IMLebanon

لقاء قريب بين الراعي وبايدن!

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

تبدو الأمور مقفلة ولا إمكان لفتح ثغرة في كل الإتجاهات، في حين أن المواقف التصاعدية والتوترات التي تحصل لا تبشّر بالخير.

يقف سيّد بكركي ويحاول أن يفعل شيئاً في زمن الإنهيار الثقيل، فالطبقة السياسية تعيش أتعس أيامها، وتنعكس هذه التعاسة على الشعب الذي يعاني ما يعانيه.

وأمام كل هذه المآسي والآلام يحمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحمل الأثقل، وربما الظروف التي يمرّ بها هي الأقسى التي تمرّ على بطريرك ماروني خصوصاً وأن الكيان اللبناني في خطر والتحديات كبيرة.

يرى الراعي أن هيكل الدولة يتساقط والطبقة الحاكمة لا تفعل أي شيء من أجل الإنقاذ، لذا فهو من يحمل المبادرة وينطلق بها إلى دول العالم أجمع.

ويعمل الراعي على خط الدول العربية لإعادة ما انقطع من علاقات بفعل ممارسات الطبقة السياسية، وقد سلكت العلاقات مع المملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً إذ إن معظم الأمور العالقة في ما يخص الملفات الإقتصادية التي تطال المزارعين والصناعيين تسلك طريقها نحو الحلّ بمبادرة من البطريرك، كذلك فإن وضع الجالية اللبنانية في الخليج مطمئن.

أما الإتجاه الثاني الذي يعمل عليه البطريرك الراعي فهو المجتمع الدولي، وقد شكّل لقاء رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان مع قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان إنطلاقة مهمة لتثبيت الخطوط الإنقاذية التي حدّدها الراعي وهي الحياد والمؤتمر الدولي من أجل لبنان، وهذا الأمر إن دلّ على شيء فهو على تحرّك فاتيكاني من أجل طرح القضية اللبنانية في المحافل الدولية. وفي السياق، فإن الحراك البطريركي لن يقتصر على الفاتيكان أو فرنسا وأوروبا، فالعين تتجه نحو الولايات المتحدة الأميركية التي قد تكون للبطريرك الراعي زيارة لها في الفترة المقبلة.

وتأتي أهمية زيارة البطريرك إلى واشنطن من أجل طرح القضية اللبنانية على الإدارة الأميركية عن قرب، وكان الراعي قد زار واشنطن سابقاً لكن الظروف السياسية والإقتصادية كانت مغايرة للوضع الحالي.

وتراهن الكنيسة على إحداث مثل هكذا زيارة خرقاً في جدار الأزمة اللبنانية، فسيّد بكركي يدرك جيداً أنّ أزمة لبنان مرتبطة أيضاً بالسياسة العربية والدولية، وواشنطن هي اللاعب الأكبر عالمياً، لذلك يجب أن تطّلع عن كثب على عمق الأزمة وتداعياتها.

وهناك رأي في الكنيسة يدعو أميركا إلى بذل جهد من أجل تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، ويعتبر هذا الرأي أن النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة تمدّد بغضّ نظر أميركي، لذلك على واشنطن العمل لإنقاذنا من الوصاية الإيرانية وهيمنة السلاح الإيراني، وذلك بالطرق الديبلوماسية وليس بافتعال الحروب وتغذية المواجهات الداخلية.

وفي السياق، هناك “لوبي لبناني” ناشط يعمل على التحضير لزيارة الراعي إلى أميركا والتي لم يحدّد موعدها بعد، وأي زيارة سيقوم بها البطريرك تأتي في إطار الزيارة السياسية وإن كانت تشمل شقّاً رعوياً، لأن الجالية اللبنانية هناك تبذل كل جهودها من أجل إنقاذ الوضع.

يريد البطريرك من خلال زيارته طرح الافكار التي أطلقها على الإدارة الأميركية وأبرزها الحياد والمؤتمر الدولي من أجل إنقاذ لبنان، لذلك فإن الزيارة عندما تحصل ستشمل لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، خصوصاً وأن الإدارة الجديدة لا تضع لبنان حتى الساعة على سلّم أولوياتها.

لدى سيّد الصرح خوف كبير على مصير البلد، ويعلم جيداً أن الحكّام يُمعنون في الخراب وتغذية الإنهيار، لذلك فإن لبنان بات بحاجة إلى مساعدة دولية من أجل الحفاظ على ما تبقّى من كيان.