IMLebanon

زمن السكوت ولّى والمواجهة مفتوحة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

“لا”… كلمة باتت الأشهر في أحاديث اللبنانيين وحواراتهم، تعبّر عن سوء حياتهم وفقرهم وجوعهم مما آلت اليه اوضاعهم المعيشية والخدماتية في ظل الانهيار المتواصل: لا ادوية، لا حليب، لا كهرباء، لا بنزين، لا مازوت، لا اموال نقدية، لا حياة كريمة ولا.. ولا، تنقلب الى “نعم” مع الغلاء وارتفاع الاسعار والدولار.

و”لا”… الكلمة التي اعادت الى الحراك الاحتجاجي نشاطه، بعد طول إنكفاء نتيجة تفشّي وباء “كورونا”، اللافت فيها انها جاءت مصحوبة بصرخات وجع مدوية في كل الاتجاهات: شعبية، روحية، سياسية، نقابية، تربوية، عمالية، تؤكد “أن زمن السكوت قد ولى والمواجهة مفتوحة”.

الصرخة الشعبية أطلقها حراك “صيدا تنتفض” الذي نظّم تحرّكين، الاول في ساحة الشهداء في صيدا، والثاني في ساحة الثورة عند تقاطع “ايليا”، وحملا رسالة واحدة بأنّ الحراك سيتصاعد دفاعاً عن لقمة العيش والحقوق والكرامة وحتى تشكيل حكومة انتقالية تتولى مهام الإنقاذ ووقف الانهيار.

الصرخة السياسية اطلقها الامين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد، ودعا اللبنانيين الى التحرّك المفتوح “دفاعاً عن الحقوق ومن أجل إنقاذ لبنان من مخاطر الذهاب نحو الفوضى واهتزاز الأمن والاستقرار”، مشدّداً على “أن المعركة تحتاج للنفس الطويل والإقدام والتضحيات، فلنبادر إلى خوضها بكل طاقاتنا، وليتواصل تحرّكنا حتى تحقيق كامل الأهداف”.

الصرخة الروحية أطلقها مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، الذي أكد “ان المنظومة السياسية لم تعد قادرة على اصلاح ما فسد”، قائلاً: “لا بد من انتفاضة، شعبية حقيقية سلمية وبكل الوسائل الديموقراطية من اجل حرية الانسان والعدالة في الحياة .. ولا بد ان يبدأ الآن دور الناس ليقولوا كلمتهم ويرفضوا هذا الواقع الذي نعيشه بكل الوسائل السلمية والديموقراطية من اجل الحرية والكرامة والعدالة للإنسان في هذا الوطن”.

الصرخة الصيداوية اطلقها المسؤول السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في الجنوب الدكتور بسام حمود وطالب فيها برفع قرار حظر تجوال الدراجات النارية “اذ يشعر الصيداوي بنوع من الظلم والتمييز، حيث تمنع الدراجات النارية في المدينة، مما ترك آثاراً سلبية على العديد من المؤسسات التي تستخدم الدراجات النارية في عملها، إضافة لكونها وسيلة التنقّل للطبقات الفقيرة خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية التي نعيشها وما يرافقها من أزمة البنزين”.

الصرخة النقابية اطلقها أمين عام نقابة المعلمين في لبنان وليد جرادي دعا فيها الى”وقفة جريئة تتلخص بالضغط لتشكيل حكومة تعيد الثقة بلبنان عربياً ودولياً وتعالج الوضع الاقتصادي والا فاستقالات جماعية”! لعل المسؤولين يستفيقون من نومهم العميق ويتنازلون عن مصالحهم الشخصية… ويفكرون بمصالح الوطن… لتكن لنا وقفة جريئة ولو لمرة واحدة قبل ان يسقطنا المعلمون في الشارع…”.

الصرخة العمالية اطلقها رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي تحت شعار “اوقفوا قتل ونهب وتهجير اللبنانيين”، ودعا فيها الى “اوسع مشاركة في الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام يوم الخميس، تعبيراً عن رفض الوضع الذي وصلت اليه الحال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لا سيما ما نعيشه من تهاون في معالجة المشاكل الحيوية ممّا أدّى الى ما نعيشه من طوابير الذل في المحروقات والدواء والاستشفاء والرغيف والاجور والبطالة”.