IMLebanon

ناقلتا نفط إيرانيتان إلى لبنان!

جاء في “الجريدة الكويتية”:

تتجه ناقلتا نفط إيرانيتان ضخمتان محملتان بالوقود إلى المياه الإقليمية اللبنانية، لتنضما إلى سفينة وقود وصلت الشهر الماضي إلى تخوم المياه اللبنانية، لكن السلطات اللبنانية رفضت منحها ترخيصاً للرسو في مرفأ بيروت وتفريغ حمولتها، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على استيراد الوقود من إيران.

وتدرس طهران طرقاً بديلة لإيصال النفط إلى حلفائها في بيروت، إذا لم تنجح مفاوضات فيينا في إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها، بحسب ما قال مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وكشف المصدر، لـ «الجريدة»، أن الحديث يدور تحديداً حول خيارين ممكنين يحتاجان إلى موافقة موسكو: الأول تفريغ الوقود في سورية ونقله براً إلى لبنان بالشاحنات والصهاريج، والثاني أن تجري طهران وموسكو صفقة SWAP، تُسلِّم بموجبها طهران كمية محددة من النفط لموسكو في أي مكان آخر، مقابل أن تقوم الأخيرة بإيصال الكمية نفسها إلى لبنان، ولكن من الوقود الروسي، عبر اتفاق خاص بين البلدين.

وأشار إلى أن ملف إيصال الوقود إلى لبنان بات بيد وزير النفط السابق رستم قاسمي، الذي يشغل منصب مساعد قائد «فيلق القدس»، ويعد المرشح الأوفر حظاً لتسلُّم وزارة النفط في حكومة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي.

وأضاف أن قاسمي أسّس في لبنان، عبر شخصيات لبنانية معتمدة لدى طهران، شركة استيراد وتصدير للبترول والمشتقات النفطية، قامت رسمياً باستيراد البنزين والمازوت، الذي تحمله السفن الإيرانية، على أن تمنح السلطات في بيروت إذناً للشركة، وفي حال أرادت الولايات المتحدة معاقبة لبنان فيمكنها فرض عقوبات على هذه الشركة، لكن السفارة الأميركية في بيروت، بحسب المصدر، قامت بضغوط كبيرة وصلت إلى حد التهديد بفرض عقوبات تشمل قطاعات عامة في الدولة، إذا أُعطي الإذن للناقلات الإيرانية بالرسو في بيروت.

وقال إن العرض الإيراني لموسكو فتح نقاشاً ساخناً في طهران، خصوصاً أنه جاء مصحوباً بتعهد أن يساهم حلفاء إيران اللبنانيون بتسهيل حصول الشركات الروسية على عقود لإعادة بناء وتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية وعقود تنقيب عن الغاز والنفط.

وأوضح المصدر أن أوساطاً في الحلف الإيراني تدافع عن تسهيل الدور الروسي في لبنان، بينها «حزب الله» الذي يعتقد أنه إذا دخل الروس على الخط فسوف تتغير حسابات إسرائيل في حال أرادت قصف محطات كهرباء أو منشآت نفطية وغازية، لكن جهات أخرى تعارض بشدة منح موسكو دوراً على طبق من ذهب، وتعتبر أن ذلك يعني وضع كل ما حصلّته طهران في لبنان بجيب الروس، مذكرين بما حصل في سورية المجاورة.

ويلفت هؤلاء المعارضون إلى أنه بدل أن تتحول روسيا إلى حليف لإيران في سورية أصبحت منافسة للنفوذ الإيراني، وأنه بحال وجدت موسكو موطئ قدم في لبنان فإن السيناريو نفسه سيتكرر.

وعلى الرغم من هذا النقاش، يقول المصدر إن طهران ليست في موضع ضعف، خصوصاً أنها ليست مستعجلة على حل أزمة لبنان النفطية، وإذا نجحت مفاوضات فيينا ورفعت العقوبات الأميركية عنها، فإن «الأغلبية السياسية والنيابية» اللبنانية المتحالفة معها لن تتردد للحظة في استيراد النفط الإيراني «شرعياً»، وهكذا تكون إيران تجنبت إعطاء «قطعة من الجبنة» للروس من حصتها في لبنان.