IMLebanon

حرب: تسمية الوزيرين المسيحيين تتمّ بالتوافق بين الرئيسين

اكد الوزير والنائب السابق بطرس حرب دور رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة “فهو ليس باش كاتب، ومراسيم الحكومة لا تصدر اذا لم يوافق على تشكيلة الرئيس المكلف، لذلك عملية التشاور والتوافق بينه وبين الرئيس المكلّف أمر طبيعي”.

الا ان حرب اعتبر “ان سبب المشكلة الراهنة اليوم هو عدم ممارسة رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري صلاحياتهما المتبادلة بروح وطنية وبحكمة وتعقّل وتجرّد عن المصالح الخاصة لكل منهما، خصوصا في ظل هذا الجو المشحون والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا مدعاة للأسف، لذلك اعتبر ان الذين يتولّون الاحكام في هذه الظروف ليسوا على مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقهم ومنهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء”.

ورأى حرب أنّ في اندلاع معارك البيانات بين بعبدا وعين التينة، إعلاناً لبدء مرحلة الانتخابات النيابية ويشكل مرحلة صراع جديدة، وقال لـ”نداء الوطن”: “انها مرحلة كيفية استعادة رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” شعبيتهما المفقودة، ورئيس الحكومة المكلف من جهة ثانية، بعد افلاسهما للبلد وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتوسّلوا في سبيل ذلك اثارة النعرات الطائفية مجدّداً حول كيفية حماية صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في التشكيل، كمبرّر للعزف على وتر الطائفية، في محاولة لإلهاء الناس عن مشاكلهم والتعمية على اساس المشكلة، وهو فشلهم في ادارة البلد، ونجاحهم في تدميره وايقاعه في مصاعب لا تعدّ ولا تحصى وعجزهم عن حلّها. ففي النتيجة ما يحصل مناورة، كما عوّدنا بعض السياسيين لغشّ الناس، وتحويل وجهة الصراع، من كيفية إنقاذ البلد الى تناحر الطوائف على الصلاحيات وعلى الوجود في الدولة”.

وعليه، أبدى حرب اعتقاده بأن ما يجري “هو اعلان دخول مرحلة الانتخابات النيابية وكيفية استغلال الاطراف المتنازعة مشاعر الناس وعواطفهم لاستعادة شعبيتهم، او للمحافظة على شعبية معينة، وهذا هو الخطير في ما يجري، إذ لا علاقة له بمشاكل الناس والوطن، بل بكيفية المحافظة على وجودهم في السلطة وفوزهم في الانتخابات المقبلة، مستندين في ذلك الى استثارة الغرائز الطائفية واستغباء الشعب مجدّداً وجرّه الى مواقع التناحر الطائفي بدل ان يكون في موقع المطالبة بحقوقه وبإنقاذه”.

ورأى حرب “أن الحديث عن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة مزحة، باعتبار أن الرئيس هو رئيس كل الشعب وكل المؤسسات ورئيس كل الوزراء والحَكَم في مجلس الوزراء والموجِّه، وليس فريقاً، ولا يدخل في صراعاتهم بل يبدي رأيه ويوجّههم. اما الرئيس عون فيبدو انه قرّر ان يكون جزءاً من الصراع وان يكون مع فريق ضدّ فريق، لذلك يُسقط دوره كحكَم وكموجّه في الحياة السياسية ويصبح فريقاً مثل اي فريق آخر، فينزل من موقعه كرئيس لجميع اللبنانيين الى رئيس حزب او رئيس تيار سياسي”.

وأوضح حرب “ان تسمية الوزيرين المسيحيين تتم بالتوافق بين الرئيسين على اختيار الأنسب”، سائلاً: “من قال ان الرئيس الحريري يسمّي المسلمين وان الرئيس عون يسمّي المسيحيين؟ هذه هرطقة وضرب للوحدة الوطنية، يحقّ لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف ابداء الرأي في تسمية كل الوزراء من سائر الطوائف من دون التوقف عند القول ان”المسيحيين لي والمسلمين لك”.

ورأى حرب اخيراً “ان الخلاص يكون باحترام الدستور والميثاق الوطني وبالتفاهم على حل المشاكل وليس على بقائهم او استمرارهم في السلطة، او توريثها لكي تكون مركز نفوذ واثراء غير مشروع على حساب الشعب، ثم يجلس الجميع الى الطاولة لمعالجة الثغرات الموجودة في الدستور بهدوء”.