IMLebanon

في ذكرى 4 آب… وقفات تضامنية ومطالبات برفع الحصانات

نظمت في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ في بيروت، وقفات تضامنية مع أهالي ضحايا 4 آب، وصدرت بيانات دعت إلى رفع الحصانات وعدم عرقلة عمل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار وإلى المشاركة الكثيفة في مسيرة ساحة الشهداء في بيروت.

وللمناسبة، نظم “التحالف الاجتماعي الوطني” في شحيم، وقفة تضامنية مع أهالي ضحايا 4 آب، أمام مسجد أبو بكر الصديق في ساحة شحيم، في حضور أهالي شهداء التفجير العميد المتقاعد جهاد عمر ومحمد علاء الدين.

وقال نزار جوهر في بيان باسم التحالف: “آن لنا أن نعود إلى تاريخنا وموقعنا الحر المحرر، وآن لنا أن نصحو من غفلتنا وننهض من كبوتنا، فقد بلغت الأمور حدا تجاوز المنطق والعقول، ولم يعد بقدرة المواطن أن يتحمل مزيدا عذابات أصبحت تشكل حالا من الإعدام اليومي، نتيجة فساد هذه السلطة وممارساتها على مدى عقود. وما يحصل اليوم في الوطن من طبقة سياسية فاسدة، إنما هو خرق لكل مواثيق القيم الأخلاقية والإنسانية. ولم يبق نوع من أنواع الفساد إلا وقامت به هذه المنظومة وأتباعها من المستفيدين، وما زالوا في مواقعهم ويحاضرون بالعفة عوض معالجة الأزمات المالية والاقتصادية والصحية. أمام هذا الانهيار، نراهم ينغمسون في مزيد من التخاصم لأجل مقعد أو وزير أو منصب، من دون أن يرف لهم جفن، فلا هم قادرون على إدارة البلاد ولا على حل الأزمات، ولا يزال الناس ينتظرون قراراتهم الفاشلة التي لم تأت يوما إلا لمصالحهم كما حصل في منع التحقيق الجنائي المالي وجريمة المرفأ”.

وأضاف: “نحن اليوم كشباب وطني في شحيم، تنادينا بعد أن التقينا صفوفا أمام محطات الوقود وعلى أبواب الصيدليات والمشافي وأمام الأفران، لوقفة كرامة وموقف موحد وصرخة واحدة رافضة هذه الطبقة السياسية التي ما سببت الا انهيارات وانقسامات، لتبقى هي المتسلطة على شؤون البلاد ومقدراتها. جئنا من صرخة المواطن الباحث عن لقمة عيشه، ومن دمعة أم مفجوعة بموت أحد أطفالها. جئنا من شباب لم يجد فرصة عمل، ومتخرجين نالوا شهاداتهم وعلقوها على الجدران. جئنا من طوابير الذل وصفوف الإهانة. جئنا من آلام المفجوعين بأبنائهم واهلهم الذين سقطوا في جريمة العصر، جريمة تفجير المرفأ، وعلى الرغم من مرور عام لم يحصلوا على الحقيقة. عام على فاجعة بيروت، والنتيجة كما سواها من النتائج التي سبقت في جرائم سابقة. اليوم نعلن تضامننا مع ذوي ضحايا جريمة المرفأ، ونطالب بوقف الخطوط الحمر في التحقيقات وكل الجرائم التي أوصلت البلد إلى الانهيار والإفلاس”.

وتابع: “نشجب جشع التجار والمحتكرين الذين انتهزوا انهيار العملة الوطنية وزادوا الأسعار على السلع أضعافا مضاعفة من دون رحمة. أصبح الطموح عند المواطن أن يحظى بصفيحة بنزين أو مازوت أو طاقة كهربائية، وأن يجد الدواء لمريض في حاجة اليه، وأن يحصل على ليترات من الزيت وعلبة حليب لرضيع. قتلوا كل الأحلام ودمروا كل الآمال وما زال البعض ينظر إلى هؤلاء على أنهم المنقذون. آن لنا أن نتحرر من عبودية الأصنام، ونفك الطوق عن العناق ونعي الأخطار التي سببها هؤلاء. آن لنا أن نقف ونكون احرارا في قرارتنا بما نملك من جرأة وقدرات وطاقات وكفاءات. آن لنا أن نقف موقفا موحدا في وجه سلطة السوء، وأن نقف مع أهلنا واخواتنا في المناطق كافة ممن جمعنا بهم الأمل والحرية والكرامة.”

وختم: ” التحالف سيكون دائما متيقظا، وسيسعى لاستنهاض كل صاحب إرادة مستقلة وفكر وطني حر، من أجل مستقبل ابنائنا والأجيال المقبلة، ومن أجل سلامة الوطن”.

وفي برجا، نظم “ثوار وأحرار إقليم الخروب”، وقفة في ساحة العين بعنوان “حصانة الفاسدين دمرت وطننا”، في ذكرى شهداء اقليم الخروب الذين سقطوا في المرفأ وهم محمد علاء الدين من كترمايا وكاظم شمس الدين من جون ومحمد دمج من برجا والعميد جهاد عمر من شحيم ومثال حوا من برجا – بعاصير، وأضيئت الشموع بمشاركة أهالي الشهداء وحشد من أبناء المنطقة وأهالي برجا.

استهلت الوقفة بالنشيد الوطني ودقيقة صمت وتلاوة سورة الفاتحة وكلمة لسمير العاكوم، ثم ألقى الشهيد الحي محمد الدقدوقي كلمة شدد فيها على أن “يوم 4 أب سيكون انتفاضة كبرى لأهالي الشهداء الذين يريدون معرفة الفاعلين”.

وشدد درويش حوحو في كلمة على أن “برجا دائما ساحة مفتوحة لكل الأحرار”. ودعا الى “المشاركة في مسيرة 4 آب في ساحة الشهداء في بيروت”. وطالبت والدة الشهيد دمج السيدة رندة غزيل في كلمة بحق ابنها وكل الشهداء. أما والدة الشهيد علاء الدين فطالبت بـ “العدالة ورفع الحصانات عن المسؤولين لمحاسبتهم”.

الى ذلك، رأى نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف في بيان، أن “الرابع من آب، جرح عميق في وجدان الشعب الذي أصيب في الصميم جسديا ومعنويا ومهنيا، ولا أدري إن كان هذا الجرح سيلتئم يوما، بغياب تحقيق عادل وشفاف عن المسؤوليين عن أسباب هذه الكارثة التي باتت تذكرنا بجريمة هيروشيما في اليابان في الحرب العالمية الثانية، والتي لا تزال محفورة في الوجدان العالمي والإنساني، على الرغم من مرور 75 عاما عليها. جرحى وقتلى ومشردون ومنكوبون وأهل مفجوعون ودمار شامل. صور كنا نشاهدها في صغرنا ونتمنى عدم تكرارها. لكنها عادت عن طريق انفجار مرفأ بيروت”.

 

واشار الى أنّ “الرابع من آب ذكرى أليمة جدا ومعاناة كبيرة وقهر، بدأت بأزمة سياسية اقتصادية وفساد مزمن، وترافقت مع أزمة صحية، أزمة كورونا، وتفاقمت بانفجار المرفأ، فأصبحنا تحت خط الصفر. ولبنان الذي عرفناه سابقا تهدم في الرابع من آب ولن يعود إلا إذا آمنا بمبدأي الحياة والسلام. نحن أبناء الحياة، ولا مستقبل لأولادنا وأحفادنا ولا سلام نبتغيه خارج هذه المعادلة. فلنخرج من ظلامية القرون الوسطى ولندخل التاريخ من باب العلم والعقل والعدل والأخلاق، حتى لا تلعننا الأجيال المقبلة. وكلي إيمان بأن لبنان سيعود أرض الحرية والسلام والديموقراطية، ومعقل الأحرار، همزة الوصل بين الشرق والغرب”.

وختم: “يا شهداء الرابع من آب، بنا خجل أن قضاءنا غياب وساستنا فساد، ولا عزاء لنا بفقدانكم، ولا غيبة لكم عنا، وإنا بكم لاحقون، حتى يسود العدل، ويعود الحق وتظهر الحقيقة ويحاكم المسؤول”.

كما أعلنت جمعية تجار الشوف في بيان، “التضامن الكامل مع أهالي ضحايا انفجار 4 آب في مرفأ بيروت”. ودعت المؤسسات والمحال التجارية الى “الإقفال التام، تخليدا لهذه الذكرى والمشاركة في هذه الذكرى الأليمة”.

بدوره، شدد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي في بيان، أن “مجزرة 4 آب 2020 حفرت عميقا في ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم، وهم لن ينسوا هولها وفظاعتها وخصوصا أن المجرمين والقتلة ما زالوا خارج قضبان العدالة ومحميين، وكانوا يعلمون بحجم هذه النيترات وخطرها على العاصمة”.

ورأى أن “عرقلة عمل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بحجج الحصانات، فعل جبان وخائن ومذنب”، معتبرا أن “إسقاط الحصانات عن كل رؤساء الوزراء المتعاقبين والوزراء والأمنيين والقضاة للمثول أمام التحقيق، لا مفر منها لتحقيق العدالة”.

ودعا الى “أوسع مشاركة شعبية وعمالية وطالبية اليوم لإحياء ذكرى جريمة انفجار المرفأ عند الخامسة عصرا أمام تمثال المغترب”.

واستنكرت “منصة المجتمع المدني النسوي في لبنان” في بيان، “محاولة عرقلة التحقيقات في تفجير 4 آب، بعد عام على وقوعه”، معتبرة أن “السلطة فشلت في تحديد المسؤولين عن الانفجار ومحاسبتهم”.

وطالبت بتعويض كل المتضررين من دون أي تمييز”. ودعت المجتمع الدولي إلى “حماية التحقيق من أي ضغط أو عرقلة لا مبرر لهما، وضمان تحقيق العدالة لضحايا الانفجار”.

وتقدم المنسق العام لـ”تيار العزم” في عكار هيثم عزالدين في بيان “في الذكرى الأولى للانفجار المروع في الرابع من آب، والذي هز الوطن بكل مكوناته، بالعزاء من ذوي الشهداء، “موقنين أن الكلام لن يشفي لهم جرحا ولن يعيد غاليا. ونشد على أيدي القاضي النزيه الشجاع طارق البيطار، ابن عكار الأبية، لكشف ملابسات جريمة العصر من دون تهيب لحصانات أو وقوف أمام عوائق، تمهيدا لوضع الأمور في نصابها، من خلال الحد من سياسة الإفلات من العقاب”.

واعتبر رئيس مجلس العمل اللبناني في أبو ظبي سفيان الصالح أن “هذا الزلزال لم يكن صدفة لعناء، لذلك يجب أن يأخذ التحقيق الشفاف مجراه حتى النهاية لتنتصر العدالة ويعاقب كل المجرمين”.

وشدد على أن “المجلس قرر منذ اليوم الأول الوقوف مع أهله في بيروت، وساهم وقدم ما في وسعه في سبيل المساهمة في إعادة إعمار العاصمة، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، وعلى رأسها جمعية أجيالنا والهيئة العليا للاغاثة بعنوان معا لبيروت، مقدما أكثر ما كانت تحتاج إليه العاصمة في حينه، وبخاصة كميات كبيرة من ألواح الزجاج والأبواب الجاهزة ومواد البناء”.

وأكد تجمع “الولاء للوطن” أن “انفجار المرفأ الذي زلزل بيروت منذ عام، لهو فعل إثم مدان وعمل إجرامي منظم”. ورأى أن “هول هذه الجريمة لا تنطبق عليه أي حصانة سياسية أو مهنية أو قضائية أو إدارية كما يدعون، فهذا ما تقره وتعترف به المنظمات الدولية المتخصصة، وتطبيق منطوق انظمتها يعلو ويلغي أي حصانة محلية، وبالتالي لا مجال لإعاقة سير التحقيق والعدالة تحت أي ذريعة”.

واعتبر أن “الانفجار جريمة مستمرة في الزمن اقتصاديا وعمرانيا والأهم إنسانيا، ذكرى أليمة عصفت بالعاصمة والوطن، أدمت قلوب اللبنانيين وهزت ضمائر العالم بأسره، ولكنها مع الأسف، لم تصل الى آذان المسؤولين الرسميين في لبنان وضمائرهم، على الرغم من معرفتهم بوجود أطنان من المواد المتفجرة المتنوعة المخزنة في عنابر مرفأ بيروت”.

ولفت إلى أن “4 آب موعد للتضامن الوطني ورفض التقاعس والمطالبة بمتابعة التحقيق وليس لعرقلته، موعد لإطلاق صرخة حق في وجه الجشع والارتهان، يوم للتآزر والمحاكمة الشعبية والانتصار لأرواح الضحايا الأبرياء”.

وأطلقت الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية – لا فساد، الفرع الوطني لمنظمة الشفافية الدولية، فيلما وثائقيا بعنوان “الشفافية بتعمر بيروت”، يسلط الضوء على أهمية الشفافية لضمان تحقيق مستقل وعلى إعادة الإعمار، ويشدد على النهج المتبع من أصحاب المصلحة المتعددين، والجهود اللازمة للدفع بلبنان نحو الإصلاح ولا سيما إصلاحات الحوكمة والمساءلة.

ويندرج الفيلم ضمن مبادرة “قلوب شفافة” التي أطلقتها الجمعية استجابة للحاجة إلى تحقيق أكبر قدر من الشفافية لتعزيز المساءلة العامة والاجتماعية في الجهود المبذولة في عملية إغاثة بيروت من المنظمات غير الحكومية والمبادرات المختلفة، ولا سيما في إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار، الذي يقوم على التعاون الوثيق بين الحكومة والمجتمع المدني والدولي والقطاع الخاص، متضمنا خطة استجابة للطوارىء لمساعدة لبنان ومحددا الإصلاحات الواجبة لتسهيل عملية التعافي وإعادة الإعمار، ومسترشدا بالمبادىء الشاملة للشفافية والمساءلة.

ويستعرض الفيلم الوثائقي منظمتين من منظمات المجتمع المدني اللبناني تنشطان على الأرض منذ اليوم الأول للانفجار، بالإضافة إلى ممثلين للاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة الذين لعبوا دورا رئيسيا في الاستجابة للأزمة وحال الطوارىء التي خلفها الانفجار، ولا سيما في إعداد إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الاعمار في لبنان.

وأكد رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين العاملي، “الوقوف إجلالا واحتراما لأرواح الشهداء وعذابات الجرحى ومعاناة المتضررين”، مشددا على “ضرورة إنهاء ملف التحقيق والانتقال للمحاسبة، ابتداء من معرفة من جلب المواد وفجرها وخزنها وسحب منها ولأي أهداف، من أجل الوصول الى العدالة ومحاكمة المجرمين والمسؤولين عن هذه الجريمة النكراء التي أصابت لبنان، وتعد الأبشع منذ انتهاء الحرب الأهلية”.

واستذكرت بلدية البترون، شهيدي المدينة زينة راجي واسطفان روحانا، ورفعت لافتات في الشارع العام كتب عليها “4 آب يوم ارتقوا الى السماء”، “البترون لن تنسى أولادها الشهداء زينة واسطفان وكل الضحايا البريئة التي سقطت في 4 آب”، “نجدد تعازينا للبنانيين بمصابهم الأليم ولتكن نفوس الضحايا في السماء على رجاء القيامة وإرساء العدالة”.

وأقفلت المؤسسات والمحال والإدارات في البترون وقراها وبلداتها، تلبية لدعوة البلدية وجمعية التجار “تحية إجلال للشهداء الذين سقطوا وتضامنا مع المتضررين والمصابين”.

والتزمت صيدا، الحداد الوطني، وأقفلت المحال في السوق التجارية وكذلك المصارف والمؤسسات والدوائر الرسمية، فيما تستعد مجموعات من الحراك الشعبي في المدينة، للمشاركة في إحياء الذكرى في بيروت والتجمع بعد الظهر في ساحة ايليا وفي ساحة الشهداء في المدينة، للانطلاق نحو العاصمة.