IMLebanon

عبث صبياني

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

بعد مساكنة دامت أعواماً بين مونيك وسعيفان، وتأجيل متكرر للزواج لعدم وجود أسباب موجبة لعقد القران، حصل أن ظهرت بوادر وحام عند الشريكة، فاتفق الشريكان على عرس يجنّبهما الأقاويل والثرثرة، بيد أنهما اختلفا أولا على طبيعة العرس. مونيك تريده مدنياً، سعيفان يريده دينياً، وعلى لائحة المدعوين، وعلى الكوكتيل، وعلى فستان العرس، وعلى الطقم كحلياً سيكون أم أسود. إختلفا على تجهيز غرفة الـ baby وعلى اسم المولود إذ أصر الوالد على “سعيفان جونيور” فيما اقترحت مونيك أن يتوافقا على اسم أخف وطأة من “سعيفان جونيور”. إختلفا على الـضيافة، سعيفان إقترح مغلي مع برش جوز الهند فقط لا غير. مونيك لبطت إجرها بالأرض وأصرّت: الضيافة مغلي مع طبقة مكثفة من القلوبات وشوكولا ومرصبان وملبّس و marrons glacés و”ليكور”. سعيفان هو سليل إحدى الشخصيات الغائبة عن بال أبي عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري. هو البخيل الذي لم يتخيله الجاحظ. مونيك كريمة النفس وسخية في الحب.

إختلف الشريكان على الولادة: مونيك تريد ان يبصر مولودها النور في أوكلاهوما سيتي حيث يقيم اهلها، سعيفان يريد ان يستقبل مولوده في إحدى دساكر جبل لبنان حيث ترقد عظام أبويه وأجداده. تفاقمت الخلافات بين سعيفان ومونيك. وبات الجيران يستيقظون كل ليلة، بُعيد الثانية فجراً، على صوتين يخرقان جدار الصمت ما يشي أن حياتهما لا تُطاق. مع دخول الحامل في شهرها، أبلغت مونيك شريكها أن الوقت بدأ ينفد وصبرها كذلك. إستمهلها 48 ساعة للبت في مسألة الزواج. وفيما الجميع، من أصحاب ومراقبين، يحثون سعيفان على الإسراع بالزواج قبل أن يطل ولي العهد على هذه الدنيا بوضع قانوني مريب، فوجئت مونيك وهي في السوق “تبعزق” ما تيسر من مال على جهاز الوليد المنتظر باتصال من سكرتيرة سعيفان تطلب حضورها على عجل. إعتقدت أن العريس على قاب قوسين من جلطة دماغية. هرعت إليه فاستقبلها وهو جالس على عرشه نصف غافٍ: “شوفي مونيك نحن ما فينا نكفي، وما رح نتّفق”.

ولمعلومات القرّاء سعيفان في خريف العمر وليس ذاك العريس اللقطة الذي تتمنى العذارى وصاله ومونيك في منتصف العقد الخامس، جذابة جداً لا بل إنها سكسية. اعتبر سعيفان أن مونيك ستعذبه كثيراً كزوجة. ووجد أن غيرها أفضل منها. كل من عرف الإثنين قال ما قاله المتروبوليت الياس عودة في عظة الأحد:”ما هذا العبث الصبياني”. وما يجدر التوقف عنده أن كلام مطراننا، جاء في معرض حملته على عبث “جبلنا” و”سعدنا” ولم يقصد سعيفان ومونيك بطبيعة الحال.