IMLebanon

تفاصيل جديدة عن حادث السعديات الكارثي… “أين البيك آب”؟

كتبت أسرار شبارو في جريدة “النهار”:

خبر صادم هزّ لبنان الاثنين، مع تداول صور وفيديوات لحادث مرّوع اتخذ من السعديات مكاناً له، أما ضحاياه فالأم وبناتها الأربع، اللواتي أسلمن الروح على الفور. هذه المرة كتب على بلدة الشرقية الجنوبية أن تدفع الثمن غالياً، خسارة خمسة أشخاص دفعة واحدة، فاطمة قبيسي (زوجة عماد حويلي) وبناتها الأربع: زهراء، آية، ليا وتيا.

وداع بلا لقاء

لا كلمات يمكنها وصف الكارثة، عائلة كاملة رحلت فجأة من دون سابق انذار، روايات عديدة تداولها الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، حسم صحتها حسن شقيق فاطمة الذي أكد لـ”النهار” أن “شقيقتي كانت تحضّر لاستقبال زوجها عماد الذي دفعه الوضع الاقتصادي المتردي إلى اتخاذ قرار السفر إلى ليبيريا للعمل وتأمين معيشة كريمة لعائلته، حيث مهنته في مجال كهرباء المنازل، وقبل ستة أشهر حزم أمتعته وسافر مبتعداً عن زوجته وبناته على أمل اللقاء، لكن للأسف عندما قرر العودة حصل ما لم يكن في الحسبان”، مضيفاً “في الأمس توجهت فاطمة وبناتها مع جارنا الذي قاد السيارة للتزود بالوقود من محطة في الجية، وذلك لتأمين البنزين لليوم كي يتوجهن إلى المطار لاستقبال عماد، وما إن وصلن إلى السعديات حتى حلّت الفاجعة”.

“بيك آب” خلف الكارثة؟

التحقيق كما قال حسن، وكذلك القوى الأمنية لـ”النهار”، بعهدة الجيش اللبناني، بسبب إصابة تلميذ ضابط بجروح خطيرة في الحادث، ولفت عماد إلى أن “ما علمناه أن (بيك آب) اصطدم بالسيارة التي كانت تستقلها شقيقتي وبناتها ما أدى إلى وقوعها من الأوتوستراد المتجه الى بيروت الى الجهة المقابلة وارتطامها ببقية السيارات، توفيت فاطمة وبناتها على الفور فيما أصيب جارنا بجروح خطرة، كذلك كما يعلم الجميع سقط عدد من الجرحى”، مشيراً الى اختفاء الـ”بيك آب” بعد الحادث.

لم يبق سوى الذكريات

يحاول حسن لملمة جراحه والحديث عن من أمضى واياها سنوات عمره، شقيقته ذات الـ38 سنة، التي كانت تسكن قريباً من منزله، وابنتها زهراء التي تدرس في الصف الثانوي الأول وشقيقتها آية التي تصغرها المجتهدة والمرحة، كذلك التوأمان ليا وتيا اللتان قدمتا الى الحياة قبل ست سنوات، لافتاً الى أنه “لم يحدّد موعد الدفن إلى حين وصول الوالد اليوم، الذي كان يحلم بعناق أفراد عائلته بعد طول غياب، لكن للأسف سيُلقي عليهم الوداع الأخير”.

“لتمرير المرحلة على خير”

الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أن سبب الحادث زحمة سير على إحدى المحطات ما أدى ويؤدي إلى تفاجؤ السائقين بالطوابير وبالتالي تخفيف سرعتهم فجأة ووقوع حوادث، لكن حسن قال انه لا يعلم في ما إن كان توجد محطة في مكان الحادث، و في ما يتعلق بهذا الموضوع أشار مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” إلى أن “دراجين من القوى الأمنية يعملون على تنظيم السير قرب المحطات قدر المستطاع”، مشدداً على ضرورة أن “يراعي المواطن بقية المواطنين والتفكير بغيره وما يمكن أن يسببه لهم اذا توقف في خط ثان او سار عكس السير، وذلك لكي نتمكن جمعياً من تمرير هذه المرحلة على خير”.