IMLebanon

الشرقية تودّع أحد ضحايا حادث السير… والأزمات تشتدّ

كتب رمال جوني في نداء الوطن:

حزينة هي بلدة الشرقية، لا تحسد على مصابها، خسرت 6 اشخاص في عمر الورود دفعة واحدة بسبب أزمة البنزين التي تزداد تفاقماً وتعقيداً وشحاً في منطقة النبطية، حيث من الصعب ايجاد محطة “شغالة”، جميعها مقفل او تبيع مخزونها في السوق السوداء، فيما الرقابة تبدو شبه مفقودة أيضاً، والا لما أمعن اصحاب المحطات في اذلال الناس اليومي.

فعلى وقع تلك الازمة شيع “حزب الله” وبلدة الشرقية الشاب حسين احمد الزين الضحية السادسة في حادث سير السعديات، الحادث الذي ما زال حتى الساعة مجهول التفاصيل، فيما العائلة تعيش الوجع الأكبر وتحمّل كل الحكام مسؤولية تلك الجريمة التي حركت الرأي العام ولم تحرك ضمير السلطة، لأنه، وفق شقيق الضحية حسين، “ما عندن ضمير ليحركوه، لو كان في ما كنت خسرت خيي ولا كانت عائلة عماد حويلي تحت التراب”.

قالت الشرقية كلمتها الاولى في جريمة البنزين المأسوية “لا للذل أكثر، لن نسكت”، واعتبرت ان ما حصل “يفترض أن يحرك المسؤولين لايجاد مخارج وحلول، ولكن في لبنان ما حدا سئلان”، قال أحدهم متوجهاً لكل معني في السلطة: “بترضى تنذل بهيدي الطريقة او تخسر ابنك لتتحرك او ما بيعنيلك وجع امهاتنا”؟

على ان تقول الشرقية كلمتها اليوم في تشييع فاطمة قبيسي وبناتها الاربع المتوقع ان يكون تشييعاً وطنياً جامعاً، لأنه وفق ما أفاد عم البنات قاسم حويلي “فاطمة وبناتها يجب ان يهزوا الضمائر، لان السلطة بفسادها أبادت عائلة بكاملها”.

تزامناً مع مأساة الشرقية وفصولها تزداد الازمة المعيشية قساوة، طرقات المنطقة شبه خالية من السيارات، مؤسسات معطلة، وموظفون دخلوا على خط الاضراب، فالمعاشات لا تكفي ثلاثة أيام، فيما أسعار كل السلع ارتفعت بنسبة 4000 ليرة لكل سلعة، فالأسعار تسجل على سعر صرف الـ16 ألفاً، أما الرقابة فـ”بقوسة” بالكاد تحضر، وفق احدهم “غاب القط العب يا فار” هذا حال الناس مع التجار هذه الايام، لكل منه تسعيرته والشاطر من يسجل اعلى نسبة ارباح، وتعد السلع الغذائية والخضار أكثر السلع ارتفاعاً، والمواطن “محتار شو بدو ياكل”.

ويواصل موظفو الدوائر والمؤسسات الرسمية والحكومية اضرابهم لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الدولة بتعديل نظام الدوام اليومي وزيادة الرواتب والطبابة وغيرها من المطالب، التي يُتوقع ان تتزايد مع الايام في ظل عدم التجاوب مع اضراب الموظفين الذي لم يحرك ساكناً في دوائر القرار الحكومي، رغم ان معاملات الناس كلها معطلة ومتوقفة على قرار حكومي، تشير المعلومات أنه “خارج اهتمامات الدولة هذه الأيام المنشغلة في عملية صفقة تشكيل الحكومة”، ويصر الموظفون الذين تمنعوا عن الحضور الى البلديات والدوائر الحكومية على مطالبهم المحقة، وفق تأكيدهم “سيما مع انهيار العملة الوطنية وتضخم الأسعار التي تشهد ارتفاعاً لا مثيل له”، ويجزم الموظفون بأنهم سيضغطون بإتجاه مطالبهم ولن يحيدوا عنها قيد انملة، سيما وأن الراتب الشهري للعامل لا يكفي اسبوعاً واحداً وفق ما اعلنت نقابة عمال وموظفي بلدية النبطية، التي أكدت الالتزام بالاضراب لثلاثة ايام متواصلة، لان العمال هم في خط المواجهة الاولى مع كل الازمات واكثر الناس تأثراً بالازمة.

وفيما الادارات معطلة، دخلت القهوة والجبنة واللبنة على خط المقاطعة، فأسعارها تخطت المعقول، وباتت “وقية” البن توازي اجرة يوم عمل للمياوم، أي 25 الف ليرة، ما يعني “بح قهوة” او تقنين في شربها، فالكوب الذي كان بـ250 ليرة تجاوز سقف الـ4000 ليرة والحبل على الجرار. ارتفاع انعكس على العاملين في مهنة “الاكسبرس” الذين باتوا في قلب المعركة، بعدما تراجعت حركة البيع لديهم الى اكثر من النصف، وباتت لقمة عيشهم التي لجأوا اليها هرباً من البطالة مهددة، “مين بدو يشتري فنجان قهوة بـ4000 ليرة”؟ يسأل علي لافتاً الى تراجع كبير في حركة البيع وهي مرجحة للتفاقم أكثر اذا استمر حال البلد على ما هو عليه.