IMLebanon

أمين الجميل: نحن رواد مصلحة وطنية عليا لا أنانية وتفرقة

أحيا قسم كفرعبيدا الكتائبي، ذكرى شهداء البلدة الذين سقطوا في الحرب، في قداس قرب مدفنهم في باحة كنيسة سيدة الخندق.

احتفل بالذبيحة الالهية خادم الرعية المونسنيور بطرس خليل عاونه الشماس نسيب الفغالي، في حضور الرئيس الأسبق أمين الجميل، رئيس إقليم البترون الكتائبي النائب السابق سامر سعاده، نقيب الطوبوغرافيين العرب الدكتور سركيس فدعوس، ممثلة بلدية كفرعبيدا عضو المجلس البلدي أرليت سركيس، مختار كفرعبيدا أنطوان رومانس، منسق حزب الكتائب في أميركا جو راشد، رئيس إقليم الكورة ماك جبور، ممثل مصلحة الشهداء عبدو عبدالله، رئيس مصلحة القطاع العام فيليب يوسف فيليب، رئيس مصلحة الانتخابات رالف صهيون، مستشار الرئيس للشؤون الخارجية مروان عبدالله، ممثل حزب “القوات اللبنانية” رفيق شاهين وممثلة “التيار الوطني الحر” كارلا الخوري، أعضاء مجلس بلدية كفرعبيدا، الأستاذ رفيق الفغالي، رئيس قسم كفرعبيدا ميشال بطرس، ممثلي جمعيات واندية ورؤساء أقسام وأعضاء من مجالس أقاليم الكورة وجبيل والبترون وأهالي الشهداء وعدد من أهالي البلدة.

وقال خليل خلال العظة بعد الإنجيل المقدس: “من يحب وطنه يبذل ذاته في سبيله ولا يتاجر لكي يخسر وطن. نحن اليوم نحتفل بالذبيحة الالهية بعد مرور 45 سنة على هجوم شكا وصد الهجوم الذي سقط فيه شهداء من كفرعبيدا وغيرها ونحتفل بالذبيحة الالهية لراحة نفوس شباب قدموا ذاتهم على مذبح الوطن وعلى مذبح الكنيسة لذلك هم شهداء.” وتوجه إلى الجميل بالقول:” أعتذر منكم فخامة الرئيس انا لا أسميهم شهداء الكتائب بل الشهداء فقط، لأن كل من بذل ذاته من أجل الحفاظ على كنيسته وشعبه إنما فعل ذلك بدافع إيمان لا بدافع معاشات ولا بدافع انتماء حزبي. الشباب حملوا سلاح الصيد في 1975 و 1976 حتى يحموا الوجود المسيحي في لبنان وحتى لا يكون لبنان أرضا لناس أحببناهم واستقبلناهم وفتحنا قلوبنا وأسكناهم في أجمل المناطق في لبنان فاعتقدوا أننا ضعفاء باستطاعتهم إزالتنا بمعركتين او ثلاثة ويحضرون البواخر التي كانت جاهزة ويتخلصوا منا”.

وأضاف: “من هنا، وبإيمان الشباب نحن ما زلنا هنا، بدمهم وتضحياتهم. الكنيسة لا تزال تدق أجراسها وحضورنا، بالرغم من كل ما يحصل اليوم من انحطاط سياسي واجتماعي ومادي واقتصادي وعائلي وكنسي نحن ما زلنا موجودين وبنعمة ربنا نحن نبقى موجودين عندما نستشهد كل يوم على مذبح يسوع المسيح الشهيد الأول والشهيد الأعظم، ملكنا الذي قدم ذاته على الصليب لكي يخلص البشرية، كل البشرية. لذلك، شهداؤنا لم يموتوا لكي يخلصوا المسيحيين فقط بل بالاضافة الى كنيسة لبنان ولكي تبقى اجراسنا تدق، قدموا ذاتهم حتى يبقى لبنان وطن الحرية، ملاذا لكل طالب حرية في هذا الشرق ونحن الدولة الوحيدة الديموقراطية، واليوم يعلمنا شهداؤنا امثولة مهمة جدا، أن نرص الصفوف، لأن ال14 شهيدا ليسوا فقط شهداء الكتائب بل هم شهداء المردة والقوات والتيار الوطني والإحرار والتنظيم والحراس، إذ في 1975 لم تكن الكتائب على جبهة والمردة في جبهة أخرى وغيرهم وغيرهم ولم يكن احد يبحث عن مصالحه وحصصه من الوزراء والنواب والكراسي كما يحصل اليوم، فلم يعد هناك الا كراس مهترئة وما زلنا نسعى وراء الكراسي”.

وتابع خليل: “في سنة 1975 كانت هناك جبهة لبنانية مسيحية واحدة بهدف واحد هو بقاؤنا في هذه الأرض، بقاؤنا بكرامتنا وعزنا وحريتنا في هذه الأرض لذلك سقط شهداؤنا. أما اليوم، وللأسف، الاحزاب هي للتفرقة، لتفرقة الأخ عن أخيه، والأب عن إبنه، واستغلال قرانا لمصلحة الأحزاب بدلا من العكس. مجتمعنا اليوم مشرذم بسبب الأحزاب والمطلوب رص الصفوف فلا نكون ملحقين بلا كرامة، ولا نكون بوقا لاحزاب ودول ومحاور تريد إزالة لبنان عن الخريطة. المطلوب منا اليوم، أن نكون الرواد والجميع يتبعنا لنكون رواد الحضارة والمحبة وبذل الذات في سبيل بعضنا، أن نكون شعبا مقدسا نفتدي بعضنا. إنها رسالتنا وليس الحقد والبغض والضغينة والشرذمة. عندما نكون يدا واحدة وقوة واحدة لا يمكنهم أن يكسرونا، وكل من يتغنى بالمسيحية والدفاع عن حقوق المسيحيين ولا يضحي بشيء المسيح براء منه ومن كل مسيحي معمد لا يبذل ذاته من أجل غيره ولا يقدم ذاته على مذبح الرب ولا يسعى لعيش المحبة.”

واردف: “إما ان نشهد لايماننا وإما ان نشهد لمصالحنا كما يفعل البعض اليوم، وقد أصبحنا صفر على 24 كهرباء، مياه ملوثة، النفايات في الشوارع. انها الحضارة في القرن الحادي والعشرين. انا لا احمل المسؤولية لأحد إنما هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، وهذا الواقع لا يشرفنا ابدا كمسيحيين. لذلك شهداؤنا يدعوننا اليوم لكي نتضامن ونتكاتف لكي نحافظ على وجودنا والا على الدنيا السلام. نحن لا نطلب التغيير من الزعماء بل من الشعب الذي يستطيع أن يحب زعيمه وحزبه ولكن لا يجوز أن يكون حزبه سببا لخلافه مع أخيه او مع احد أفراد عائلته كما يحصل اليوم في عدد من عائلاتنا”.

ورأى أن “الثورة لا تقوم من فوق بل من الأسفل، من الشعب، عندما ينضج الشعب ويعرف جيدا من هو الذي يبذل ذاته بعيدا من أي مصلحة، عندها يدرك من هو الشخص الذي يجب أن يتبعه. وكل من يستغل الشعب للوصول إلى الكرسي علينا أن نرذله، انا لا اتهم السياسيين بأنهم فاسدون، فالبابا يوحنا بولس الثاني أدى السياسة ولكن بات السياسيون في لبنان في تصنيف معين من كل مسؤول يزور لبنان ولا أدري إذا كانوا كلهم هكذا ولن أحمل ضميري واتمنى أن لا يكونوا كلن يعني كلن. واتمنى ألا يكونوا من صنف الانانيين الذين لا تهمهم الا جيوبهم، ولكن لا يمكنهم ان ينذروا العفة. المطلوب منا اليوم ان نصلي، ليس لارواح شهدائنا لأنهم هم يصلون من أجلنا، بل علينا أن نكون أوفياء لدمهم الذي رووا به ارض الوطن وقدسوا به ارض الوطن وانا اليوم أعني شهداء كفرعبيدا الأربعة عشر”.

وختم: “شهداؤنا الحقيقيون هم شهداء الإيمان هم الشهداء الأوفياء لوطنهم وقضيتهم ولم ينتظروا اي مقابل مادي او معنوي. نصلي لكي يعيش كل فرد منا محبته على مقياسه ويبذل ذاته من أجل غيره مهما كان لونه فنتضامن لمواجهة المؤامرة الكبرى التي تحدث عنها قداسة البابا وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلى الطوبى وكل دول العالم التي تريد أن تساعدنا فيما نحن نرفض ذلك ولا نريد الا النزول إلى قعر البئر لنموت فيه.”

الى ذلك،  قال الجميل: “أنا عدت اليوم إلى بيتي، عدت مع اهلي والجميع يعرف ماذا تعني كفرعبيدا لي، لأمين الجميل بالذات. عدنا اليوم 46 سنة إلى الوراء، واتذكر عندما اتصل بي الشيخ يوسف الضاهر وشعرت من نبرة صوته أن هناك ما يدعو للقلق في بلدة شكا وفي الكورة والبترون ولا يجوز أن نبقى يومها مكتوفي الأيدي خصوصا أن بشير لم يكن في لبنان. وعلى الفور، ولاننا كلنا شكا والبترون والكورة وكلنا في سبيل الدفاع عن الوطن، قمنا بما يفرضه علينا الواجب في ظل وضع مأساوي حيث كان الفلسطينيون يسيطرون على معظم المنطقة فأجريت اتصالات بكل قيادات بشري وزغرتا وعائلاتها لدعوتهم إلى لقاء إستثنائي في بيت الكتائب في عين عكرين في الكورة للتداول في الخطوات اللازمة لحماية المنطقة وهذا ما حصل دفاعا عن شكا ومنعا لسقوطها”.

واشار الى أنّ “الانتصار الأول قبل الانتصار في المعركة العسكرية كان تلبية دعوة الجميع واجتماع كل العائلة اللبنانية في الشمال للدفاع عن لبنان وعن الحرية والاستقلال. وضعنا كل الحساسيات جانبا وتمكننا من إعطاء الاولوية للقضية اللبنانية والمصلحة لبنان ولتحرير الأرض ويومها التقينا بروح المحبة والتضامن وتوزعنا المسؤوليات واليوم نحن نحتفل بهذه الوحدة قبل الاحتفال بالانتصار العسكري الذي جاء نتيجة الانتصار الأول، الانتصار على الذات وانتصار الوحدة في سبيل مصلحة لبنان”.

ولفت الى أنه “لطالما كانت الكتائب تنادي بالوحدة والتضامن لتحقيق الهدف الذي يخدم مصلحة لبنان. انتخابي رئيسا للجمهورية حصل نتيجة إجماع لبناني ولم أكن لأقبل يومها لو لم يكن هناك إجماع علي ومن هنا نذكر من لديه أدنى شك أننا رواد وحدة ومصلحة وطنية عليا ولسنا رواد أنانية ومصالح ذاتية وتفرقة وتمسك بأهداف خاصة وأنانيات وفئوية قاتلة. نحن نذرنا حياتنا من أجل لبنان ووحدته وسيادته ومن كفرعبيدا التي أحب وتعني لي الكثير ولن ننسى شهداءها ونذكر ايضا الشهداء الأحياء الموجودين هنا أو في أستراليا، نذكرهم في كل لحظة ونذكر الذين فارقونا جسديا وكل الشهداء الأحياء الذين كان لهم الفضل في تحرير بلدة شكا”.

وختم الجميل معربا عن حبه لكفرعبيدا وتقديره لتضحياتها وتضحياتها أهلها “وأنا جزء من هذه البلدة ومن أهلها وعائلاتها لأنني أعرف ما يحملون في قلوبهم من إيمان واندفاع في سبيل القضية اللبنانية. كفرعبيدا التي لم تتأخر يوما عندما ناداها الواجب وكانت دائما في الطليعة وأعطت الرخيص والغالي في سبيل لبنان سيد حر مستقل. واتمنى ان تبقى كفرعبيدا موحدة ومناضلة والمقاتلة في سبيل الحق والحقيقة وانا سأبقى عضوا في هذه العائلة ومعا سنبقى قلبا واحدا ويدا واحدة خصوصا في هذا الظرف الدقيق فنحافظ لبنان ونعيد لشعبه السيادة والحرية”.

كما ألقيت كلمات قدمت لها كارلا الفغالي سمعان، فشكرت لرئيس البلدية استقباله الرئيس الجميل، ونقلت اعتذاره عن عدم الحضور لـ “الدواعي الصحية المعروفة”، فكلمة رئيس القسم الذي رحب بالحضور وقال: “تصاعدوا كرائحة البخور تصاعدوا، كالترانيم والاناشيد المقدسة ، وسفكت الدماء لكي تروي أرض الوطن من الشمال إلى الجبل وبيروت. إنها كفرعبيدا منذ 44 عاما، تحمل الشعلة كالراية الشامخة وجاء الرابع من آب وفي البيت المركزي أبى الامين العام إلا أن يشارك بيروت زلزالها بأقل من الاستشهاد. نعم كنا هكذا وسنبقى، في السلم كما في الحرب، كلما نادى الوطن نلبي النداء وعندما يحين موعد الحسم تقول الكتائب كلمتها، نعم لاستقالة النواب فنحن نرفض أن نكون شهود زور ولا نشهد الا للحق، هكذا علمنا شهداؤنا وهكذا علمتنا كفرعبيدا. واليوم، ماذا نقول للوطن الجريح، ماذا نقول للشعب المعذب؟ استيقظوا ايها الشباب، استيقظوا لكي ينهض لبنان كطائر الفينيق، فالموت لا يليق بنا ولا يليق بالارز الا الشموخ. رحم الله الشهداء وستبقى ذكراهم خالدة”.

بدوره، شكر سعاده كل من شارك في تنظيم اللقاء. وقال: “كما في كل تموز من كل عام نلتقي هنا لأن رمزية شهر تموز في البترون هي رمزية الشهادة والمقاومة التي كان فخامة الرئيس على رأسها في قيادة معركة تحرير المنطقة. نلتقي اليوم لإحياء ذكرى 14 شهيدا من هذه البلدة لنتذكر من خلالهم آلاف الشهداء الذين سقطوا على امتداد هذا الوطن. هؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل القضية لم تكن مقاومتهم مقابل بدل مادي وهذا ليس غريبا على تلاميذ مدرسة المؤسس بيار الجميل الذي قدم الكثير في سبيل لبنان والقضية”.

وأضاف: “هؤلاء توجهوا إلى الجبهة للدفاع عن أهلهم وعائلاتهم وعن أولادهم لكي يعيشوا من بعدهم بكرامة التي سلبت منهم اليوم ويدفعون ثمنها ذلا في السوبرماركت ومحطات المحروقات والصيدليات والمستشفيات والمدارس. للأسف أن هناك جيلا في لبنان يولد على العتمة، ليس عتمة الكهرباء فقط، بل عتمة الظلامة والظلم التي أوصلتنا إليها طبقة سياسية فاسدة وحولوا البلد إلى سلعة لملء جيوبهم ومراكمة الثروات ويستغلوه ويعيشوا هم بكرامة ويتقاسموا الحصص فيما شعبهم يعيش الذل كل يوم. صحيح أننا من المنادين بالوحدة ولكن الوحدة ليست هدفا بل هي الوسيلة والهدف هو القضية ولبنان.”

واعتبر: “عندما نختلف حول القضية والهدف لا قيمة للوحدة. نحن معشر الكتائبيين، زرعنا وتعبنا وقدمنا التضحيات والشهداء ولكننا لم نقطف ثمار زرعنا وجاء غيرنا يحصد ما زرعنا وبالرغم من كل ذلك لم تكن لدينا مشكلة طالما أن القضية هي الهدف ولكن ما تبين لاحقا ان السلطة هي الهدف وعندما غبنا عن قيادة المسيرة رأينا لبنان كسفينة تتلاطمها الأمواج والعناية الالهية وحدها اليوم تحميها من الغرق. كنا نسمع الرعيل الأول ومنهم والدي يقولون المستقبل كفيل بأن يظهر تضحياتنا للبنان وفخامة الرئيس كان يردد دائما ذلك ولكن آن الأوان ان تظهر الحقيقة ونقول للناس حقيقة كل الأمور كما هي”.

وانتقد “التسوية – الصفقة وانتخاب رئيس من صلب 8 آذار وكانت الحجة يومها المصالحة المسيحية التي تبيت لاحقا انها محاصصة وليست مصالحة، وما ظهر ان هناك صفقة وتقاسم حصص علما بأننا كنا ضد المصالحة المسيحية التي أصبحت في خبر كان. أما قانون الانتخابات الذي حذرنا منه فقد أوصلنا إلى وضع البلد تحت الهيمنة الايرانية وهذا ما حذرنا منه عندما كانوا يتحدثون عن إعادة حقوق المسيحيين وأي حقوق للمسيحيين اليوم واي كرامة لهم. لطالما حذرنا من انهيار البلد وهم وعدونا بازدهار وبحبوحة واتهمونا بالشؤم وها نحن ندفع ثمن أخطائهم اليوم”.

وختم: “التزامنا اليوم تجاه أهلنا إعادة الإيمان والقوة إلى قلوب اللبنانيين ولن يتحقق ذلك الا بإعادة قيادة المسيرة الى الكتائب التي تبين أن تراجع الكتائب أودى بلبنان إلى الهاوية وسنسعى لانتشاله منها ولن تثنينا التهم الجديدة بأننا انتقلنا إلى اليسار باعتبار ان الدفاع عن حقوق وكرامة اللبنانيين ولقمة عيشهم أصبح تهمة الا أننا فخورون بهذه التهمة مهما كانت تسمياتها، يسارا او يمينا او وسطا، سنبقى ملتزمين مع ناسنا وسنكون بالواجهة، وفي البترون بالذات”.

في الختام قدمت الدروع وهي عبارة عن صور الشهداء رسمتها الشابة هيلاري باخوس طنوس عربون وفاء وتقدير، ثم انتقل الجميع إلى مدفن الشهداء حيث وضع الجميل وسعاده أكاليل الغار.