IMLebanon

“آه ما عاد فينا ننام”

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

“آه على هالإيام آه ما عاد فينا ننام ” هذا ما يردده اللبنانيون في ليالي تموز القائظة، كذلك في ليالي حزيران وأيار وسائر أشهر السنة. سامي كلارك كان عذره معه لمجافاة النوم عينيه وقد أورد أسباباً وجيهة لما يؤرق لياليه منها “مرقت حدي وما حاكتني ما اطّلعت فيي ولا مسّتني” وأضاف بحرقة “ولابسة فستان ما بحبه كمان ولما بتلبسه بيكون بدا ياني زعلان” كاشفاً لمستمعيه بعض ما فعلته به حارقة قلبه “تلفنت تلفنت جاوبتني وبالقهوة تواعدنا وما لاقتني وانا بالصالون ناطر متل المجنون من طاولة لطاولة أهرب من الغارسون” وفوق ذلك “قالولي مسافرة عقلي طار وركضت ونطرتها ع المطار وسكر المطار وفتح المطار تاري هي مش عارفة بكل اللي صار”.

دعوا الحب والفساتين جانباً وتعالوا ننظر إلى ما يؤرق ليالينا.

يؤرقنا أن نستيقظ ذات يوم على تجدد الإشتباكات على محور محطة الأيتام ـ سوبر ماركت العوائل.

يؤرقنا، أن تنقطع الكهرباء بالكامل على محوري الدولة وموتور أبو عصام ويحمّض صحن اللبنة في البراد.

يؤرقنا أن يكلّف نجيب غداً، ولا يؤلّف نجيب.

يؤرقنا، أن حقوق المسيحيين، لم تستعَد بعد.

يؤرقنا، أن تعلن المصارف اللبنانية إفلاسها.

يؤرقنا أننا لا نملك، كأكثرية موصوفة، ثمن علبة كاتول للقضاء على البرغش.

يؤرقنا أننا قد لا نصلي في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى في الأعوام العشرة المقبلة.

يؤرقنا أن دواء السكري مقطوع. ودواء الضغط مقطوع. ودواء الأعصاب مقطوع. لكن سمّ الهري موجود للراغبين في حفل انتحار جماعي.

يؤرقنا أن لا نجد من يقرضنا ثمن تابوت لوداع عميد العيلة فتستعين العيلة بمعلم أيوب، وهو نجار موبيليا، لتركيب 4 مسكات للمرحوم لحمله إلى مثواه الأخير. 4 مسكات بـ 12 دولاراً على سعر صرف 25 ألف ليرة للدولار.

نومنا مضطرب جداً. الكوابيس تطاردنا. الأصحاء منا والمرضى، المتخمون والجائعون مضطربون. الحرّ يؤرقنا. حسّان دياب يؤرقنا. ريمون غجر ومدام عكر. يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، إن كبار السن، وخصوصاً بعد عمر الـ 60 يعانون من الأرق المزمن ومن اضطرابات في النوم. ويكشف فرويز أن تصلب الشرايين، وخصوصاً شرايين المخ، بسبب نقص الأوكسيجين، يسبب اضطرابات في النوم ورؤية الكوابيس. ولمعلومات فرويز ففي لبنان لا يحتاج المرء، سليماً أو عليلاً كان، إلى أن يضع رأسه على الوسادة كي يرى الكوابيس. آه ثم آه على هالإيام يا فرويز.

حتى مرتاح الضمير لا ينام.

أقرأتم ما قال صاحب الفخامة لزميلنا عماد مرمل “بالي مشغول، ولهذا أجد صعوبة في النوم احياناً”؟ الرئيس (86 عاماً) لا ينام هذه الأيام. إنه سبب آخر لأرقنا.