IMLebanon

تقدُّم حذر في التأليف… هل تراجع ميقاتي عن الاعتذار؟

تخوفت مصادر معنية بالملف الحكومي من ان يكون وراء إفتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى، وآخرها التمهيد لازمة رغيف، على ‏خلفية فقدان المازوت في المطاحن، حيث غاب عن رفوف الأفران العاملة “مايسترو واحد” يلعب بمقدرات الاستقرار، ‏لأغراض مشبوهة، تبدأ بتعطيل الحكومة، وتعطيل المعالجات، تمهيداً لتعطيل الانتخابات النيابية المقبلة، بعد ثمانية ‏أشهر واسبوع، والتي لو جرت، لكان بقي من عمر العهد خمسة أشهر يفصل المجلس الجديد، لو تشكّل عن انتخاب ‏رئيس جديد للجمهورية في غضون 60 يوماً قبل موعد انتهاء ولاية الرئيس عون في 31 ت1 2022‏‎.‎

وأكدت مصادر لـ”اللواء” ان تشكيل الحكومة قطع شوطاً كبيراً الى الامام وباقي بعض ‏التفاصيل يعمل عليها اللواء ابراهيم وبعض سعاة الخير بين الرئيسين عون وميقاتي ما يعني تراجع الكلام عن اعتذار ‏الرئيس المكلف، وسط توقعات بأن تنتهي المعالجات خلال الايام القيلة المقبلة، إلّا إذا عطلت بعض التفاصيل التشكيل ‏وكانت هناك قطبة مخفية لا يعلمها أحد وليس خلافاً على حقيبتين او اسمين من الوزراء، كما قالت المصادر. التي ‏اضافت: ان العبرة في الخواتيم فـ “الأنا” عندالبعض باتت تؤثر على التفاصيل التي نرجو ان يتم تجاوزها لذلك ‏فالإنتظار هو سيد الموقف خلال هذه الايام الفاصلة‎.‎

وافادت معلومات “اللواء” بانه تم الاتفاق بين الرئيسين على حل عقدتي حقيبتي الداخلية بحيث تؤول لمن يسميه ‏ميقاتي وهو قاضٍ من آلالمولوي، والعدل بحيث تؤول لمارونية هي القاضية ريتا كرم. وبقي منصب نائب رئيس ‏الوزراء من حصة الحزب القومي لسعادة الشامي، ووزير الدفاع من حصة الرئيس عون (ارثوذوكسي).لذلك انحصر ‏التشاور على ما يبدو في حقيبتي الشؤون الاجتماعية التي سيسمي لها وزيراً مارونياً الرئيس عون والاقتصاد التي ‏سيسمي لها ميقاتي وزيراً سنياً بالتوافق على الاسمين. واذا تم التوافق على الامور العالقة خلال هذا اليوم او غداً، ‏فيعني ذلك ان تشكيل الحكومة لن يطول اكثر من ايام قليلة‎.‎

وذكرت مصادر مطلعة على موقف ميقاتي أنّ اعتذاره عن استكمال مهمّته، ليس في مصلحة أحد على الإطلاق، لا ‏سيّما بعدما دفع البلد ضريبة ثقيلة للمماطلة والمراوحة التي امتدّت لعامٍ كامل، فشلت فيها كلّ محاولات تشكيل حكومة ‏جديدة خلفًا للحكومة المستقيلة، رغم كثرة الاستحقاقات المفصليّة. ولا شكّ أيضًا أنّ مثل هذا الاعتذار لن يكون أبدًا ‏لصالح العهد الذي يخسر الكثير من رصيده مع كلّ يوم تأخير في تشكيل الحكومة، والذي بات مُحرَجاً أمام الرأي العام، ‏بعدما عجز عن “التناغم” مع كلّ الرؤساء المكلّفين، في حين أنّ علاقته مع رئيس حكومة تصريف الأعمال?حسان ‏دياب الذي كان هو من أتى به أصلاً، باتت بدورها أسوأ من السيئة‎.‎
اضافت المصادر: ولا يخفّف من وقع ذلك محاولات بعض وجوه “العهد” ورموزه المغالاة، أو حتى القول بأنّ ‏‏”صلابة” رئيس الجمهورية هي الدافع وراء كلّ “الاعتذارات”، علمًا أنّ الرئيس المكلَّف أيضًا لا يجد “مصلحة” في ‏الاعتذار، قبل “استنفاد” الفرصة السانحة كاملة، لا سيّما أنّه يردّد باستمرار أنّه قبل التكليف للإنقاذ، وليس لهدر الوقت ‏أو الاعتذار‎.‎

ورأت أنّ “المعضلة الكبرى تكمن في ما تشير اليه الكثير من المعطيات إلى أنّ إفشال ميقاتي من شأنه أن يفرمل ‏اندفاعة أيّ شخصيّة سنّية، طالما أنّها لا تحظى بدعم رؤساء الحكومات السابقين ومباركة?دار الفتوى، وطالما أنّ أحداً ‏ليس في وارد استنساخ تجربة حسّان دياب، التي انقلبت على عرّابيها، إن جاز التعبير، فضلاً عن حلفاء العونيّين ‏وشركائهم في الأكثرية لن يكونوا بهذا الوارد‎”.‎

واضافت المصادر: وبمُعزَل عن التعقيد الذي سيصيب العملية الدستورية لتسمية رئيس مكلَّف جديد، فإنّ السؤال الأكبر ‏الذي ينبغي أن يطرحه الجميع يبقى: هل يتحمّل البلد كلفة اعتذار”الرئيس المكلَّف، في ظلّ الأزمات المتفاقمة، والتي ‏ثبُت أنّ كلّ محاولات علاجها بعيدًا عن حكومة أصيلة وقادرة على اتخاذ القرار لا تجدي ولا تنفع؟

وختمت: علّ الرئيس المكلَّف يضع كلّ هذه الاعتبارات في حساباته حين يؤجّل خيار الاعتذار، وإن بقي مطروحاً على ‏قاعدة “آخر الدواء الكيّ”. هو لا يريد أن يصل إليه‎.‎