IMLebanon

إطفاء المولدات الخاصة في صيدا يُشعل تحرّكات

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم تُهدّئ خطوات معالجة أزمة شح المازوت من غضب الاهالي في صيدا مع الحاجة اليه في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تبين ان بعض اصحاب المولدات الخاصة لم يتسلموا حصصاً على سعر الصرف الرسمي عبر الكشف الذي اعتمد من بلدية صيدا، بينما البعض الآخر تسلم حصصاً غير كافية لتشغيل المولدات على مدار الساعة، فبقيت تعتمد التقنين القاسي، وخاصة في ساعات النهار مقابل التشغيل ليلاً، بالرغم من اللجوء الى تأمين كميات من السوق السوداء على اسعار لامست 200 الف ليرة لبنانية للتنكة الواحدة (عشرين ليتراً).

ولم تُخفِ مصادر صيداوية مطلعة لـ”نداء الوطن” خشيتها من حصول اشكالات على خلفية اضاءة احياء دون اخرى، ما دفع ببلدية صيدا الى اعداد كشف لتنظيم التوزيع، بمواكبة من النائبة بهية الحريري، وهي تسعى جاهدة الى تخفيف حدّة المعاناة عبر تأمين المازوت من جهة، وتوزيعه بعدالة وشفافية وفق عدد المولدات وقوة احصنتها وعدد المشتركين، غير ان غضب الناس لا يتوقف عند هذه التفاصيل، وانما امام تساؤلات: لماذا هذا شغّل المولد وذاك اطفأه؟

والتقنين دفع أهالي حي “الست نفيسة” الى قطع الطريق بحاويات النفايات احتجاجاً، داعين المسؤولين الى معالجة هذه المشكلة الحياتية التي باتت تؤثر على مختلف نواحي الحياة، وأوضحت القاطنة في المنطقة حياة، “ان المطلوب من صاحب المولد ان يبرّر سبب اطفاء المولد، واذا لم يحصل على المازوت ولماذا”؟ مشيرة الى ان “غضب الناس كبير نتيجة تراكم الازمات فوق بعضها البعض وآخرها الكهرباء بشقّيها الرسمي والاشتراكات، لقد بتنا نعيش في غرفة العناية الفائقة وعلى الانعاش”.

وقال الشاب علي، وهو طالب خضع لامتحانات شهادة البكالوريا الرسمية: “عشت اوقاتاً عصيبة اثناء الدراسة، بلا كهرباء واشتراك، كنت اذهب الى رفيقي للدراسة، او احرص على الدراسة نهاراً او على ضوء لمبة البطارية ليلاً، ما زاد من توتري، نعم لقد وصلنا الى هذا الحد، ننام على مشكلة ونصحو على اخرى، كيف سأبقى في لبنان، أكمل تعليمي أو أعمل فيه”؟

والاحتجاج لم ينحصر في حي الست نفيسة، بل امتدّ الى حي البراد شمالاً، والى شارع رياض الصلح عند البوابة الفوقا وغيرها من المناطق التي بقيت تعاني العتمة في ظاهرة غير مسبوقة. وقالت غادة توتنجي لـ”نداء الوطن”: “إنّ الوضع صعب، وقد تضرّرت مصالح الناس، نحن لا نتحدّث عن المنازل فقط، هناك صيدليات وبرّادات ومحال غذائية وصالونات حلاقة كلها تحتاج الى التيار الكهربائي، كي يكسب اصحابها قوت يومهم، فمن يعوّض عليهم الخسائر، خاصة في ظل الازمات المتوالية من الغلاء وارتفاع الاسعار وفقدان الادوية وسواها”؟

شمعة وحريق

وفي عين الحلوة، لم يعد الحديث عن انقطاع التيار الكهربائي وتقنين او اطفاء مولدات الاشتراكات الخاصة بسبب نفاد المازوت مجرد معاناة يومية، اذ كادت شمعة تودي بحياة عائلة فلسطينية بكاملها في حي “الرأس الاحمر” عند الطرف الشرقي للمخيم.

الحريق اندلع في منزل سمير الخطيب بعدما اضاءت العائلة شمعة لانارة الحمام من الظلام، فسقطت بعد فترة، ولولا تدخّل العناية الإلهية وانتباه الجيران للحريق والدخان لكانت العائلة النائمة المؤلفة من خمسة أطفال والأب وزوجته قضوا اختناقاً. وقد هرع الجيران الى المنزل وقاموا سريعاً بإطفاء النيران بواسطة المياه، بعدما أتت على الكثير من المحتويات حيث اقتصرت الأضرار على الماديات ولم يُصب أحد بأذى.

والى جانب المخاوف من الحرائق نتيجة الانارة بالطرق القديمة، حذرت القوة المشتركة ابناء المخيم من خطورة تخزين مادة البنزين في المنازل والاحياء السكنية في ظل ازمة شحها، لان ذلك قد يسبب كارثة كبيرة في حال اندلاع اي حريق سيما مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.