IMLebanon

حرائق لبنان السياسية والمعيشية تهيئ للفوضى

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

عززت الانتكاسة الأمنية الخطيرة التي شهدتها منطقة خلدة بين مناصري حزب الله والعشائر العربية، الهواجس من اندلاع فوضى أمنية متنقلة تستكمل سلسلة الحرائق المشتعلة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا.

فالساحة اللبنانية مهيأة للاشتعال في أي لحظة نتيجة التأزم السياسي المستمر، والذي حال دون تشكيل حكومة بعد سنة من استقالة حكومة حسان دياب، في وقت بدأت الإيجابية التي رافقت تكليف الرئيس ميقاتي تتلاشى على وقع تبادل الاتهامات بالوكالة. والأوضاع الاقتصادية والمعيشية اصبحت مرادفا للذل والحرمان في ظل انقطاع متواصل للكهرباء والدواء وارتفاع جنوني لاسعار الغذاء.

وفيما تحل الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت بغياب العدالة والحقيقة، واصطدام مسار التحقيقات بمنع رفع الحصانات عن المدعى عليهم من سياسيين وأمنيين، أمهل أهالي ضحايا انفجار المرفأ، المسؤولين 30 ساعة ليروا ماذا يريدون أن يفعلوا في مسألة الحصانات والأذونات، محذرين «من أن زمن التحركات السلمية الروتينية انتهى والتوجه نحو تحركات كسر عظم».

وعلى وقع أجواء حكومية غير مطمئنة، وهواجس امنية متجددة، تتتواصل الاستعدادات لاحياء الذكرى الاولى لانفجار المرفأ غدا الاربعاء، والتي يتصدرها أهالي الضحايا ومجموعات من الحراك المدني.

إلى ذلك، خيم الهدوء الحذر على منطقة خلدة مع تحرك الوساطات السياسية لمعالجة ذيول الاشتباكات بين حزب الله وعشائر العرب والتي اسفرت عن قتلى وجرحى.

وعلى ضوء الروايات المتضاربة، برزت هواجس من استنساخ اشتباكات خلدة في مناطق اخرى في الأيام المقبلة. فرغم محاولة حزب الله تهدئة جمهوره كشفت مصادر إعلامية «ان حزب الله لن يقبل مطلقا بلفلفة القضية وهو سلّم لائحة بأسماء مطلقي النار الى القوى الأمنية لتوقيفهم بعيدا عن أيّ ضغوطات أو تدخّلات».

وفي حين تحدث انصار حزب الله عن كمين محكم استهدف موكب تشييع علي شبلي الذي قتل في إطار الثأر من مقتل حسن غصن، أحد أبناء عشائر عرب خلدة، في حادثة تعود إلى نحو عام، ردت عشائر عرب خلدة على ما تروجه بعض وسائل الإعلام وبعض اطراف فريق الممانعة، حسب تعبيرها، بأن اشتباكات خلدة يعود سببها إلى تعرض موكب تشييع علي شبلي لكمين مسلح مدبر من قبل بعض شباب عرب خلدة، مؤكدة ان «زمرة من المشيعين المدججين بالسلاح أقدموا على إطلاق النار في الهواء بشكل استفزازي ومقصود» وعمدوا الى تمزيق صور المغدور حسن غصن، الأمر الذي روع أبناء العشائر وأدى إلى تفلت زمام الأمور وخروج الوضع عن السيطرة، فحدث ما حدث.

وتعليقا على كلام نائب حزب الله حسن فضل الله بأن حزبه «قادر على اجتثاث العصابات في خمس دقائق»، ذكرت العشائر بأن تاريخهم في خلدة يعود الى 800 سنة، وان احدا لا يقوى على اقتلاعهم.

وتعليقا على الانتكاسة الأمنية، أصدرت حركة امل بيانا اعتبرت فيه ان «هذا الارباك الأمني المشبوه في لحظة وطنية حساسة يصب في خدمة مشاريع تستهدف أمن البلد، مطالبة بوضع طريق الجنوب بعهدة الجيش والقوى الأمنية والإسراع في القبض على المرتكبين وإحالتهم أمام القضاء المختص».