقاً، والرد بما يناسب على أي اعتداء كلامي أو معنوي أو جسدي يتعرض له أي شخص ‏منهم على يد بعض الناس الذين لا يقيمون للكرامة وزناً”.

ماذا لو قامت ياسمين وصفعتك كما فعل داميان تاريل مع إيمانويل ماكرون من غير سبب؟ هل كنت ستدعو مناصريك إلى التعبئة العامة وتشحيم أسلحة الدمار الشامل؟

كلّها “تفوو” يا رجل!