IMLebanon

أي سيناريو حكومي مرتقب ما بعد الاعتذار؟

كتبت كارول سلوم في “اللواء”: 

باعتذار الرئيس سعد الحريري أمس أسدل الستار على اشهر من الطلعات والنزلات الحكومية، وفتح الباب أمام مشهد جديد وسيناريوهات جديدة ربما. صحيح أن قرار الحريري لم يأت مفاجئا إنما كان التعويل على اتفاق حول سلة تتصل بالشخصية البديلة وتفاصيل عن مرحلة العمل وغير ذلك وقد يكون قد بدأ التحضير لهذه المرحلة وينتظر أن تتظهر.

حتى الآن الشخصية البديلة غير متوافرة مع ان ثمة اتصالات اجريت مع مرشحين ثابتين، اما انعكاسات الاعتذار فمعروفة سواء على الأرض أو على الوضع العام بمجمله.

على أن بعض التحركات الخارجية في اتجاه لبنان يجدر التوقف عندها حتى وإن لم يكن لها التأثير الكبير في الملف الحكومي.

ماذا ينتظر لبنان قد يشكل السؤال الأبرز. ما هو مؤكد أن الانفراجات مستبعدة والمساعدات الدولية ستنظم إلى اللبنانيين في  السياق الانساني، البطاقة التمويلية قد تخرج إلى العلن من دون فائدة بفعل سقوطها أمام اختبار الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور.

وفي السياسة، شلل في المعالجات وربما انهيارات متواصلة بإنتظار حكومة فاعلة ومنتجة. وهنا يمكن توقع استمرار حكومة تصريف الأعمال إلى ما شاء الله إلا إذا وهذه ترجمتها محصورة بتسوية جديدة تثمر حكومة إنما وفق أي مبادرة محلية أو خارجية.

لا عودة إلى تجربة شخصية التكنوقراط لتأليف الحكومة الحالية، هذا ما تشدد عليه مصادر سياسية مطلعة عبر اللواء مشيرة إلى أن البديل عن الحريري حتى ليل امس لم يكن مطروحا أو معروفا وما يرجح هو جولة طويلة من المشاورات قد لا تحسم التكليف سريعا، في حين أن تلازم التكليف والتأليف مسألة ستعود إلى الواجهة نظرا إلى التجارب السابقة في تكليف لا سقف زمنيا له على الإطلاق.

وتقول المصادر أن معظم الأفرقاء مدعوون إلى التقييم والتخطيط وإجراء اللازم من التشاور بعدما جرى الاعتذار واخفقت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتشير إلى أن السؤال المطروح ما إذا كان في امكان الحديث عن مبادرة مشابهة بالمبادرة الفرنسية أو أن هذه المبادرة لم تنته مع انتهاء تكليف الحريري لا سيما أنها لم تكن مفصلة على قياس شخصية محددة.

وتعتبر أنه ما لم يحصل أي تسريع لوتيرة الملف الحكومي فإن الخشية تبقى قائمة من تكرار سيناريو المماطلة والذي بات أكثر من مكلف في هذه الأيام.

اما مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية فتلفت عبر اللواء إلى أن  الرئيس عون سيدعو إلى الاستشارات النيابية لتكليف شخصية قادرة على تاليف حكومة سريعة للجم الانهيار واستغلاله لغايات سياسية لبنان في غنى عنها مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية كان راغبا بشكل صادق في تشكيل حكومة مع الرئيس الحريري إنما للحريري اسبابه  التي دعته إلى أن يكون متمسكا بمقولة take it or leave it  سواء مر وقت أو لم يمر.

وتوضح أن هذه الحكومة التي تؤلف من دون اتفاق مع أحد اما تمر كما هي أو لا تمر، اما الاعتذار فكان المحتوم.

لكن أوساطا مراقبة رأت أن البديل يتفق عليه قبل الاستشارات كما جرت العادة اما اذا لم يكن هناك من بديل فإن نتيجة الاستشارات هي من تقرر.

الواقع الحكومي يترنح فهل تطول مدة الاتصالات لحسم المرشح البديل ام يتم ذلك سريعا ام يستمر التصريف الضيق إلى أجل غير مسمى في ظرف لا يتحمل التأجيل؟ إن الغد لناظره قريب.