IMLebanon

أبو فاعور: المواطن يريد حكومة تؤمن قوته ودواءه

رأى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن “المواطن سئم وسئمنا معه كل هذا الصراع الحالي على الصلاحيات وكل هذا الجدل على الأعراف، وكل هذا النقاش الممجوج عن وحدة المعايير، وكل هذه المعادلات الرقمية والحسابية التي يجرى النقاش عنها في الحكومات. المواطن يريد حكومة ويريد ان يأكل ويشرب ويريد دواء وبنزينا، تفضلوا طعموه صلاحيات واعرافا ووحدة معايير وارسلوا كل ليلة لكل مواطن وجبة وحدة معايير يأكلها، وللمواطن المريض ارسلوا له حبة وحدة معايير، ضعها تحت لسانك ويمشي حالك”.

كلام أبو فاعور جاء خلال مشاركته مع مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي هشام ناصرالدين وأمين سر المفوضية حمد أبو حلا، في احتفال قسم اليمين الحزبي لمنتسبات ومنتسبين إلى صفوف التقدمي، في باحة مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، في حضور وكيل داخلية التقدمي في البقاع الجنوبي رباح القاضي والوكلاء السابقين علي فايق ونواف التقي ونائب رئيس “جبهة التحرر العمالي النقابي” أكرم عربي وفارس فايق وأعضاء وكالة الداخلية والمعتمدين ومدراء فروع ومسؤولي منظمة الشباب التقدمي والاتحاد النسائي والكشاف والمنتسبين الجدد وكوادر حزبية.

وقال في كلمته: “مفوض داخلية الحزب الرفيق هشام ناصرالدين، الرفيقات والرفاق في الحزب،المنتسبات والمنتسبين الجدد إلى الحزب. أولا اشتقنا لكم واشتقنا لأن نلتقي بكم في هذه الساحة التي شهدت منذ العام 2005 على كل معارك الحزب التقدمي الاشتراكي في هذه المنطقة. هذه الساحة التي صدحت فيها اصواتكم، أصوات التحفز والانتصار. هذه الساحة التي سهرتم فيها الليالي تعملون وتكدون وتكدحون لأجل الانتصارات الدائمة. هذه الساحة التي شهدتم فيها مرات ومرات كيف يرتفع علم الحزب خفاقا عاليا. هذه الساحة التي ستشهد بعد أشهر قليلة ارتفاع أعلام الحزب ولو علت أصوات البعض تشكك بهذا الأمر, التحية للرفيقات والرفاق الذين انتسبوا أو ينتسبون اليوم إلى الحزب التقدمي الاشتراكي. هنيئا لكم وأهلا بكم، هنيئا لكم على هذا الانتساب الشريف، وأهلا بكم إلى هذه المسيرة الصعبة، ولكن المشرفة. هنيئا لكم وأهلا وسهلا بكم في هذا الحزب الذي لم يخذل يوما أهله وقناعاته وناسه ومجتمعه ووطنه، ووجودكم اليوم في احتفال القسم هذا الذي أراده الرفاق في وكالة الداخلية لقاء حزبيا للمنتسبات والمنتسبين وللرفيقات والرفاق الحزبيين على امتداد هذه المنطقة بدون دعوات عامة وبدون حضور عام. هذا الانتساب اليوم هو الرد العملي والحقيقي على كل ما يرجم ويرشق به الحزب التقدمي الاشتراكي في هذه الأيام، ونرشق بالتنكر وبالبذاءة من بعض أهل البذاءة، ونصبر صبر الأهل على أبنائهم”.

وأضاف: “نحن نعرف ونقاسي في هذه الأيام ما نقاسيه من بعض المواقف التي لا تتنكر فقط لتاريخ الحزب ولحاضره وتضحياته فحسب، بل ترجم هذا الحزب ليل نهار بأقسى النعوت والأوصاف. نحن نحترم الرأي الآخر والفكرة الأخرى، ونعرف أن هناك فشلا ما بعده فشل في إدارة الحياة العامة في البلاد، ونعرف أن هناك سقوطا ما بعده سقوط وكل وضعنا الاقتصادي والاجتماعي والدستوري والمؤسساتي، ونعرف أن السياسات التي اعتمدت على مدى كل السنوات الماضية كانت ممارسات خاطئة ونحن على استعداد لتحمل قسطنا من المسؤولية. نحن على استعداد في المكان الذي أخطأنا فيه أن نقول إننا أخطأنا، وفي المكان الذي قصرنا إننا قصرنا، وفي المكان الذي لم نقم بواجبنا فيه إننا لم نقم بواجبنا، ولكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، هذا ما لا نقبل به، وأدعو الرفيقات والرفاق المنتسبين والمنتسبات الجدد والقدامى، إلى ألا نرد على البذاءة بالبذاءة، والشتيمة بالشتيمة والجحود بالجحود.

وتابع: “أولا نحن نعرف أنفسنا جيدا، ونعرف تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وإذا كان هناك رأي آخر فنحن مستعدون للاستماع إليه والتحدث معه، والتفاهم والتقاطع معه والاختلاف معه، أما أن تصل الأمور إلى حدود الاعتداءات وعدم تقديم أي مواقف موضوعية، فهذا ما لا يمكن أن نقبل به، وعندما أقول لا نقبل به فهذا لا يعني أننا سنرد على الشتيمة بالشتيمة، بل سنرد على الرأي بالرأي الحر وسنتجاهل الشتيمة. يقولون لنا أنتم غنم. نحن الغنم الذي أسقط الرئيس بشارة الخوري في العام 1952، ونحن أسقطنا الرئيس كميل شمعون في العام 1958، ونحن قدمنا مشروع التغيير الديموقراطي الوحيد في لبنان، ونحن صنعنا اللغة التي تتكلمون بها الآن، فكرة المساواة والعدالة الاجتماعية، وصنعنا فكرة الدولة المدنية والإنماء المتوازن، ونحن نصرنا الثورة الفلسطينية وأسسنا الخيار المقاوم الحقيقي الصافي الوطني في هذا البلد، ونحن أسقطنا 17 ايار في العام 1982، وأخرجنا الجيش السوري والمخابرات السورية من لبنان في العام 2005 وأعدنا كرامة الوطنيين في هذا الوطن، وأعدنا للمناطق المحرومة والمنسية حقوقها. نعم نحن الغنم، فرجونا يا أسود حضرتكم شو رح تعملوا، غير الشتيمة والمسبات والنكد وقلة الهيبة”.

وقال: “لم نشتر رخصة حزبنا كما بعض الأحزاب. بعض الناس الذين يتكلمون بالتغيير اليوم اشتروا رخصة حزبهم بالأموال، انباع حزب وانشرى حزب. نحن لم نشتر وجودنا بالحياة السياسية على السوشيال ميديا، نحن رخصة حزبنا بآلاف الشهداء وآلاف التضحيات والنضالات والأوجاع، من أهل راشيا لكل المناطق. أهل راشيا الذين تحملوا ما لا يحمل أيام القهر والعزل والضغوطات. نحن لم نشتر حزبنا ولم نصطنعه اصطناعا. حزبنا حقيقي، ونحن لسنا سوشيال ميديا ولسنا virtual، لسنا شيئا خرافيا”.

وتوجه الى المنتسبين الجدد: “وجودكم اليوم هو الرد الفعلي والعملي على كل هذه القرقعة والطقطقة وكل هذا العالم الافتراضي الذي يعيشون فيه. عندما تسمع شخصا يتكلم تشعر بأنه يمثل الحزب الشيوعي الصيني أو حزبا يضم نحو 3 أو 4 ملايين منتسب، بينما على الأرض عليك أن تستخدم الميكروسكوب لتراه. أرني على الأرض من أنت وماذا تمثل. لا تمثل شيئا، فقط مسبات وشتائم وإقطاع. نحن متهمون بأننا إقطاع نعم نحن الإقطاع، أنظروا إلى راشيا قبل أن تكون تحت سيطرة الإقطاع واين أصبحت بعد هذا الإقطاع. نحن نتشرف ونفتخر بهكذا إقطاع إذا أردتم أن تسموه إقطاعا. تتعلمون اليوم اللغة التي صنعناها نحن هذه ألف باء الحريات والديموقراطية ودولة مدنية وحق المواطنين والمساواة والعدالة الاجتماعية، نحن دفعنا ثمنها دم كمال جنبلاط، فقط لتتذكروا أن مشروع التغيير الديموقراطي الوحيد الذي طرح في هذا البلد هو المشروع الذي طرحه كمال جنبلاط، ولتتذكروا فقط أنه عند استشهاد كمال جنبلاط دفن مشروع التغيير الديموقراطي ودفنت كل الأفكار الثورية التي حملها”.

وأردف: “في السياسة نحن لسنا جزءا من الصراعات السياسية التي تحصل اليوم سواء على تشكيل الحكومة او على ضفافها، ليس لأننا بلا قناعات ولكن لاننا نرى أن الاولوية لتشكيل الحكومة. وفي مسألة الصلاحيات والطائف نحن لسنا محايدين. لسنا من صناع الطائف، نحن صناع الطائف. غيرنا يتحدث عنه بموقف نظري ونحن دفعنا شهداء وتضحيات لأجل إقرار الطائف. دماء شهدائنا في سوق الغرب هي التي فتحت طريق الطائف، وشهداء جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد كمال جنبلاط هي التي صنعت اتفاق الطائف، فنحن لسنا محايدين ولا غير معنيين، واكثر من ذلك، فيما يعني البيان الذي صدر عن دار الفتوى نحن نؤيده في ما خص الصلاحيات والتمسك بالطائف ونعرف ان هناك من يتربص شرا بالطائف ولا يريده، واكثر من ذلك، اذا كان الأمر له علاقة بعلاقتنا بالرئيس سعد الحريري فرغم التباين السياسي الحاصل حاليا، يبقى سعد الحريري اقرب الينا من الكثيرين الكثيرين في هذا البلد. ولكن جل ما نقوله انه ليس الوقت المناسب الآن لحسم كل هذه الاشكاليات التاريخية”.

وقال: “صراع الصلاحيات والنفوذ من عمر لبنان وقبله ومن قبل لبنان الكبير وبعده وقبل الطائف وبعده وقبل الدوحة وبعدها واليوم وغدا وبعد 15 سنة، هذا الصراع سيبقى قائما ولا نستطيع ان نبقي المواطن رهينة لهذا الانقسام التاريخي الذي بدأ في القدم وقد يستمر الى الأزل. إذا كان البعض لا يرى اننا اصبحنا على ابواب انفجار اجتماعي واضطراب أهلي بين اللبنانيين قد لا يبقي ولا يذري، فاسمعوا الاخبار، كل لحظة هناك مشكلة في مكان وقتيل في مكان آخر أو جريح او خلاف هنا وهناك، على محطة البنزين وفي الصيدلية مشكلة وفي المستشفى ايضا، فعندما ندخل بصدام اهلي وتنهار مؤسسات الدولة، ساعتئذ نبدأ من جديد بكل هذا النقاش، لذا نأمل ان يتم الإصغاء الى دعوة وليد جنبلاط إلى التسوية لأن التسوية مهما كانت الاثمان تبقى اقل كلفة على اللبنانيين من هذا الاستعصاء الحالي والاستحالة والقهر والذل الذي يعيشه المواطن”.

وختم بتوجيه “التحية الى الرفيقات والرفاق والمنتسبين الجدد في هذه المسيرة الحزبية وتحت علم الحزب الذي خيضت تحته نضالات وسقط شهداء هذه الراية التي مهما ذهبتم لن تجدوا راية اشرف من راية كمال جنبلاط ووليد وتيمور جنبلاط وراية الحزب”.