IMLebanon

خطوة الحريري المقبلة بالتنسيق مع بري

كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:  

ما زالت الإتصالات جارية على قدم وساق حول مسار تأليف الحكومة إنما المعلومات الواردة من أكثر من جهة سياسية وحزبية وبعض المرجعيات السياسية تؤكد بأن العمل منكب حالياً على إيجاد مخرج للإعتذار الذي بات محسوماً، إنما لن يكون بمثابة هدية تقدم إلى الطرف الآخر كما تردد أوساط مقربة من الرئيس المكلف سعد الحريري بل آخر الإتصالات الجارية حول هذه المسألة تشير إلى لقاء حاسم سيعقد بين الرئيس المكلف ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وعندها قد يقوم الرئيس الحريري بزيارة بعبدا إما لتقديم تشكيلة من أربع وعشرين وزيراً سيرفضها رئيس الجمهورية وبعدها يعتذر الحريري، ولكن السيناريو الأرجح بأن يلجأ الحريري إلى الإعتذار بعدما تكون اكتملت الصورة من خلال تشاوره مع الرئيس بري على اختيار البديل والإتفاق على آفاق المرحلة القادمة وكل ما يتعلق بالتكليف والتأليف في ظل توافق بين الطرفين. وبمعنى آخر تؤكد المعلومات بأن رئيس تيار المستقبل يؤكد للمقربين منه بأن سيبقى يتواصل حتى النهاية مع رئيس المجلس النيابي ولن يقدم على أي خطوة بمعزل عنه بما في ذلك الإعتذار الذي سيكون مدروساً دون إستبعاد أن يعقد الحريري مؤتمراً صحافياً يعلن خلاله مواقف بارزة ولافتة أو عبر بيان سياسي شامل بكل ما رافق وواكب مسألة التأليف بصلة.

من هذا المنطلق، فإن الساعات المقبلة ستعتبر حاسمة على مستوى الوضع الحكومي والذي بحسب بعض كبار المرجعيات السياسية بات حالة هامشية أمام ما يحصل اليوم من تدهور إقتصادي واجتماعي ومالي خطير لأن هؤلاء يحذرون من فوضى عارمة وشغب وإضطرابات قد تقع في أي لحظة في الشارع وعندها تخرج الأمور عن مسارها نظراً لهذا الإنحدار الإقتصادي المخيف وصولاً إلى غياب المعالجات وتصاعد حدة الإنقسام السياسي بين الرؤساء والمرجعيات والزعامات السياسية مما يعني أن البلد سيبقى على حالة الإنتظار والتي ستطول، إذ هناك مؤشرات إقليمية ودولية لا تنبىء بأي خرق سيحصل على الساحة اللبنانية قبل اكتمال المشهد في فيينا مشيرين إلى ما يحصل في العراق من تصعيد ضد القواعد الأميركية، وهذا له تأثيراته أيضاً وتداعياته أيضاً على الساحة اللبنانية مما يدل على أن الأسابيع المقبلة مفصلية على كافة المستويات.

لذا ثمة ترقب للقاءات التي تحصل في السعودية وما سبقها من اجتماع ايطاليا بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية وصولاً إلى حركة الموفدين الدوليين، ولكن يظهر أن كل ذلك يصب في خانة الدعم الإنساني والإجتماعي للجيش اللبناني، إنما على مستوى التسوية أو أي حل للوضع الراهن فذلك دونه صعوبات في هذه الظروف.