IMLebanon

نفاد الوقود يشل لبنان… وسجال حول النفط الإيراني

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

عطلت أزمة المحروقات الحركة في كل لبنان وصولاً الى تأخير تأليف الحكومة، التي عادت وانتعشت الأمال بتشكيلها عقب مبادرة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ولقائه مساء أمس برئيس الجمهورية ميشال عون حيث عرضا الوضع الحكومي اثر دخول وسطاء وضخ ايجابيات للتشكيل، بعد أن كاد بيان لرئاسة الجمهورية يبدد التفاؤل بإشارته إلى ان الرئيس المكلّف يواجه مطالب تتزايد وتتبدل من آخرين وتدفعه للاعتذار. وهو ما استدعى راداً من ميقاتي أكد فيه استمرار التعاون لتشكيل حكومة وفق الاسس المعروفة يرضى عنها اللبنانيون وتلاقي دعم المجتمع الدولي، وأنه ليس في صدد الدخول في اي سجال.

لكن المواجهة اشتعلت على خط آخر، إثر اعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، عن انطلاق سفينة نفط إيرانية أمس في اتجاه لبنان على أن تتبعها سفن أخرى. والخطير في كلام نصرالله كان تحذيره للأميركيين والاحتلال الصهيوني من مغبة استهداف السفينة التي «ستكون أرضاً لبنانية»، متهما السفارة الأميركية في بيروت بأنها «تدير حربا اقتصادية على لبنان». ولم يوفر نصرالله في هجومه «من يعتمد على الأميركيين وسفارتهم»، ونصحهم بأخذ العبرة من أفغانستان.

اعلان نصرالله حل في توقيت دقيق، يبدأ بلبنان ولا ينتهي بفيينا، وقد يشكل ضربة قاضية لعملية تأليف الحكومة التي كانت أصلا عالقة عند عقدة الاسماء التي تخفي ثلثاً معطلاً مقنعاً لرئيس الجمهورية وفريقه، كما أثار جملة من الردود، اعنفها من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي اعتبر ان خطوة جر النفط الايراني الى بيروت، ستكون لها تداعيات سلبية اضافية على علاقات لبنان بالعالم وبمحيطه العربي، كما على جهود تشكيل الحكومة ايضا. لافتاً إلى إن «اعتبار السفن الايرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو انه محافظة إيرانية»، مؤكدا رفضه تغطية «مشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم».

وختم الحريري «يستطيع حزب الله ان يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، لكنه لن يحصل على اجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية، فهذه مواقف ستضاعف من معاناة الناس وتشق الطريق السريع الى جهنم».

وفي السياق نفسه، حمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس الجمهورية مسؤولية «عما يمكن أن يلحق بالبلد»، بعد وصول السفن الإيرانية.

وتوجه جعجع الى عون سائلا «هل تتركون الحزب الذي صادر القرار الاستراتيجي والعسكري بأن يصادر اليوم القرار الاقتصادي؟».

بدوره، حذر رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل من ان النفط الايراني يخرق القانون الدولي ويتسبب بحصار وعقوبات للبنان.

في المقابل، قالت القناة 13 العبرية أن تل ابيب تنظر إلى موضوع السفينة المتوجهة إلى لبنان بقلق

إلى ذلك، تلقى رئيس الجمهوريّة ميشال عون اتصالاً هاتفيا من السفيرة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا أبلغته فيه قرار إدارة الرئيس بايدن بمساعدة لبنان لاستجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن تمكّنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا. ولفتت شيا الى ان واشنطن تبذل جهدا كبيرا لإنجاز هذه الإجراءات، وان المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين التمويل. معتبرة ان لبنان لا يحتاج لنفط إيران وخطة الطاقة التي كشفت عنها أنظف ومستدامة.