IMLebanon

مصادر متابعة لـ “الأنباء”: لا حكومة ولا اعتذار هذا الأسبوع

كتب عمر حبنجر في صجيفة الأنباء:

النفط الإيراني الذي بشَّر بقرب وصوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حرّك السواكن اللبنانية في لبنان والأريحية الخارجية تجاه لبنان، فدبت الحمية الأميركية بشرايين أسلاك الكهرباء الأردنية، فضلا عن إعادة الحيوية إلى الحراك الرئاسي نحو تشكيل الحكومة، انطلاقا من تبادل بيانات التعبير عن النوايا الطيبة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

جديد هذا التحريك للسواكن السياسية بعض الفضل فيه للدخول الأميركي على الخط عبر الاتصال الهاتفي الذي أجرته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيّا بالرئيس ميشال عون، وإبلاغه قرار إدارتها باستجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن والغاز من مصر عبر سورية.
وجاء توقيت الدخول الأميركي على الخط في هذا الجانب من الأزمة اللبنانية بمثابة الرد على اتهام السيد نصرالله للسفيرة شيّا بالوقوف خلف التحركات الشعبية الضاغطة معيشيا على اللبنانيين.

الخبر عينه نقلته وزيرة الطاقة الأردنية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي الاتصالين بدت واضحة رغبة المتصلتين بقطع الطريق على مشروع نصرالله لمد لبنان بالمحروقات الإيرانية، واستدراك واضح لخروج لبنان عن شبكة العلاقات الدولية.

رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع توجه في بيان إلى الرئيس عون مباشرة سائلا: هل يا فخامة الرئيس تتركون حزب الله يصادر القرار الاستراتيجي والعسكري، واليوم الاقتصادي، ضاربا بمصالح اللبنانيين عرض الحائط، ومسقطا القطاع الخاص نهائيا وقاطعا عن اللبنانيين سبل العيش الكريم؟

بدوره، اعتبر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ان تصريحات نصرالله حول النفط الإيراني لا تمثل رأي جميع اللبنانيين، إنما تمثل المنظومة السياسية التي هو ـ أي نصرالله ـ عرّابها.

صمت «المنظومة» خرقه فجأة بيان رئاسي تخطى المشكلة المستجدة، والناجمة عن خطورة تمدد سلطة حزب الله من السلم والحرب إلى الاقتصاد العام، بحيث بات يمارس سلطة الدولة، بمختلف مندرجاتها، ليتحدث عن دور الرئيس عون الإيجابي في موضوع تأليف الحكومة، محملا الرئيس المكلف مسؤولية الانقلاب المتكرر على الصيغ الوزارية، ومعبرا عن خشيته من دفع البعض بميقاتي إلى الاعتذار، الأمر الذي أفسح في المجال أمام ميقاتي لإعلان استمراره في عملية التأليف.

المصادر المتابعة لاحظت ان القرار الأميركي بمد لبنان بالكهرباء والغاز أتى في وقت كان فيه اللبنانيون يضربون أخماسا بأسداس تحسبا لإخضاع لبنان للعقوبات المفروضة على قطاع النفط الإيراني، فإذا «رب ضارة نافعة»، وقد أفضى إعلان نصرالله إلى أمرين إيجابيين: وقف المقاطعة الأميركية للبنان على صعيد المحروقات، كما على صعيد التفاوض مع البنك الدولي للحصول على قروض جديدة.

والأهم من كل ذلك مضمون الرسالة الأميركية باللغة الفارسية، وفحواها: الزموا حدودكم في لبنان!

أما الموقف الإسرائيلي، حال اقتراب سفن النفط الإيراني، المدفوع الثمن من رجال أعمال لبنانيين، من سواحل لبنان، فمن الجلي ان إعلان السيد نصرالله أن هذه السفن باتت «أرضا لبنانية»، يعني أنها محمية بالمتفق عليه من «قواعد الاشتباك» بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب يوليو 2006، وبالتالي فإن ضربها في عرض البحر يعد خرقا لهذا التفاهم، مستوجبا الرد.

ومن هنا جاء الاعتقاد في بيروت أن إسرائيل لن تكرر تجربة خرق «قواعد الاشتباك» التي حصلت أوائل أغسطس الجاري، ومن هنا كان قصفها قواعد ومخازن حزب الله على المقلب السوري من الحدود الشرقية للبنان أمس بمنزلة بدل عن ضائع، ولو انها أربكت حركة الطيران المدني، من وإلى مطار بيروت، وهددت سلامة طائرتي ركاب على الأقل.

عن الوضع الحكومي في ظل هذه المستجدات، ترى المصادر في اتصال الرئيس عون بالرئيس المكلف ميقاتي خلفية مزدوجة: إما أن عون استهول تحمله وحيدا تداعيات وصول بواخر المحروقات الإيرانية إلى لبنان، كما حمل نفسه، وبالأعراف المبتدعة، أعباء إجراءات تفردية كثيرة، متطلعا إلى حكومة ورئيس وزراء، حتى لو كان مكلفا، لمشاركته تحمل هذه المسؤولية، في ضوء الغياب الكلي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن مسرح القصر الجمهوري، وإما انه يريد ان يسحب نفسه من هذه الصفقة لحليفه حزب الله، برمي كرة المسؤولية على عهدة حكومة لم تتشكل بعد.

في غضون ذلك، كان لافتا أمس حرص الرئيس المكلف على أداء صلاة الجمعة إلى جانب مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في المسجد العمري الكبير أمس، بمبادرة منه. كما كانت لافتة خطبة الجمعة لإمام المسجد شيخ قراء بيروت الشيخ محمود عكاوي، الذي تناول فيها رئيس الجمهورية ميشال عون مفندا مساوئ عهده، بحسب تعبيره، قائلا: ارحل ولا أسف عليك.

ووصف عكاوي العهد بأنه عهد حقد، معددا المآسي والويلات التي حلت بلبنان خلال ما مضى من ولايته.

وبعد انتهاء شعائر صلاة الجمعة عقدت خلوة في غرفة «الشعرة النبوية» الشريفة في المسجد بين الرئيس المكلف ميقاتي ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان جرى خلالها التشاور في الشؤون الإسلامية والوطنية وآخر مستجدات تشكيل الحكومة، وأشاد المفتي دريان بحكمة الرئيس ميقاتي في تذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة.

لكن مصادر متابعة أكدت لـ «الأنباء» أنه لا تشكيل لحكومة هذا الأسبوع،  وأن نَفَسَ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي طويل وهو يسعى في محاولاته الأخيرة إلى تشكيل الحكومة وحل العقد التي مازالت موجودة حتى الآن، ولن يعتذر إلا في الوقت المناسب بعد استنفاده كل الوسائل المتاحة لتشكيل الحكومة.

وتعليقا على آخر مجريات عملية التشكيل، قال المصدر المطلع «دق الماء فهي ماء».