IMLebanon

ميقاتي يزور بعبدا على توقيته وتشكيلته لم تكتمل بعد

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

على وقع تفاقم الأزمة واشتداد معاناة الناس تخاض نقاشات تشكيل الحكومة عن بعد، ومن خلال المستشارين الممثلين عن الرئيسين المعنيين دستورياً بتشكيلها اي رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف نجيب ميقاتي. تضارب معلومات وتوقعات وتشكيلات لا تمت للواقعية بصلة بينما الواقع ان ميقاتي لن يزور بعبدا قبل ان يتوصل الى تشكيلة واقعية يصعب رفضها اذا صفت النوايا. لكن هل هي مسألة نوايا وعقبات داخلية ام قطبة مخفية خارجة عن الارادة المحلية؟ اختلطت الامور ببعضها وضاعت المسؤوليات فيما التعاطف الاكبر للكثيرين مع الرئيس المكلف في مقابل استمرار التهم لعون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالتعطيل.

وفق الاجواء التي توافرت حتى الأمس فإن ميقاتي يفترض ان يزور بعبدا اليوم وفي جعبته تشكيلة حكومية من 24 وزيراً كاملة متكاملة بالحقائب والاسماء مقسمة ثلاث ثمانيات، لرئيس الجمهورية ثمانية وزراء بينهم 6 مسيحيين ودرزي وأرمني. وللسنة 8 حقائب مع الاشتراكي (حقيبة) و5 حقائب للثنائي الشيعي و2 مردة وقومي سوري واحد. حتى ساعات مساء امس كانت العقبات لا تزال على حالها والخلاف كان قائماً على الاسماء المقترحة لحقيبتي الطاقة والعدل اللتين سيشغلهما وزيران مسيحيان يسميهما عون بعد موافقة ميقاتي.

واذا صدقت التوقعات وسلم ميقاتي تشكيلته فسنكون أمام ثلاثة احتمالات: اما يرفضها عون وتدخل البلاد في مسارات أكثر تعقيداً ويكون ميقاتي امام خيارات صعبة بينها الاعتذار ولو انه مستبعد، او يقبلها وهذا احتمال ضئيل وفق بعض المصادر، او ان يتسلمها ويطلب مهلة زمنية لدراستها قبل الرد ويتقدم باقتراح جديد. وبذلك يتأمن مخرج لاستكمال البحث.

اما التوزيع غير النهائي فقد علم ان حقيبة التربية أسندت للاشتراكي، والمهجرين للحزب الديمقراطي، المالية (يوسف خليل) والزراعة لحركة أمل والاشغال والعمل لـ”حزب الله” (الاسماء تسلمها ميقاتي) وحقيبة خامسة مشتركة بين الثنائي هي الثقافة. وبقي المرشح للداخلية اللواء ابراهيم بصبوص وللصحة لا يزال اسم الدكتور فراس ابيض ثابتاً. أفضت بعض الاسماء المقترحة لتولي حقائب وزارية الى استنتاج اولي بأنها تشكيلة عادية ولن تشكل صدمة ايجابية ولم تأت بشخصيات بحجم الازمة.

المطلعون على اجواء الرئيس المكلف آثروا مجدداً عدم التماهي مع الايجابية المفرطة التي سادت، وكرر هؤلاء ان الامور بخواتيمها، كل ما هناك ان الرئيس المكلف لا يزال بانتظار ان يلاقيه عون الى خطوات اساسية تساعد في اصدار التشكيلة الحكومية. المصادر عينها لا تزال تعتبر ان العقبات تكمن في القطب المخفية الكامنة خلف الجدران لتغمز في ذلك الى الثلث المعطل واصرار رئيس الجمهورية عليه بصيغ مختلفة وبالمواربة. كما يرفض هؤلاء تحديد موعد لزيارة ميقاتي الى بعبدا التي له ان يزورها على توقيته، ليستنتج مما يقوله هؤلاء ايضاً ان “المباطحة “بين الرئيسين لا تزال على حالها ولم يتمكنا من الوصول الى حل بعد والعقد تراوح مكانها.

ومثل هذه الاجواء تؤكدها مصادر سياسية لا تزال تستبعد ان تبصر الحكومة النور قريباً وفق ما يشاع لتجزم ان التشكيلة لم تكتمل بعد وان العقبات لا تزال على حالها اي حقائب العدل والدفاع والداخلية بالاضافة الى اسماء المحازبين المقترحة من عون لتضيف عاملاً ثالثاً اشد وطأة يتعلق بالباخرة الايرانية المحملة بالمازوت والمتوقع وصولها الى لبنان عما قريب معطوف عليها الهجوم الذي شنه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في مواجهة الاميركيين والذي قد يتسبب بمشكلة كبيرة تفوق قدرة ميقاتي على تحملها. لكن رأياً آخر توقع ان تكون الباخرة عاملاً مساعداً على التشكيل يضاف اليه رفع الدعم الذي حصل وريّح ميقاتي من تداعيات اتخاذ مثل هذا القرار فور تشكيل حكومته. تأرجح بين السلبي والايجابي وحده مؤشر الى ان لا حكومة في الفضاء اللبناني الملبد.

لعلها تخيب التوقعات لكن الآمال بذلك ضعيفة، فلا الوقائع مطمئنة ولا سير النقاشات بين المستشارين، فيما الازمة تشتد والبلد يعاني الفلتان على كل المستويات وتحكمه السوق السوداء وتجار الازمة والمستفيدون على ظهر معاناة الناس في حين ان المسؤولين غارقون بتمثيل وهمي في حكومة لن تحدث انقلاباً لكن قدرها ان وجودها خير من العدم.