IMLebanon

 أديب يرفض العودة إلى تأليف الحكومة

 كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:

بعد لقاءات الڤاتيكان، واجتماع وزراء خارجية أميركا والسعودية وفرنسا في روما، وتوجيهات البابا، ونصائح الخارجية الأميركية بتسريع تشكيل الحكومة في لبنان كمدخل إلزامي لمعالجة المشكلات، تحولت الأنظار إلى الملف الحكومي المعلق على طموحات رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الرئاسية.

وجديد هذا الملف أن الرئيس المكلف سعد الحريري بصدد القيام بجولة عربية تبدأ في مصر، فيما يتابع باسيل حملته على تكليفه مطالبا اياه بحسم أمره، إما بتأليف الحكومة أو بالاعتذار، وأن يكون على مجلس النواب تعديل الدستور من أجل وضع مهلة محددة للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة أو استعادة قرار التكليف منه.

ويظهر من تعثر مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وتبدد مساعي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن باسيل المعرقل الرئيسي للحكومة مستعد لتقديم بعض التسهيلات، إنما للحريري شخصيا لا للوسطاء، لكن الحريري الحاصل على تزكية الغرب والشرق لن يلتقيه قبل أن يصرح بعزمه إعطاء الحكومة العتيدة الثقة في مجلس النواب، فيما يمتنع باسيل عن أن يقول «فول قبل أن يصبح في المكيول»، وبمعنى اوضح، أن يتلقى وعدا حريريا بالدعم في معركة رئاسة الجمهورية من الآن.

حملة الضغط على الحريري استمدت جديتها من ذهاب الفريق الرئاسي إلى حد البحث المباشر عن البديل اقتناعا بأن اعتذار الحريري بات من باب تحصيل الحاصل.

وفي معلومات «الأنباء» أن النظر الرئاسي وقع مجددا على سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب الذي كان كلف بتشكيل الحكومة سابقا، لكن سرعان ما اعتذر وقفل عائدا إلى سفارته في برلين بعدما أدرك صعوبة العراقيل الموضوعة في طريقه.

وفي المعلومات أيضا، أن الفريق الرئاسي أوفد نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر الى المانيا للقاء السفير اديب، حيث استمزجته الرأي بإمكان إعادة تكليفه بتأليف الحكومة في حال اعتذر سعد الحريري، وكان جواب اديب الاعتذار عن قبول التأليف مجددا «لأن الذي يحمله الحريري الآن حملته انا قبله، فكيف يكون ما معي الآن مقبولا ومرفوضا مع الحريري؟».

ويبقى الرهان على ما بعد لقاءات روما والڤاتيكان خصوصا حيث أطلق البابا فرنسيس رسالة تحذيرية إلى الداخل اللبناني منبها من خطر زوال لبنان، وأخرى للخارج المتعاطي مع أزمة لبنان الوجودية، بيدين ترتديان القفازات، فقد طالب مسؤولي الداخل بالتخلي عن المصالح الخاصة من أجل الصالح العام، وبالتوقف عن استخدام لبنان لمصالح خارجية، وحث الخارج على مضاعفة جهود الإنقاذ.

وحتى لا يصل لبنان إلى حالة الانطفاء التام كان توجه البابا إلى الأسرة الدولية للقيام بجهد مشترك كي لا ينهار بلد الرسالة، عبر تركه لمصيره تحت رحمة «هؤلاء الذين يسعون من دون ضمير إلى مصالحهم الشخصية»، وقال: كفى ان تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس، كفى استخدام لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب خارجية، وتذكروا أنه ليس هناك سلام من دون عدل.

وأبرز توجهات اللقاء الڤاتيكاني مواصلة الديبلوماسية البابوية طرح ملف لبنان في الاتصالات الدولية والعمل على استكمال تطبيق اتفاق الطائف والتفرغ إلى الحديث عن اللامركزية في لبنان، مع طرح المؤتمر الدولي وحياد لبنان من جانب البطريرك الماروني بشارة الراعي وهو امر مؤيد من الڤاتيكان.

وتعليقا على لقاءات الڤاتيكان، أكد الرئيس عون أن اللبنانيين ينتظرون زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى بلادهم لكي يعلن معهم قيامة لبنان من كبواته وليؤكدوا أنهم استحقوا وطنهم وقد عملوا معا على استنهاضه وصون وحدتهم الوطنية التي تبقى درع حمايته الأسمى والتي بها يبقى وطن الحضور والرسالة.

أما الرئيس نبيه بري فقد دعا الى تلاقي: الدعاء بالعمل الصادق لإنقاذ لبنان وإنزاله عن جلجلة المصالح الشخصية والأحقاد، هي دعوة صادقة من أهل الأرض لرب السماء.

وكان البطريرك بشارة الراعي اعتبر أن ما قام به البابا فرنسيس والدعوة التي وجهها لرؤساء الكنائس لزيارة الفاتيكان حرك الرأي العام العالمي وباتت كل الأنظار موجهة إلى لبنان.

وقال لقناة «ام تي ڤي»: لا شيء يمنع البابا من دعوة السياسيين والرؤساء الروحيين المسلمين اليه، فهو مصمم على الموضوع اللبناني، ومن جهتي سأتصل بالمسؤولين فردا فردا وبالقادة الروحيين المسلمين لمتابعة نتائج لقاءات الڤاتيكان.