IMLebanon

لبنان يختنق والحلول تستعصي في الداخل والخارج

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية:

يقترب لبنان من الانفجار الأكبر، إذ تتوالى الأزمات وتتعاظم إلى درجة اختناق اللبنانيين وفقدانهم أي قدرة على التنفس.

كل اللقاءات الدولية، التي عقدت في الفترة السابقة، لم تؤدِّ إلى أي جديد، فلا الخارج ينتج حلاً ولا الداخل قادر على إنتاج حل.

ودفع استمرار الاستعصاء عدداً من السفراء إلى ممارسة ضغوط على حكومة تصريف الأعمال ورئيسها حسان دياب، لتفعيل حكومته من أجل مواكبة التطورات، لكن الأخير يرفض ويصر على الخروج من المشهد، لذلك وجه دعوة إلى السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية وأطلق أمامهم صرخة واضحة بأن لبنان يقترب من الانفجار الاجتماعي الكبير، معتبراً أن البلد يتعرض لحصار دولي.

وأثارت عبارة دياب هذه، وفق ما تكشف مصادر شاركت في الاجتماع، انتفاضة من السفيرة الفرنسية، التي رفضت الاتهامات للمجتمع الدولي، معددةً حجم المساعدات التي قُدمت بالإضافة إلى المساعي السياسية التي بذلت، بينما اللبنانيون لا يساعدون أنفسهم.

كلام دياب، خلال الاجتماع وفي المؤتمر الصحافي الذي تبعه، ودعوته المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، يأتي في سياق التبرؤ مما هو آتٍ، وعلى ما يبدو وفق المعطيات فإن ما سيأتي سيكون أخطر وأكثر تفجراً.

ولا تزال المصادر الدبلوماسية تؤكد أن البحث في اجتماع روما بين وزراء خارجية أميركا وفرنسا والسعودية، تَركّز على كيفية إدارة الانهيار لا منعه، وسط معطيات تفيد بأن «الارتطام الكبير» سيكون ذا ارتدادات زلزالية.

وبدأت بعض مراكز القرار الدولية تعدّ دراسات لما سيكون عليه الواقع اللبناني في الخريف المقبل، بعد انتهاء موسم الاصطياف ومغادرة المغتربين، وبالتالي تجفيف منابع دخول الأموال، واتجاه العائلات للتحضير للعام الدراسي.

وتتركز الأسئلة حول كيفية تأمين المستلزمات المدرسية من أبسط الاحتياجات، بالإضافة إلى توفير آليات لنقل المعلمين والطلاب، وتصل هذه الدراسات إلى تقديرات بأن العام المقبل سيكون مأساوياً إذا لم تحصل معجزة.

وتفيد مصادر دبلوماسية بأن دولاً عديدة لا تزال تنتظر جواباً من السعودية بشأن استعدادها للتدخل من أجل مساعدة لبنان، غير أن الجواب لم يأت حتى الآن، لكن السفير السعودي وليد البخاري غادر إلى الرياض في زيارة سريعة، وقد يكون هناك قرار بهذا الشأن.

ومن المقرر أن يعود البخاري إلى بيروت قبل الخميس، ليشارك في احتفال يقام بالصرح البطريركي في بكركي، بمناسبة بلوغ العلاقات السعودية مع البطريركية المارونية 100 سنة، وسيلقي خلاله كلمة تجدُر مراقبتها لاستقراء واستشراف المرحلة المقبلة.

في الأثناء، برزت زيارة هي الثالثة من نوعها في غضون عام، لوزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن إلى بيروت، ما يؤشر إلى اهتمام قطري بالغ بالوضع اللبناني، لكنه اهتمام يبقى في إطار الحرص على التعاون العربي والدولي حول الملف اللبناني، مع إبداء الاستعداد الدائم لتقديم المساعدات في حال شكلت حكومة ووضعت خططاً اقتصادية تتلاءم مع شروط صندوق النقد الدولي.

وبينما جدد بن عبدالرحمن التأكيد على برنامج المساعدات، الذي التزمت به الدوحة، لإعادة إعمار وترميم عدد من المدارس والمستشفيات والوحدات السكنية، عقب تفجير مرفأ بيروت، كان اللقاء الأهم في زيارته إلى قائد الجيش جوزيف عون، وسط بحث مركز على كيفية تقديم مساعدات مالية وعسكرية ولوجستية للجيش، انطلاقاً من الحفاظ على استقرار لبنان وحماية المجتمع فيه، ولتخفيف حدة الانعكاسات السلبية للوضع الاجتماعي على المؤسسة العسكرية ضباطاً وعناصر.

سياسياً، تتجه الأنظار إلى الخطوة المقبلة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي عاد قبل أيام إلى بيروت وأجرى لقاءات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء الحكومة السابقين وكتلة تيار «المستقبل».

وقالت مصادر قريبة من الحريري إنه أقرب إلى الاعتذار عن عدم قبول التكليف، لكنه ينتظر التوقيت المناسب، في حين لا يزال بري يفضل عدم الاعتذار أو أن يسمي الحريري بديله في حال قرر الاعتذار.