IMLebanon

سخط يتنامى في لبنان ضد “الحزب”… لن يطفئه البنزين!

جاء في “العربية”:

لم يعد أمام اللبنانيين الذين فقدوا كل شيء ما يخشونه في بلاد تنهار على رؤوسهم. فالسخط ضد السياسيين يتنامى وسط عجز هؤلاء عن تلبية أبسط الاحتياجات اليومية من كهرباء وماء وحتى خبز، ناهيك عن الوقود والاستشفاء، وفرص العمل.

إلا أن الغضب الذي يحمل المؤشر الأبرز في البلاد، بدا هذه المرة في وجه حزب الله.

فالمعاناة اليومية التي يعيشها اللبنانيون تحت وطأة أزمة اقتصادية لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ عقود، دفعت الكثيرين إلى توجيه الانتقادات العلنية لحزب الله، وتحميله مع غيرها من السياسيين مسؤولية الوضع المزري الذي يعيشه اللبناني.

لا بل أخذ هذا الغضب ولأول مرة، بحسب وكالة أسوشيتد برس، شكلا مختلفا، تمثل قبل فترة في مهاجمة عدد من اللبنانيين مركبة تابعة لحزب الله، و تكسيرها بعدما أطلق الحزب صواريخ استهدفت مواقع في إسرائيل.

فتلك الحادثة تعد حالة فريدة من نوعها، وتشير إلى إدراك الناس خطورة افتعال أزمة جديدة تضاف إلى أزمات البلاد، وتسحل به عميقا إلى قعر الجحيم.

وفي هذا السياق، رأى المحلل المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، جو معكرون، أن “حزب الله بات يواجه اليوم التحدي الأكبر له، ألا وهو الحفاظ على السيطرة على النظام اللبناني، أو بما يسمى بالحفاظ على بيئة المقاومة ضد إسرائيل”.

كما أكد أن الحزب لن يكون نفسه بعد انتهاء الأزمة الحالية، فعليه من الآن فصاعدا التكيف لضمان بقائه السياسي على المدى الطويل، أما في المرحلة الحالية فعليه الحد من الخسائر بقدر الإمكان.

ولعل من ضمن استراتيجية الحد من الخسائر هذه، وامتصاص غضب الناس، ما أعلن عنه الأسبوع الماضي، وكرره مرارا من أن الوقود آت من إيران، وكأن لسان حاله يقول للبنانيين “انظروا سنساعدكم..”.

إلا أن المزاج الشعبي العام بات في مكان آخر في البلاد، فالغضب من حزب الله بات عابرا للمناطق، تسرب لأول مرة ربما إلى ما كان يسمى بـ “بيئته الحاضنة” .

فهذا السخط من حزب الله لم يعد يقتصر، بحسب أسوشييتد برس، على المعارضين له، بل بات واضحا أيضا بين أتباعه الذين نزلوا إلى الشوارع مؤخرا، واحتجوا على انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وانهيار العملة المحلية.

كما أن مناطق عدة ومعاقل لحزب الله، لا سيما في جنوب البلاد، شهدت احتجاجات ومشاجرات على الوقود.

إذا بات العديد من اللبنانيين يدركون أن الحزب أضحى يدفع البلاد نحو إيران، بدل الضغط باتجاه الإصلاح.

كما أن اتهامات عدة توجه له بأن بات أكبر من الدولة نفسها، ولم يعد دولة ضمن الدولة.

وحتى عندما حاول التدخل للتخفيف من الآثار الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيين، اقتصرت خطواته على أنصاره فقط، بإصدار بطاقات تموينية وزعها على نحو 80 ألف شخص من أتباعه، إلى جانب تلقي العلاج في نحو 50 عيادة خاصة تتبع للحزب.

فضلا عن أن تقاضي عناصره مبالغ ومعاشات بالدولار، زاد من قهر العديد من اللبنانيين حتى من ضمن “بيئته”!