IMLebanon

بكركي للأميركيين… أنقذوا الدولة من فكّ “الدويلة”

كتب ألان سركيس في نداء الوطن:

تعاني البلاد من الأزمات المتتالية وكأن قدر الإنهيار بات محتّماً والترقّب سيّد الموقف ولا من يمدّ يد العون لوقف هذا الكابوس.

يحتلّ البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي صدارة المشهد السياسي والوطني ويبقى صوته صارخاً في البرّية التي حوّلها أهل السياسة إلى صحراء قاحلة لا يصدّق الناس متى يهاجرون من هذا البلد. وتدعو الكنائس أبناءها إلى الصمود وتحمّل المشقّات معلّلين ذلك بأن ما مرّ على لبنان سابقاً أصعب بكثير مما نعيشه اليوم، والمرحلة تحتاج إلى صبر كبير إذ لا يمكن التخلّي بسهولة عن أرض الأجداد.

وفي السياق، فإن ما يؤلم الكنيسة أكثر هو موجات الهجرة المتصاعدة، ليس فقط من الشباب المسيحي، بل من كل فئات الوطن، وبالتالي فإن البلاد تخسر طاقاتها التي يعوَّل عليها للنهوض من تحت ركام الإنهيار.

من جهة أخرى، يبدو أن الإستسلام لا يدخل في قاموس سيّد الصرح، إذ إنه لا يزال يحاول ويحاول، يخاطب الناس يتحدّث مع الداخل ومع سفراء الخارج من دون كلل أو ملل.

وقد أتى اللقاء مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا في الديمان قبل يومين كدليل على أن الراعي يواصل تواصله مع السفراء لأنه يعتبر أن جزءاً كبيراً من الأزمة نابع من إرتباط لبنان بالساحات الإقليمية والدولية.

وكان الراعي أكثر من واضح في كلامه مع السفيرة، وأيضاً في لقاءاته السابقة مع سفراء وممثلي الدول الفاعلة، إذ إن طلبه الوحيد والأساسي هو دعم الأسرة الدولية للبنان لكي لا تنهار الدولة ويسقط هيكل الوطن.

ومن الملاحظات الرئيسية عند سيد الصرح أنّ انهيار الدولة سيؤدّي إلى سيطرة الدويلة، وبالتالي فإن واشنطن ومعها الدول الفاعلة، تساهم عن غير قصد في تقوية الدويلة والدويلات التي تظهر على أنقاض الدولة المنهارة. يعلم الراعي جيداً أن السبب الأساسي للأزمة الإقتصادية هو وجود هذه الطبقة الفاسدة والتي باعت الوطن وتقتل شعبها، لكن لومه على أميركا والدول الكبرى بأنها تترك الشعب اللبناني وحيداً يواجه جلاديه.

يُصرّ الراعي على قيام الدولة القوية والفاعلة وذات السيادة الواحدة بوجود سلاح مع الجيش والقوى الأمنية الشرعية فقط، لذلك فإنه متمسّك بمبدأ الحياد ومصرّ على مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، وبالتالي هو يطلب المعونة من الأسرة الدولية لإنقاذ الوطن. يواجه الراعي الكثير من حملات التخوين ويذهب البعض إلى حدّ اتهامه بالخيانة والعمالة، لكن كل هذه الإتهامات لم تُبدّل مواقفه وبات أكثر إصراراً وهو يشاهد أن الوطن ينهار، من هنا كان لا بدّ من طلب مساعدة الأميركيين خصوصاً في الأمور الحياتية التي تهمّ كل مواطن والتي تشكّل عاملاً أساسياً لصموده في وجه كل التحديات.

في نظر بكركي، هناك أشهر مصيرية تواجه لبنان ولا أمل بإيجاد حلول من هذه الطبقة السياسية حتى لو تألّفت عشر حكومات، لكن الأكيد أن سيّد الصرح سيبقى يرفع الصوت في وجه طغاة الداخل ويطلب معونة الخارج.